نشر مركز الأبحاث النمساوى «مينا ووتش» المتخصص في شئون جماعات الإسلام السياسي، شهادة لكمال الهلباوي المنشق عن جماعة الإخوان الإرهابية كشف فيها الوجه الحقيقي والأساليب الخداعية للجماعة وأسباب انشقاقه عنها، مدحضاً مزاعم السلمية التي تروج لها في محاولة منها للهروب من جرائمها، من خلال تصدير صورة بأنها تنبذ التطرف وتدعو إلى الوسطية والتسامح، في حين أن أيديولوجيتها الحقيقة تتمثل في إثارة العنف ونشر الإرهاب.

ولفت المركز النمساوي بحسب الشهادة، إلى أن أفكار جماعة الإخوان التي تنبع أيديولوجيًا من كتابات سيد قطب تعد مصدر الإلهام الرئيسي وراء انتشار التنظيمات الإرهابية في العالم، بما في ذلك تنظيم القاعدة وكانت الأساس الذي أرسى أسس التطرف والإرهاب، لدى مؤسسيها أمثال أسامة بن لادن وأيمن الظواهري.

عنف الإخوان ووهم الشعارات السلمية

وبيّن المركز أن كمال الهلباوي، القيادي السابق بالإخوان، اعترف بعنف الجماعة وكشف أساليبهم الخداعية المتمثلة في محاولتهم الظهور في صورة سلمية وتقديم نفسها على أنها الوجه المعتدل لتيار الإسلام السياسي، مؤكدا أن الأسس الأيديولوجية التي وضعها مؤسسو الإخوان حسن البنا وسيد قطب مليئة بالتناقضات التي تدحض مزاعم "اللاعنف" التي يروج لها قيادات الإخوان دائما في خطاباتهم. 

ونقل المركز عنه شهادته "رأيت بأم عيني داخل الإخوان انحرافات عن المشروع الإسلامي الفعلي الذي وضع أسسه حسن البنا، وتجلى بعض هذه التناقضات في استمرار مظاهر السرية في عمل الجماعة، واتجاههم المتزايد نحو العنف الذي يتجلى على الرغم من شعارات السلمية واللاعنف التي أثيرت مرارًا وتكرارًا". 

واعتبر المركز أن شهادة الهلباوي، الذي يتمتع بشخصية كاريزمية والتزامه العميق وارتباطه بالإخوان منذ أكثر من ستين عامًا قبل أن ينشق عنها ويعد واحد من الأشخاص القليلين الذين شكلوا مسار الإخوان في الغرب، بمثابة تأكيد صريح من قبل عضو بارز (سابق) على انتهاج الإخوان العنف، وكشف واضح لوهمية "الوجه المتسامح" الذي تبديه الجماعة دائما خاصة في أوروبا، وادعائها بأنها تؤمن بالحوار وتميل إلى الاندماج في المجتمعات الأوروبية وقيمه الليبرالية.  

حسن البنا رائد الإرهاب واستخدام السلام للوصول للسلطة

وفي هذا الصدد، قال طارق أبو السعد، الخبير في شؤون الإسلام السياسي، لـ "مينا واتش" إن "شهادة الحلباوي على ميل الإخوان للعنف حقيقية ومتسقة ولا يمكن إنكارها"، مضيفا "الوجه الحقيقي للإخوان هو حسن البنا، رائد الإرهاب والعمل المسلح السري.. افكار البنا دائما تؤدي إلى العنف والارهاب وتبرر استخدام السلاح للوصول إلى السلطة".