تعمل على توحيد الكفاح الميداني وعلى إعداد برنامج الإنقاذ والدّفع إلى عقد مؤتمر الحوار الوطني دون توان ولا إقصاء، جبهة تضمّ معارضي رئيس الجمهورية قيس سعيد وخصومه وقد أجرى الشابي في الأيام الأخيرة العديد من اللقاءات والمشاورات من أجل الكشف عن الخطوط العريضة لمبادرته وحشد الدعم لها في محاولة للتصدي لقرارات الرئيس ومشروعه السياسي بعد فشل كل المحاولات السابقة من الاحتجاج إلى الاعتصام المفتوح....
التقى أمس نجيب الشابي مع وفد عن حراك «توانسة من أجل الديمقراطية» ضمّ كل من عبد اللطيف المكي وآمال عزوز وسمير ديلو، لقاء تولى خلاله تقديم مبادرته السياسية، ووفق ما جاء على الصفحة الرسمية لنجيب الشابي على موقع التواصل الاجتماعي «الفايسبوك» فقد عبر حراك توانسة من أجل الديمقراطية عن ترحيبه بهذه المبادرة وأعلن عن استعداده للعمل على إنجاح كل التحركات الميدانيّة والمبادرات السياسية الرامية إلى استعادة الشرعية الدستوريّة ومواجهة الحكم الفردي، علما وأن المبادرة تقترح بحث السبل العملية للعودة إلى الشرعية الدستورية ومنها إمكانية دعوة البرلمان إلى الانعقاد للمصادقة على مخرجات الحوار الوطني وتزكية حكومة الإنقاذ وتنظيم انتخابات.
العودة إلى الشًرعيّة الدّستوريّة
أكد القيادي في حراك «توانسة من أجل الديمقراطية» سمير ديلو لـ«المغرب» أن المبادرة السياسية لنجيب الشابي تتمثّل في تكوين جبهة وطنيّة تعمل على توحيد الكفاح الميداني المدنيّ السّلميّ وعلى إعداد برنامج الإنقاذ والدّفع إلى عقد مؤتمر الحوار الوطني الهدف منها استعادة الشّرعيّة الدّستوريّة ومواجهة الحكم الفردي سعيا لإنقاذ البلاد من شبح الإفلاس، مشيرا إلى أن هذه المبادرة موجّهة لكلّ المقتنعين بضرورة العودة إلى الشًرعيّة الدّستوريّة وبالفصل بين السّلطات والمناهضين للحكم الفردي ، ولا إقصاء فيها إلاّ لمن رفض الحوار، وهناك محاولات جادّة ومشجّعة للتّواصل مع عديد الأطراف المؤمنة بالخيار الدّيمقراطي منهجا وبإنقاذ البلاد هدفا .
انتقادات الرئيس
يواصل الشابي مشاوراته لحشد الدعم لمبادرته في المقابل يستمر الرئيس في توجيه عدة انتقادات ورسائل إلى كل خصومه، حيث أكد خلال مأدبة إفطار انتظمت مساء الأربعاء بمقر الوحدة المختصة للحرس الوطني ببئر بورقيبة، أن تونس دولة واحدة ومن أراد أن يزرع بذور الفتنة أو يُعلن حكومة موازية أو برلمانا في المنفى، فليلتحق بالمنفى وينسى البرلمان، قائلا «إن تونس تريد إنقاذ نفسها من هؤلاء الذين جاءوا للإنقاذ .. هم أحرار في أن يصبحوا حلفاء بعد أن كانوا خصوما، لكن عليهم أن يعلموا أن ذاكرة التونسيين ليست قصيرة ». وأضاف في هذا الإطار « من يحاول أن يعتدي على تونس وأمنها وشعبها، فليعلم أن هناك قوات أمنية مسلحة ستتصدي له »، مُشيرا إلى « محاولات البعض الاندساس داخل القوات المسلحة والإدارة التونسية، في حين أنها تقوم على الحياد ». كما شدد على أن العمل سيتواصل في إطار القانون وفي نطاق بناء قوات مسلحة عسكرية وأمنية تحفظ أمن تونس والتونسيين »، قائلا « من يحاول التسلل فهو واهم .
مواصلة التشاور
ويذكر أن الشابي كان قد التقى يوم الاثنين الفارط مع راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة مصحوبا بأعضاء من المكتب التنفيذي، ووفق بلاغ صادر عن الحركة كان اللقاء مناسبة عرض خلالها الشابي مبادرته من أجل تشكيل «جبهة للخلاص الوطني» للخروج بتونس من أزمتها المركّبة والمتراكمة. وتفاعل مع استفسارات حركة النهضة التي سبق أن عبّرت عن تثمينها للمبادرة. وأضافت أن التقارب كان واضحا في تناول أهم قضايا الوضع العام بالبلاد ومتطلباته المستوجبة للإنقاذ. كما تم الاتفاق على مواصلة التشاور والعمل المشترك مع مختلف الأطراف المعنية.
