شدد عدد من الخبراء على أهمية القمة «المصرية الأردنية الإماراتية»، التى عُقدت فى القاهرة، أمس الأول، معتبرين أنها تؤكد تبنى الدول الثلاث موقفًا موحدًا داعمًا للقضية الفلسطينية، ومساندًا للحلول الدبلوماسية والسياسية للأزمات التى يمر بها العالم، وعلى رأسها الحرب الروسية- الأوكرانية.

وعقد الرئيس عبدالفتاح السيسى، والعاهل الأردنى الملك عبدالله الثانى، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولى عهد أبوظبى نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة فى الإمارات العربية المتحدة، أمس الأول، لقاءً ثلاثيًا فى قصر «الاتحادية» بالقاهرة، بحثوا فيه آخر المستجدات العالمية والإقليمية، وفى مقدمتها القضية الفلسطينية، وتعزيز العلاقات المتبادلة.

وقال محمد منصور، الباحث فى المركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية، إن هذه القمة تتزامن مع تطورات مهمة طرأت على المشهد فى مدينة القدس، ويمكن اعتبارها استكمالًا للمباحثات بشأن عملية السلام فى الشرق الأوسط، التى تضمنتها اجتماعات مدينة العقبة الأردنية فى مارس الماضى، وضمت كلًا من الرئيس السيسى والملك الأردنى وولى عهد أبوظبى، إلى جانب رئيس وزراء العراق مصطفى الكاظمى، ثم اللقاء الذى عقد فى شرم الشيخ بعدها بأيام، وجمع ولى عهد أبوظبى والرئيس السيسى ورئيس الوزراء الإسرائيلى.

وأضاف «منصور»: «تصاعد التوتر فى القدس، وتزايد الانتهاكات التى تتعرض لها الأماكن المقدسة هناك، وتقييد حرية الصلاة داخل المسجد الأقصى، دفعت الدول الثلاث إلى تفعيل التشاور بينها لمحاولة إنهاء هذا التصعيد، فجاءت هذه القمة لتأكيد أهمية تهدئة التوتر الحالى وإيقاف الانتهاكات الإسرائيلية».

وأشار إلى توافق الدول الثلاث على ضرورة وقف إسرائيل كل الإجراءات التى تقوض حل الدولتين، داعية إلى إيجاد أفق سياسى للعودة إلى مفاوضات جادة وفاعلة لحل القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين ووفق القانون الدولى.

وقال «منصور» إن التطورات المتصاعدة والمستمرة فى أوكرانيا كانت ضمن الملفات التى بُحثت فى القمة، خاصة ما يتعلق بالدور العربى الرامى لإيجاد حل لهذه الأزمة، التى تلقى بظلال قاتمة على المنطقة العربية والعالم ككل.

وأشار إلى ملفات أخرى تم بحثها خلال اللقاءات الثنائية المنفصلة بين الرئيس السيسى وكل من الملك عبدالله والأمير محمد بن زايد، مثل الملف اليمنى. وقالت نرمين سعيد كامل، الباحثة فى المركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية، إن اللقاء جاء فى توقيت يشهد فيه العالم حالة من التوتر والتأزم الاقتصادى على خلفية الحرب الأوكرانية المستمرة منذ فبراير الماضى، والتى ألقت بظلالها السيئة على اقتصادات دول العالم، لافتة إلى تبنى مصر والأردن والإمارات موقفًا داعمًا للدبلوماسية والحلول السياسية القائمة على المفاوضات العادلة بين موسكو وكييف. وأضافت أن اللقاء الثلاثى يأتى أيضًا فى وقت تنتهك فيه إسرائيل حرمة المسجد الأقصى والمصلين فيه خلال شهر رمضان، وهو ما يقوض مسار السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ويعرقل أى مباحثات مستقبلية، لذا أكد القادة الثلاثة أن بلدانهم لن تدخر جهدًا فى العمل من أجل استعادة التهدئة فى القدس، ووقف التصعيد بكل أشكاله، من أجل تمكين المصلين من أداء شعائرهم الدينية دون مضايقات.