بعد انتخابه لولاية ثانية..هل يسلك ماكرون طريق شيراك في سياساته الخارجية تجاه المغرب؟


الدار/ خديجة عليموسى

انتخب إيمانويل ماكرون لولاية رئاسية ثانية لفرنسا أمس الأحد، بعد فوزه خلال الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية على ممثلة أقصى اليمين مارين لوبان، وذلك بحصوله على نسبة 58.55 في المائة من الأصوات مقابل 41.45 في المائة لمنافسته لوبان، وفقا للنتائج الرسمية، التي أعلنت عنها وزارة الداخلية الفرنسية.

وبعد تثبيته حاكما للمرة الثانية بقصر الإليزيه، أعلن ماكرون أنه سيدشن لمرحلة جديدة، وأن انتخابه “ليس استمرارا للعهدة التي شارفت على نهايتها”، كما قال، في خطابه بعد إعلان النتائج، مضيفا أنه “يتعين على فرنسا أن تكون واضحة في اختياراتها”، لا سيما في إطار سياق دولي كارثي.

وباختيار الناخبين الفرنسيين لماكرون رئيسا للبلاد لولاية ثانية تمتد لخمس سنوات، فإن جل المراقبين يتطلعون إلى أن يدشن مرشح “الجمهورية إلى الأمام” لمرحلة جديدة، خاصة في مجال سياسته الخارجية، وهو ما يدفع إلى التساؤل حول مستقبل العلاقات الفرنسية المغربية؟ وهل ستكون فرنسا واضحة بالفعل في مواقفها، وتعترف بسيادة المغرب على الصحراء؟.

علاقات متينة

سعيد صديقي، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، يرى أن العلاقات المغربية ـ الفرنسية سوف تظل عموما ثابتة كما كانت منذ استقلال المغرب، موردا أنه “قد تحدث هناك مشاكل لكنها ستكون عابرة، خاصة أن البلدين يعدان شريكين اقتصاديين وسياسيين وأمنيين مهمين في المنطقة الأوروـ متوسطية”.

وأضاف صديقي، في حديث مع موقع “الدار”، أنه قد يكون هناك تأثير طفيف على هذه العلاقات لكنها ستظل في إطارها العام مستقرة، موضحا أن ما يعزز هذا التوقع “هو أن ماكرون معروف بسياسته التي تعتمد المحافظة على القواعد الثابتة في السياسة الخارجية اتجاه حلفائه التقليديين”.

وبدوره، يرى المحلل والباحث السياسي عمر المرابط، نائب عمدة مدينة أتيس مونس سابقا، أنه لن يكون هناك أي تغير في مواقف فرنسا اتجاه المغرب، ليضيف “إلا أنه إذا تم تغيير وزير الخارجية جان إيف لودريان، وتم تعيين شخصية بديلة وصديقة للمغرب، وقتها يمكن الحديث عن تغييرات، خاصة أن فرنسا لم تسير على خطوات الولايات المتحدة الأمريكية بشأن الموقف من قضية الصحراء”.

وتابع المرابط في حديثه لموقع “الدار”، أن “مواقف فرنسا حاليا ظلت محتشمة وتقوم بسياساتها الخارجية من باب احترام ما سبق، وأن ماكرون لم يسير على خطى ساركوزي ولا جاك شيراك، الذي كان يتحدث عن الأقاليم الجنوبية في ملف الصحراء “.

رهان على الجالية المغاربية

ومنذ انطلاق الحملة الانتخابية فإن ماكرون راهن على الجالية المغاربية، التي صوتت لفائدته من أجل قطع الطريق على مرشحة أقصى اليمين لوبان.

وفي هذا السياق يقول عمر المرابط، إن “الفرنسيين من أصول مغاربية لعبوا دورا كبيرا في ترجيح كفة ماكرون”، وزاد مؤكدا أنه “لولا تصويتهم لكان لليمين المتطرف شأن آخر”.

ويرى المرابط أن العهدة الثانية لمرحلة ماكرون ستظهر من خلال اختياره للوزير الأول، والذي يرتقب أن يكون هذا الأسبوع، مشيرا إلى أن تعيين الحكومة “سيعطي انطباعا على المسار الذي سيسلكه الرئيس الفرنسي”، متسائلا بالقول “هل سيفعل كما فعل سنة 2017 حيث ترك وزير الخارجية يصول ويجول، أم سيغير خططه لا سيما أن موازين القوى قد تغيرت سواء في إفريقيا أو في المغرب؟”.

وأكد المرابط أن العلاقات المغربية الفرنسية تقليدية وصلبة ولا تمر بأي أزمة كما كانت عليه خلال مرحلة الرئيس الأسبق فرانسوا هولاند، لكنها بالمقابل “لم تصل إلى أوج العلاقات التي كانت في عهد الرؤساء الفرنسين السابقين أمثال شيراك أو ساركوزي، واللذان كانا يساندان المغرب في مختلف المحافل الدولية”.

وأضاف نائب عمدة مدينة أتيس مونس سابقا، في تصريحه لـ”الدار” أن مواقف فرنسا ظهرت جليا في الأزمة السابقة التي كانت بين المغرب وإسبانيا حيث التزمت الحياد، وظلت كالمتفرج الذي يريد أن يلعب دور الوسيط، على حد تعبيره.

نجاحات المغرب في إفريقيا

ورغم أن العلاقات بين البلدين ظلت متميزة ومستقرة، لكن فرنسا لم تعلن أي موقف جديد بشأن الصحراء المغربية، باستثناء تعليقه على القرار الأمريكي القاضي يالاعتراف بالسيادة الكاملة للمغرب على الصحراء بالقول إنه “من هذا المنظور، تعتبر فرنسا المخطط المغربي للحكم الذاتي بمثابة قاعدة لمحادثات جادة وذات مصداقية”، كما جاء على لسان المتحدثة باسم شؤون خارجيتها “كي دورساي” خلال شهر دجنبر 2020.

ويؤكد خبراء في العلاقات الخارجية أن المرحلة الحالية تتسم بنجاحات متتالية للدبلوماسية المغربية سواء اتجاه أوروبا أو في إفريقيا.

وفي هذا الإطار، يشير صديقي إلى أن هناك تحديات ستواجه فرنسا في شمال إفريقيا عموما حيث يتراجع نفوذها، وبالمقابل المغرب بدأ في استعمال بعض الأوراق في السياسة الخارجية لحماية مصالحه، خاصة في المجال الاقتصادي، وفي ما يتعلق بقضية الصحراء المغربية.

وأضاف أستاذ العلاقات الدولية أنه “قد يكون هناك نوع من التأثير لما نشهده على مستوى العالم خاصة الازمة الأوكرانية وتداعيتها وعلى المستوى الإقليمي مع الطموح المغربي لتعزيز حضوره خاصة على مستوى غرب إفريقيا”، وهو ما يتطلب، حسب المتحدث ذاته “من فرنسا، ولأجل مصلحتها أن يعمل ماكرون للحفاظ على مستوى جيد لعلاقاته مع المغرب وباقي شركائه”.

وفي السياق ذاته، يؤكد المحلل والباحث السياسي عمر المرابط أن ” السياسة الدبلوماسية المغربية تغيرت كثيرا وأصبحت ذات فاعلية وبنت علاقتها الخارجية على مبدأ المصالح مع استحضار الموقف من الصحراء المغربية، ليضيف “هذه المتغيرات، قد تدفع ماكرون إلى اتباع سبيل بعض الدول التي ساندت المغرب، كما كان أسلافه يفعلون”.

رهان على الانخراط السياسي للمغاربة

ويظل الرهان على السياسيين الفرنسيين من أصل مغربي من أجل القيام بواجبهم بهدف تحسين العلاقات بين البلدين بناء على منطق رابح – رابح وليس التبعية أو منطق فرنسا التي تملك كل شيء، حسب قول المرابط، الذي يشدد على ضرورة الانخراط التام لهذه الفئة في تدبير الشأن العام الفرنسي، حتى يكون هناك انعكاس على العلاقات المغربية- الفرنسية لاسيما في ما يتعلق بملف الصحراء المغربية.

ولفت المرابط إلى أن فرنسا ستكون خلال شهر يونيو القادم مع محطة الانتخابات التشريعية، وهو ما يتطلب انخراط الفرنسيين من أصل مغربي في الحياة السياسة بهدف التأثير في مراكز القرار، لا سيما أن مرشحة أقصى اليمين تراهن على الحضور القوي لحزبها داخل الجمعية الوطنية الفرنسية عبر الانتخابات التشريعية التي ستنظم ما بين 12 و19 يونيو المقبل.

تاريخ الخبر: 2022-04-27 03:24:10
المصدر: موقع الدار - المغرب
التصنيف: مجتمع
مستوى الصحة: 46%
الأهمية: 55%

آخر الأخبار حول العالم

5 نصائح للوقاية من التسمم الغذائي السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-05-06 06:23:47
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 61%

بعد 3 سنوات من الحكم العسكري.. تشاد تجري انتخابات رئاسية الي

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-06 06:22:07
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 64%

أمطار ورياح مثيرة للأتربة على عدد من المناطق السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-05-06 06:23:48
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 61%

بطائرات مسيرة.. استهداف قاعدة جوية إسرائيلية في إيلات

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-06 06:22:16
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 62%

"لافروف": لا أحد بالغرب جاد في التفاوض لإنهاء الحرب الأوكرا

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-06 06:22:22
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 51%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية