تواصل الغضب الحقوقي ضد تصريحات وزير العدل بشأن حماية المال العام


يتواصل الغضب الحقوقي من موقف وزير العدل وتصريحاته التحقيرية الصادمة الهادفة إلى محاصرة جمعيات حماية المال العام ومنعها من ممارسة أدوارها الديموقراطية والدستورية والمجتمعية والحقوقية، في مكافحة الفساد ، وفي مساءلة ناهبي المال العام بما فيهم منتخبي الأمة المشتبه في ارتكابهم لافعال يجرمها القانون .

واعتبر المرصد الوطني لمحاربة الرشوة وحماية المال العام  في بيان لمكتبه المركزي، ان تصريحات وزير العدل التي صدرت يوم الثلاثاء 19 أبريل 2022 بمجلس المستشارين مندفعة وانفعالية ومتعجرفة، ، وتتضمن مغالطات غير مقبولة ، لا تليق بمسؤول عمومي سام ملزم بالعمل الجماعي المتزن ، ضمن فريقه الحكومي ، لتنفيذ مقتضيات البرنامج الحكومي مع الحرص على التقيد بالالتزامات الدستورية وبالاتفاقات الدولية الواجبة في مجال تفعيل الديموقراطية التشاركية بعيدا عن لغة الوعيد ( غنوري ليكم..!!!!).

وفي سياق الدينامية الاستنكارية للحركة الحقوقية المغربية الحالية، ضد الموقف التضييقي اللامسوول واللادستوري لوزير العدل ، الذي جسدته تصريحاته على امتداد عدة أشهر ،إلى أن أصبحت قضية رأي عام، اثر تصريحاته العدائية الصارخة والتحقيرية الصادرة عنه ، يوم الثلاثاء 19 أبريل 2022 ،ضد منظمات المجتمع المدني العاملة في مجال حماية المال العام ، والمعبر عنهاخارج توجهات الدولةوالحكومة ، وضدا على التزامات المغرب الدولية سجل المرصد بإيجابية الموقف التوضيحي المسؤول، المعبر عنه يوم الخميس 21 أبريل 2022 ، من طرف الناطق الرسمي باسم الحكومة الذي اعتبر ان الموقف المعبر عنه من طرف وزير العدل لم ينبثق عن قرار حكومي مجنبا بذلك بلادنا اشعال فتنة هي في غنى عنها.

وأكد المرصد أن تصريحات وزير العدل المذكورة في الموضوع تغرد خارج السرب الحكومي ، لاسيما وأنه لم يشر في تصريحه ولو مرة واحدة إلى الحكومة ، علما ان مساطر وضع وتعديل القوانين هو اختصاص حكومي أصيل يتم تحت الإشراف والتتبع المباشرين لرءيس الحكومة، واستهجن المرصد أيضا النبرة المتعالية والعداءية والتعصبية غير اللاءقة التي ميزت تصريح وزير العدل بمجلس المستشارين ، والمتضمن لعدد من الادعاءات المضللة إزاء جمعيات المجتمع المدني لاسيما بشأن ” لخبطتة “في مجال تحديد معيار مجال تدخلها إزاء القضايا المرتبطة بتدبير المال العام وكذا علاقة المساهمة الضريبية المواطنة بالمال العام، وكل ذلك في تنكر تام لمواقفه السابقة، ولخلفيته الحقوقية واليسارية الطويلة.

واعتبر المرصد ان تصريحات وزير العدل المذكورة قد تميزت بانكارات صادمة ، صريحة أو ضمنية، تستوجب مساءلته بشأنها ولعل أهمها ما تضمنه الخطاب الملكي السامي في افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الرابعة من الولاية التشريعية التاسعة بتاريخ 10 اكتوبر 2014 ، بشأن الدور الاستراتيجي للمجتمع المدني ، حيث جاء في احدى فقراته ما يلي: ” المغرب في حاجة الى كل ابناءه ، وتجميع القوى الحية والمؤثرة وخاصة هيئات المجتمع المدني ، التي ما فتءنا نشجع مبادراتها الجادة ، اعتبارا لدورها الإيجابي كسلطة مضادة وقوة اقتراحية ، تساهم في النقد البناء وتوازن السلط.” ؛فضلا عن ما تضمنه دستور المملكة من مبادئ وقواعد دستورية في مجال الديموقراطية التشاركية (الفصول 12 ،13 ،14 ، 15 ) وكذا الفصول الواردة في الباب الثاني عشر حول الحكامة الجيدة (لاسيما الفصول من 161 الى 171 ).

كما يتعلق الامر بما تضمنه التقرير العام للنموذج التنموي ، في فقرته الثالثة الواردة بالصفحة 32 من التقرير وكذا في الصفحتين 66 و67 منه تحت عنوانين :- “ربط المسؤولية بالمحاسبة والتقييم المنتظم والولوج الى المعلومة ” و ” تعزيز مشاركة المواطنين كركيزة للديموقراطية التمثيلية والتشاركية” ، وما تضمنه البرنامج الحكومي من التزامات لاسيما بالرجوع إلى ثالث اولوياته تحت عنوان : “تكريس الحكامة الجيدة في التدبير العمومي”،  وما تضمنته الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد – التي تشرف عليها ” لجنة وطنية لمكافحة الفساد” تضم كذلك جمعيتان تعملان في مجال محاربة المال العام والنهوض بالشفافية – من التزامات وبرامج محددة لعدد من القطاعات الحكومية ومنها وزارة العدل المسؤولة عن إدارة وتنسيق البرنامج 6 و9 علما ان أحد الأهداف الاجراءية للبرنامج السادس يتمثل في ” توسيع وتجويد آليات الإبلاغ والنشر في مجال مكافحة الفساد “.

كما يتعارض موقف وزير العدل مع ما تضمنته الالتزامات الدولية للمغرب إزاء اتفاقية الأمم المتحدة لمحاربة الفساد ( المنشورة بالجريدة الرسمية بتاريخ 17 يناير 2008 ) لاسيما من خلال ديباجتها وفصليها 10 و13 من جهة وكذا ازاء مبادرة الشراكة من اجل الحكومة المنفتحة التي انخرط فيها المغرب في أبريل 2018 وما نجم عنها من إدراج موضوع ” إشراك المجتمع المدني في إعداد وتتبع تنفيذ السياسات ” ضمن المخطط الوطني للشراكة ” 2021 – 2023 ” من جهة أخرى ، وما تضمنه التشريع الجنائي المغربي من مقتضيات تحمي المبلغين عن جرائم الأموال، لاسيما في الباب الثالث من القسم الثاني مكرر من قانون المسطرة الجناءية 01- 02 ،كما تم تعديله وتتميمه، تحت عنوان ” حماية الضحايا والشهود والخبراء والمبلغين ” ( بالاخص الفصلان 82-7 و 82-9 ) ،وما تضمنه ايضا القانون التنظيمي رقم 065.13 المتعلق بتنظيم وتسيير أشغال الحكومة والوضع القانوني لأعضائها لاسيما فيما يخص صلاحيات رءيس وأعضاء الحكومة.

وتأسف المرصد بناء على هاته الإنكارات التي ارتكبها وزير العدل، واعتبر تصريحاته الاخيرة فضيحة مدوية مست باستقلالية القضاء المختص في تقدير ظروف وملابسات الشكايات المرفوعة إليه ، وتدخل سافر في اختصاصات ودور النيابة العامة والضابطة القضائية وقضاة التحقيق، فضلا عن كونها اقحمت جهات حكومية في موضوع لا دخل لها فيه، معتبرا أن الوزير، عبد اللطيف وهبي، ارتكب خطأ جسيما تستوجب مساءلته على المستوى السياسي والحقوقي بشأن ما أدلى به من تصريحات مهينة لجمعيات المجتمع المدني، ولن يشفع له في هذا الخطأ كونه رئيس جماعة حضرية منتخب مسؤول ومنشغل بمسألة تدبير أموالها على غرار عدد من رؤساء الجماعات الترابية الذي يبدو أنه يستميت في حمايتهم من المساءلة.

تاريخ الخبر: 2022-04-26 12:15:31
المصدر: كِشـ24 - المغرب
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 39%
الأهمية: 46%

آخر الأخبار حول العالم

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية