قال عدد من مسلمي فرنسا إن تصويتهم في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية كان "اضطرارياً"، إذ إنهم لم ينتخبوا المرشح الذي يرغبونه بقدر ما كان تصويتهم لصالح "الأقل ضرراً" بالنسبة إليهم.

جاء ذلك خلال لقاءات أجرتها مراسلة الأناضول مع عدد من الناخبين المسلمين الذين أدلوا بأصواتهم بمدينة ليون، ثالث أكبر مدينة فرنسية من حيث عدد السكان، وذلك في الفترة الصباحية وتحديداً قبل الساعة 12:00 بالتوقيت المحلي (10:00 ت.غ).

وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها صباح اليوم، في الساعة الثامنة صباحاً بالتوقيت المحلي (6:00 ت.غ) أمام 48.7 مليون ناخب مسجل بينما تغلق الساعة السابعة مساء (17:00 ت.غ) في المدن الصغيرة والثامنة (18:00 ت.غ) في المدن الكبيرة.

ويختار الفرنسيون بين الرئيس المنتهية ولايته، مرشح حزب "الجمهورية إلى الأمام"، إيمانويل ماكرون ومتزعمة حزب التجمع الوطني، مارين لوبان، بعد حصولها على أعلى النتائج في الجولة الأولى.

ومن أمام أحد مراكز الاقتراع في مدينة ليون قال عمر (اسم مستعار)، وهو مهندس إلكترونيات من أصل مغربي للأناضول: "اليوم، أصوت بشكل استراتيجي لأن من كان يمثلني استبعد في الجولة الأولى"، وأضاف: "للأسف، أصوت للمرشح الأقل ضرراً وليس لمن يعبر عن مصالحي سواء فيما يخص ملف العمل أو الحياة الاجتماعية".

وحسب استطلاعات الرأي التي أجراها "معهد دراسات الرأي والتسويق في فرنسا والخارج" "إيفوب"، صوّت 70% من مسلمي فرنسا في الجولة الأولى لصالح مرشح حزب "فرنسا الأبية"، اليساري جون لوك ميلانشون، ليحتل المركز الثالث بنسبة 21.95%.

ورأى عمر الذي يعيش في فرنسا منذ أكثر من عشر سنوات، وحصل على الجنسية الفرنسية بعد أن درس في جامعاتها واشتغل في مؤسساتها أنه يتوجب عليه المشاركة في هذا الاستحقاق بحكم أنه معني بكل القوانين التي تسن في البلاد مثله مثل باقي الفرنسيين.

ووفقاً لاستطلاع أجرته وكالة "أبينيون واي" عام 2017 ، صوّت أكثر من مليوني مسلم فرنسي لصالح ماكرون.

أما "نزهة" التي فضلت عدم الإفصاح عن أصولها، باعتبار أنها وُلدت في فرنسا من أم فرنسية، فاختارت أن تضع ورقة فارغة لأنها حسب حديثها للأناضول، "تصوّت دائماً للجمهوريين".

وبعيداً عن مكتب الاقتراع، أوقفت "سنا" (اسم مستعار)، فرنسية محجبة من أصول تونسية سيارتها وتوجهت إلى نقطة لقاء مع باقي أصدقائها قبل دخول المركز.

وقالت للأناضول: "لقد اتفقنا على التصويت لماكرون. رغم أن لوبان قالت خلال المناظرة التلفزيونية إنها لا تحارب الإسلام، وحاولت تلطيف صورتها المتشددة هي لم تخفف تشددها تجاه الحجاب واعتبرته زياً موحداً فرضه ما أسمته بالإسلاميين".

وعكس كل هؤلاء، قرر علي (اسم مستعار)، منح صوته للوبان، وقال للأناضول إن "قراري نابع من رغبتي أولاً في منح لوبان فرصة لتصبح أول امرأة تُنتخب لترؤس الإليزيه وثانيا لثقتي بأن ما يقال خلال الحملات الانتخابية لا يطبق فعلياً على أرض الواقع.. هناك ظروف وسياق سياسي ومصالح مشتركة تحكم السياسات الداخلية للبلدان".

وتوقع آخر استطلاع أجرته شركة "إبسوس" للدراسات والأبحاث الفرنسية، فوز ماكرون في الجولة الثانية بنسبة 57.5% مقابل 42.5% لمارين لوبان.

والأربعاء المقبل 27 أبريل/نيسان، أي بعد ثلاثة أيام من الاقتراع، يصدر المجلس الدستوري بالبلاد قراره بالمصادقة على النتائج النهائية ويعلن رئيس الدولة الجديد.

وسيُدعى الناخبون إلى صناديق الاقتراع مرة أخرى في 12 و 19 يونيو/حزيران المقبل للانتخابات التشريعية.

TRT عربي - وكالات