قبل وفاة نقيب قراء القرآن الشيخ محمد الطبلاوي بفترة وجيزة انتشرت له تصريحات عن حبه للكرة وللفرعون المصري محمد صلاح قائلاً حينها: «هوّ ابن بلد ولاعب كويس ممتاز، وأنا بتابع جميع ماتشاته».

لم يكن صلاح هوى الطبلاوي الوحيد في كرة القدم، فقد أحب الزمالك وقال عنه:«والله الزمالك ربنا يلطف به دلوقتي.. أنا بحب نادى الزمالك وأحب أيضًا اللعبة الكويسة.. أى نادي بيلعب كويس بحبه يعنى محمد صلاح بحبه وبحب اتفرج على ماتشاته مصرى محترم وإنسان ملتزم وكويس»، حتى أنه تمنى أن يلعب محمد صلاح للزمالك في يومًا ما، معللًا ذلك: "هينصلح حال الزمالك لو محمد صلاح لعب فيه وأنا بحبه".

وتروي زوجة الطبلاوي الحاجة أم عمر لـ"الدستور"، أن الشيخ في سنواته الأخيرة كان مشجع ومتفرج جيد، وخطف محمد  صلاح نظره لموهبته الفريدة وتألقه المدهش نحو العالمية، وكون جذور الشيخ الطبلاوي تعود لمحافظة الغربية، وهى ذاتها مسقط رأس محمد صلاح، كان يشعر أن بينها قواسم مشتركة، حتى في النجاح الشيخ مر بصعوبات كبيرة كي يصل لكل النجاح والشهرة التي حققها في مشواره سواء في مصر أو في الوطن العربي، لذا كان يرى فيه نفسه كما تروي زوجته.

وواصلت أن زوجها لم يكن يفوّت مباراة لـ “مو صلاح” منذ تألقه في بازل السويسري وأصبح الشيخ يغيّر انتمائه الكروي على حسب النادي الذي ينتقل له فخر العرب:"شجع تشيلسي وروما الإيطالي، لأجله رغم أنه لم يكن يعرف في الدوري الإيطالي سواه".

وتابعت زوجة الشيخ الطبلاوي حديثها لـ"الدستور""كلما كان يحقق نجاحًا وانجازًا جديدًا كان يشعر فيه بذاته هو ويره فيه نفسه كما تصف "أم عمر"، وفي كل مرة كان يحضر له صورة كبيرة ويتلو عليها الرقية الشرعية كونه يخاف عليه من الحسد، ورغم أن السنوات الأخيرة من عمره توقف فيها عن التلاوة إلا أنه كان يتلو ما تيسر من القرآن ابتهاجًا بنجاحات صلاح.

أشارت أم عمر إلى أنه حينما أذيع اللقاء الذي جمع بين الإعلامي عمرو أديب ومحمد صلاح بعد نجاحه في ليفربول، أصر على مشاهدته بدل المرة 3 مرات في الإعادة وعلى يوتيوب حبًا في صلاح وكان يدمع حينما يسرد كفاحه حينما كان طفلًا صغيرًا يحاول الخروج من بسيون بحثًا عن اللعب.

في الثمانينات، لقّب الكاتب الساخر محمود السعدني الشيخ محمد محمود الطبلاوي، بـ"مارادونا التلاوة" نظرًا لمهارة الشيخ في التجويد وتفرده في مدرسة التلاوة المصرية وزيادة موريديه، وهو الشئ الذي أجاده اللاعب البرازيلي دييغو مارادونا أيضًا.

لكن الكثير لا يعلم حب الشيخ الطبلاوي الكبير لكرة القدم، فشغفه بها ليس واقفًا عن عند حد التشجيع، لكنه كان يلعب مع رفاقه خلال الليل وفي الدورات الرمضانية المنتشرة في مركز تلا بمحافظة المنوفية حيث كان يقيم وحينما هرم وطعن في السن اكتفى بالتشجيع وكان صلاح لاعبه الأول والمفضّل.