حالة من المعاناة والاستياء تعيشها أهالي حي الصقور بمدينة الهفوف؛ نتيجة ضعف الخدمات، وافتقار الحي لمشروعات أساسية، من بينها الطرق الترابية التي لم تدخل ضمن مشروعات السفلتة بعد، وكذلك نقص الإنارة التي تحول «الصقور» إلى ظلام دامس، ليلا، إضافة إلى غياب المدارس وعدم توافر المياه، وغياب شبكات الصرف الصحي، وضعف شبكات الاتصالات، وتدني مستوى النظافة، وانتشار الكلاب الضالة والحشرات، إضافة إلى هاجس الكثبان الرملية المحيط بالطرق.
وأوضح عدد من الأهالي لـ «اليوم»، أن الحي الذي يمتد عمره لـ15 عاما، ويشهد إقبالا متزايدا، خلال الفترة الأخيرة، يعاني من نقص الخدمات الأساسية، مشيرين إلى أنهم طالبوا كثيرا الجهات المعنية للالتفات لمشكلات الحي والعمل على معالجتها دون استجابة.
شوارع غير ممهدة وحفر ومستنقعات
قال المواطن مذكر القحطاني، إن حي الصقور بمدينة الهفوف، يعاني من أزمات متراكمة، أبرزها افتقاده لأعمال الرصف والسفلتة، إذ إن الطرق تعاني من الحفريات بشكل كبير، وهو ما يؤثر على المركبات وحركة السير بشكل عام، وتزداد المعاناة في فصل الشتاء، مع هطول الأمطار إذ تتشكل البحيرات والمستنقعات.
وأضاف: الحي يشهد إقبالا متزايدا من الأهالي، وعلى الرغم من مناشدتنا المسؤولين كثيرا بالالتفات للحي ومعالجة المشكلات التي يعاني منها، إلا أننا لم نتلق استجابة فعلية حتى الآن.
وأكمل: الحي بحاجة إلى إنارة الشوارع، إذ إنه بمجرد حلول الليل يتحول إلى ظلام دامس، وهو ما يشكل معاناة وخطورة في نفس الوقت، ناهيك عن نقص التشجير، وانتشار الكثبان الرملية التي تحيط بالطرق، وحفر الشوارع.
وأضاف إن الحي يعاني أيضا من نقص المدارس، وهو ما يجبر الأهالي على تسجيل أبنائهم في مدارس بعيدة عن الحي، مشيرا إلى أن أبناءه يدرسون في حي محاسن الذي يبعد عن منزله قرابة الـ 25 كم.
صعوبة التنقل وضعف شبكة الاتصالات
1200 ريال شهريا لتوفير المياه
ذكر المواطن علي العتيبي، أن «الصقور» من الأحياء المهمة، التي تشهد إقبالا متزايدا من الجميع للسكن فيه، ورغم ذلك يعاني من افتقاد الخدمات الأساسية، وأهمها عدم وجود طرق ممهدة، فالشوارع كلها ترابية، تسبب أزمة كبيرة في التنقل، وصعوبة في الحركة، إضافة إلى تداعيات الطرق الترابية من تطون الحفر وانتشار المستنقعات خلال فصل الشتاء، نتيجة المطر.
وأضاف: الحي أيضا يعاني من ضعف شبكة الاتصالات، وغيرها من المشكلات الأخرى، وهو ما يتطلب تضافر الجهود، لإنهاء تلك الأزمات العالقة.
بيَّن المواطن محمد القحطاني، أنه يسكن في حي الصقور منذ 3 سنوات، وخلال هذه الأعوام، وحتى يومنا الحاضر، يعيش الأهالي في معاناة كبيرة، بسبب افتقاد الخدمات الأساسية، كالطرق والمياه وغيرهما.
وقال: نريد تنفيذ المشاريع التي تخدم الحي، ومن أهمها مشروع إيصال الماء الذي يمثل مطلبا مهما وحيويا؛ كونه يعد من الأساسيات اليومية، وقد كلفنا هذا الشيء الكثير؛ كوننا نجلب المياه عن طريق الـ «وايتات» بتكلفة مالية كبيرة، تصل لـ1200 ريال في الشهر الواحد.
وأضاف إن الحي يعاني أيضا من انتشار الكلاب الضالة، المعاناة التي تشكل خطرا كبيرا على الجميع، خصوصا الأطفال الصغار، مطالبا بأهمية الالتفات إلى هذه المشكلات والعمل على معالجتها بأسرع وقت.
نقص المساجد.. وظلام دامس بالشوارع
أوضح المواطن يوسف العتيبي، أنه انتهى من بناء بيته في حي الصقور وعلى وشك الانتقال للسكن مع عائلته، إلا أن ما يقلقه، هو قلة الخدمات، قائلا: جميع الخدمات التي نحتاج إليها غير موجودة نهائيا ومن بينها، عدم وجود الصرف الصحي، كما هو حال بقية الأحياء.
وأضاف: نحن بحاجة إلى تنفيذ مشروع متكامل يحل هذه المشكلة، إضافة إلى أهمية معالجة الأزمات الأخرى، كرصف الطرق، وتنفيذ مشاريع الإنارة بدلا من الظلام الدامس الذي يعيشه الحي، إضافة إلى إنشاء مسجد كبير، إذ إن المساجد كلها صغيرة، بناها الأهالي.
تسوية الرمال.. وإنشاء حدائق للأهالي
قال المواطن شايع الدوسري: أسكن في هذا الحي لما يقارب من 5 سنوات، وللأسف الشديد، توقعت في البداية، أن الحي سيشهد تطويرا تدريجيا، حتى تصل إليه جميع الخدمات، إلا أنني أعيش في معاناة حقيقية لعدم وجود أبسط الأساسيات؛ ونقطع المسافة الطويلة بالسيارة من أجل الحصول على أي خدمة.
وأضاف: نعيش بين أتربة ورمال تحتاج إلى أعمال تسوية، خاصة أن التجمعات الكبيرة لهذه الأتربة تتحول مع موجات الغبار الشديدة إلى معاناة كبيرة تصل إلى داخل منازلنا، وهو ما يتطلب تعاون الجهات المختصة في تسوية هذه الرمال، وأيضا ردم الحفر الكبيرة التي قد تهدد الأطفال الصغار وحتى أصحاب السيارات.
وتابع: كلنا أمل أن يكون تنفيذ المشاريع في هذا الحي قريبة جدا، ومن ذلك إنشاء الحدائق التي تخدم الأهالي كمتنفس حقيقي، وكذلك العمل على تنفيذ أعمال التشجير والمسطحات الخضراء.
«المياه»: الحي ضمن الخطة الخمسية للمشاريع
أوضحت شركة المياه الوطنية، ممثلة بالقطاع الشرقي لـ «اليوم»، أن القطاع الشرقي بشركة المياه الوطنية عمل على إدراج المشاريع المائية والبيئية بحي الصقور، الذي يقع في الجنوب الغربي من مدينة الهفوف ضمن الخطة الخمسية للمشاريع المستقبلية، التي سيتم طرحها عقب توافر واعتماد التكاليف المالية للتنفيذ، وفقاً للأنظمة المعمول بها.
أمانة الأحساء: نعمل على استكمال سفلتة مخططات المنح
أوضح المتحدث الرسمي لأمانة محافظة الأحساء خالد بووشل لـ «اليوم»: أن الأمانة تعمل على استكمال سفلتة مخططات المنح، ومنها عدد من المخططات في نطاق جنوب الهفوف، مشيرا إلى أن الأمانة رفعت جميع الاحتياجات الخاصة بمخططات المنح فيما يتعلق بالسفلتة وتحديد أولوياتها من حيث الكثافة السكنية والنمو العمراني ووضع إستراتيجية لتنفيذها، خلال السنوات القادمة، وذلك وفق الاعتمادات المالية.
انتشار الحشرات وتراكم النفايات لعدة أيام
ذكر المواطن فهيد السبيعي، أن عمر حي الصقور يمتد إلى أكثر من 15 عاما، وطوال هذه الفترة، لم يلمس القاطنون أي مشروعات تطويرية، رغم وجود إقبال على البناء والسكن، وسط غياب لكافة الخدمات المهمة التي يحتاج إليها الحي.
وقال: سبق أن تواصلنا مع المجلس البلدي السابق، وشرحنا له احتياجات الحي، وما زلنا نأمل في حل المشكلات العالقة، من بينها سفلتة الشوارع، والإنارة، ومشاريع الصرف الصحي، وإيصال المياه، وإنشاء المدارس ووجود الحدائق.
وأضاف: أعمال النظافة في هذا الحي ضعيفة، وهو ما يتطلب متابعة متواصلة لرفع النفايات التي تترك لأيام، وتتسبب في أثر بيئي خطير على الصحة العامة، كانتشار الحشرات والقوارض.
