انكسر ظهره برحيل ابنه ولجأ للتصوف.. أسرار من حياة نزار قبانى قبل وفاته

مآس عديدة تعرض لها الشاعر السوري الراحل نزار قباني "21 مارس 1923- 30 أبريل 1998" قبل وفاته، خاصة بعد اندلاع الحرب الأهلية في لبنان وانتقاله للعيش في أوروبا، فضلا عن حملات الإعلام المصري ضده على خلفية قصيدة ضد الرئيس أنور السادات انتقده فيها، وانتقاده اتفاقية كامب ديفيد للسلام المصري مع إسرائيل، ورغم وقوف أصدقاء عديدين له بجانبه، مثل يوسف إدريس ومحمد حسنين هيكل وأحمد بهاء الدين لم تتوقف الحملة ضده طوال عام كامل، وقرر نزار الانتقال إلى سويسرا عام 1984 وبقي فيها 5 سنوات ثم ذهب إلى لندن عام 1989 وقضى فيها 9 سنوات حتى رحيله.

وفي حوار مع هدباء نزار قباني نشر بجريدة "الغد" بعددها الصادر بتاريخ 14 أكتوبر 2006 كشفت عن تفاصيل الحياة اليومية لوالدها في بيته اللندني، قائلة: والدي كان يحب البقاء في البيت "بيتوتي كما يقال بالعامية"، وحياته الشعر والترتيب والقراءة والكتابة، يستحم ويخرج من غرفة إلى غرفة بكامل أناقته متوجها إلى مكتبه ليستمع للموسيقى الكلاسيكية ويضع ورقا أبيض ثم يشرب قهوته ويتفرغ للورقة البيضاء.

ويعتبر نزار قباني أنه يجب أن يعمل من العاشرة صباحًا حتى الواحدة ظهرًا، ثم يتناول طعام الغداء وينام حتى الرابعة ظهرًا، وبعد ذلك في السابعة أو الثامنة مساء تأتي فترة القراءة للشعر العربي والأوروبي المترجم، وذلك بحسب ابنته، وتضيف: لم يكن والدي اجتماعيًا، ولم يكن يذهب لرؤية أحد في الجاليات العربية أو غيرها واقتصر خروجه على حضور الأنشطة الفكرية أو أمسيات مشتركة أو استقبال أصدقاء مثل أدونيس ومحمود درويش وبلند الحيدري وعبد الرحمن منيف والعراقي الربيعي أثناء زيارتهم لندن.

رفض نزار قباني أن يدحل امرأة أخرى إلى قلبه بعد مقتل زوجته بلقيس في بيروت كما تقول ابنته هدباء، مؤكدة أنه لم يحب بعد بلقيس، لكن نزار الذي أحب المرأة لم ينته ولكن انتهت مرحلة وأقفل عليها وبدأت مرحلة تأمل وتفرغ للأولاد والأحفاد، وكان سعيدًا في عالمه الجديد الفكري التأملي، ولم تكن هناك امرأة في حياته بعد بلقيس، حتى هاتفه لم يعطه لأحد، وعلاقته مع الكثيرين كانت تتم من خلالي.  

كان نزار قارئا نهما في تلك الفترة، وأبرز الكتب التي كانت قريبة إلى قلبه أشعار المتنبي ومحمود درويش وأدونيس وأنسي الحاج والشعر الفرنسي الحديث وخاصة أعمال بودلير، وقال لابنته ذات يوم: أديت رسالتي 50 سنة كتبت وأعطيت أحاديث والآن أريد نوعا من التصوف، وتضيف ابنته: كان القرآن كتابه المفضل ويؤمن به ويحبه ومعجب بإعجاز اللغة العربية.

وذكرت أنه ذات يوم من الأشهر الـ8 الأخيرة في حياته التي قضاها مريضا عام 1998 أصيب نزار قباني بذبحة قلبية ولم يتعاف منها، وكان يحتاج لجراحة ثانية بعد الجراحة التي أجراها قبل 15 سنة وكان يعرف ذلك، ولكن لم يكن يحتمل إجراء جراحة أخرى، وفي تلك الأشهر كان قلمه عصيا على الانكسار واستمر في النزيف على أوراقه، مستطردة: أبقيت الأوراق والقلم بجانب سريره حتى آخر 3 أشهر عندما أصابه التعب الشديد فتركت الأوراق حتى آخر دقيقة.

كان لموت ابنه توفيق "وعمره 22 عامًا" من المآسي التي عانى منها نزار قباني، وانكسر ظهره برحيله وكتب أجمل القصائد فيه، وهذا ما أكدته ابنته خلال الحوار، مضيفة: موت بلقيس ومآسي العالم العربي والحزن كان شريكا في حياته، أما الفرح فكان فيه مثل الأطفال، يفرح لكل شيء جديد من فكر جديد عن الحرية والحياة والكتابة وفي أعياد ميلاد أولاده، وعندما مرض لم يكن خائفا من الموت لأنه مؤمن كما كان لطيفا. 

تاريخ الخبر: 2022-04-25 18:21:41
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 59%
الأهمية: 61%

آخر الأخبار حول العالم

محامي التازي: موكلي كشف أمام المحكمة أشياء كانت غائبة عنا جميعا

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-03 21:26:14
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 59%

محامي التازي: موكلي كشف أمام المحكمة أشياء كانت غائبة عنا جميعا

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-03 21:26:18
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 59%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية