أكدت الفنانة مادلين طبر أن شخصية «إلهام»، التى جسدتها فى مسلسل «ملف سرى»، حققت لها حلمها بممارسة الإعلام والصحافة وهى مهنتها الأساسية فى الواقع، وقد بدأت حياتها بها، وبمجرد قراءتها للحلقة الأولى تشجعت لقبول الدور رغم تخوفها من الشخصية فى البداية، وأضافت «مادلين»، فى حوارها لـ «المصرى اليوم»، أن لديها قواعد أساسية لاختيار أعمالها، أهمها الكلمة والإنتاج والنجوم المشاركون، كما سلطت الضوء على المشهد الفنى فى الوقت الراهن، وأبدت رأيها فى المنصات الرقمية وتأثيرها على الفن والمنافسة بينها وبين القنوات الفضائية، وإلى نص الحوار:

■ كيف كانت كواليس مشاركتك بـ «ملف سرى»؟

- سعدت جدًا بمجرد أول اتصال هاتفى من المنتج ريمون مقار، والذى أعتبره أثبت نجاحه خلال العشر سنوات الأخيرة، ليعرض علىّ الدور للقراءة، ويرشحنى لتجسيد والدة هانى سلامة، وبمجرد قراءتى للحلقة الأولى وافقت على الفور كون الشخصية مؤثرة ليس فقط كأم ولكن كسيدة إعلام، ولطالما حلمت أن أقوم بمهنتى الأساسية كصحفية ودراستى الأساسية، فكان دائمًا حلمى أن يكون لى ديسك وأن أكون رئيس تحرير، ومارست المهنة بالفعل فى عدد من المواقع الصحفية والمجلات، فالمسلسل جاء ليحقق حلمى لذا أصبح شوقى مضاعفا حينما علمت أن «إلهام» رئيس تحرير.

■ قدمتِ الشخصية بأداء صوتى معين.. كيف خرج بهذا الشكل؟

- سعيدة بأداء دور الأم والصحفية فى مسلسل «ملف سرى»، وتخوفت فى البداية من الدور، إلا أننى درست الشخصية، وحاولت العمل على تفاصيل كثيرة، لكى تخدم الدور، منها التحكم فى طبقات الصوت، واستمددت الصوت من الفنانة القديرة سميحة أيوب، وتقمصت الصحفية من نضال الأحمدية، والديكور والإكسسوارات من سامية الإتربى، وسعيدة بتقديم العديد من المشاهد المحورية فى المسلسل.

■ ما هى عناصر الجذب لكِ فى اختيار أعمالك؟

- أعتبر أن الكلمة هى الأساس فى نجاح أى عمل فنى، ولا نجاح دون ورق متماسك دراميًا، وهذا ما شجعنى عليه «ملف سرى» منذ بداية قراءته، ويليه سؤالى عن المنتج، لأنه أيًا كان الورق عظيما، وكان الإنتاج ضعيفا ستكون العناصر التى تقوم على نجاح العمل مفقودة وتُعرضه للتوقف فى أى لحظة، وتبدأ مرحلة سؤالى عن النجوم لأن بعضهم يشتغل بعين الآخر، وحينما وجدت فى «ملف سرى» أن هانى سلامة «ابنى» ونضال الشافعى «ابنى الكبير» فوجدتنى محاطة بأسرة جميلة واثنين مؤدبين وموهوبين، خاصة أن ما يشجع الفنان وجود ممثل تستطيع أن تأخذ منه انفعالا ليكون إضافة لإحساسك، ويسهل على الفنان عملية الإبداع، لذا اكتملت أركان وعناصر «ملف سرى» لى.

■ كيف ترين المشهد الفنى فى الوقت الراهن؟

- أعتقد أن الفن لا ينفصل عن المجتمع أو السياسة أو الاقتصاد، أو أزمة كورونا، فهو جزء من تركيبة إنسانية كاملة، ونحن فى حالة تخبط وقلق، وستكون هناك أعمال بفعل جودة الموضوع أولا، لأنه مهما كان النجم كبيرا والحدوتة سخيفة فسيعزف الجمهور عنها، وهناك أعمال كبيرة أتمنى أن تسعد الناس، لأن شهر رمضان يتزامن مع الأزمة العالمية التى لا نعلم هل ستتحول إلى حرب استنزاف بين أوكرانيا وروسيا، فسيكون مصير كل العالم صعبا، خاصة أن ثلث استهلاكنا اليومى مستورد، وأهمه القمح والذرة، فستكون أجواء رمضانية صعبة، وأتمنى أن يقوم الطبق الدرامى التليفزيونى بإلهاء الناس عن الآلام التى سنواجهها، خاصة أن الحسابات السياسية لم تكن صائبة.

■ ما دور الدراما فى ظل هذه الأجواء برمضان؟

- فى ظل كل هذه الأجواء المتوترة فى رمضان لا يجب أن نقوم بتقديم دراما تعيسة أو دراما كوميدية سخيفة، وأخص الكوميديا بـ «السخيفة» لأنه للأسف الأعمال الكوميدية كانت قديما «فاكهة»، لكنها أصبحت حاليًا سوسة فى الدراما المصرية، وعلى قدر من التفاهة، وكذلك مجموعة القفشات والإفيهات ومجموعة الشباب الذين يعتمدون على الارتجال، وأعتقد أن التليفزيون ليس مكانًا للارتجال إطلاقًا، فيجب أن تكون هناك كتابة كوميدية، وأتمنى أن الضغط النفسى والأمنى والاقتصادى يكون به انفراجة فنية من خلال هذه التلوينة الدرامية، أما المنافسة فشىء بديع وجميل وجميعنا نستمتع بها لصالح جمهور.

■ ما رأيك فى استمرار الأعمال القديمة فى ذاكرة المشاهد مقارنة بالحديثة؟

- الكتابة الجيدة، خاصة أن لدينا قديما أسماء كثيرة على مستوى عال من الوعى ولديهم قضية، فالورق هو الأهم، فمثلا هناك أسامة أنور عكاشة الذى كان يكتب جيدا كمؤرخ وأديب وليس سيناريست، وكذلك يسرى الجندى، خيرى شلبى، فكان مستوى الكتابة نقلاً عن بعض الأعمال الأدبية فكانت تحمل مضمونا، فكانوا بصفة أدباء ومؤرخين ومحللين، فأعتقد أن الورق هو الأهم.

■ هل تشغلك أدوار البطولة فى أعمالك؟

- لا أشترط دور البطولة، أنا منطقية وواقعية، وأعتقد أن كل فنان يرى أنه نجم ويستطيع أن يقوم بعمل دراما كاملة، وقد يكون هذا صحيحا، فكل منا يرى أنه إذا توفر له الورق الجيد والإخراج والإنتاج يقوم بعمل بطولة مطلقة قوية، لكن يجب أن يكون لديه السلاسة والقدرة على التلون، فأرى أن يوافق الفنان حتى لو ضيف شرف، أو دور ثان لكنه دور داعم وأساسى، وإلا سيختفى لأن هناك نجوما كثيرين على الساحة، فمن المنطق والمرونة أن تبقى كفنان متواجدا.

■ هل ساعدت المنصات الرقمية فى إتاحة فرص أكبر سواء للنجوم أو أعمال خاصة فى ظل المنافسة بينها وبين القنوات الفضائية؟

- أعتقد أن المنصات الإضافة الوحيدة لها أنها فتحت المجال أمام موضوعات أكثر جرأة، ونوعية مضغوطة من الدراما وغير مترهلة، فهى أصبحت نافذة شبابية مستقبلية، فلا شك ستؤثر بأجوائها كمنافسة لتحسين ولغة الدراما، وعدم الالتزام بالقوانين القديمة مثل عدد الحلقات الـ30 حتى لو كان الموضوع لا يحتمل، فأحببت فكرة المنصات الرقمية وما تقدمه من أعمال ذات الـ7 حلقات، وفتح آفاق جديدة مثل السينما، والتى يصبح فيها الإنتاج ليس قويا، لكن الموضوع مكثف وثرى، فوجود المنصات أثر إيجابًا أمام التليفزيون بعدما أصبح له منافس شرس.

■ هل الدراما مرآة للواقع؟

- لا أميل للدراما الواقعية لكن أحب تجميلها، لأننا نبيع للمشاهد متعة حتى نبعده عن أوجاعه ومشاكله ولا ننقل له مشاهد يراها ويعيشها كل يوم بتفاصيلها وأشخاصها ومشاكلها، فالفن من وجهة نظرى واحة واستراحة تُريح القلب والعين بعد يوم عناء واقعى طويل يحتاج إلى شىء من الرومانسية والاستراحة، فكل ما يفتقده الإنسان فى حياته الطبيعية ينتظره ليلاً وليس انتظار نفس الحالة التى يمر بها فى واقعه.

■ هل تؤثر السوشيال ميديا على الفنان؟

- السوشيال ميديا فعلاً تؤثر سلبًا وإيجابًا فى الوقت الراهن لأنها أصبحت جزءا من حياتنا، وهناك من قامت بتشويه سمعتهم، وقللت من نجومية البعض، فالسوشيال أصبحت عنصرا مؤثرا، لكن أحيانًا يكون المتلقى والمشاهد لديه من الذكاء للتمييز بين تدمير مقصود لسمعة فنان ما، أو تكون هذه هى الحقيقة، وإلا فالفنان يتحمل مسؤولية تصرفاته لأنه أصبح هناك قاض سريع فى أحكامه الذى هو السوشيال ميديا، فأتمنى أن يأخذ الفنانون بالهم من تصرفاتهم.