ستختم "اليمننة: العلة اليمنية" يوم الثاني من حزيران – يونيو مدة شهرين على هدنة قابلة للتمديد ومعرضة للتهديد..
لماذا معرضة للتهديد؟ "بسبب غياب التوصيف لما يعتبر خرقاً للهدنة" وفقاً لحديث سفير المملكة المتحدة لدى الجمهورية اليمنية ريتشارد أوبنهايم (برنامج لقاء خاص.. قناة الغد المشرق 24 أبريل - نيسان 2022م). نتيجة غياب التوصيف، تعذر تسيير انطلاق الرحلات الجوية من مطار صنعاء يوم 24 نيسان "لأسباب تقنية بحتة"، ولكي لا يوصف بالخرق فإن "الفريق الأممي والجهات المختصة يعملون على معالجة هذا التعذر خلال أسرع وقت ممكن" حسب السفير البريطاني. لتنطلق الرحلة الثانية بموعدها غير المسمى.
غير خافٍ أن سفراء الدول الشقيقة والصديقة لدى اليمن يدعمون وبقوة جهود ومساعي المبعوث الأممي هانس غروندنبرغ التي أنجزت الهدنة خدمةً للمواطنين اليمنيين، وتمهيداً لسبيل #السلام_لليمن، عقب مطالبة الأمانة العامة لمجلس تعاون دول الخليج العربية بها اتساقًا مع مبادرة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ثم أعلن عن تدشينها خلال المشاورات اليمنية في الرياض (2 نيسان).
ودعماً للهدنة يتوقع إجراء تحرك دبلوماسي دولي صوب اليمن لزيارة محور الهدنة الثلاثي: صنعاء، الحديدة، تعز. مع المرور بعدن. بلا ريب ستشكل هذه الزيارة متى أجريت، رافداً مهماً من روافد "الضغط الإيجابي" على أطراف "اليمننة" لا سيما وأن إطلالة دبلوماسيي تلك الدول على مسرح المعاناة الإنسانية ستعين كذلك على درس الوضع ميدانياً عبر مبادرتهم كسفراء دول صديقة وشقيقة أيضاً مع رئيس بعثة مجلس التعاون إلى اليمن السفير سرحان بن منيخر بزيارة المناطق اليمنية البعيدة عن سيطرة جماعة صنعاء المسلحة، وبالذات من نصت عليها بنود اتفاق الهدنة: "تعز" تحديداً التي سبق للمبعوث الأممي زيارتها نوفمبر – تشرين ثاني 21م، (وتُعَد صورة "اليمننة" المصغرة وكل ما يحدث في اليمن) بغية ملامسة معاناة الناس من تردي الأوضاع لديهم بسبب تنافس السلطات على "عدم" تقديم الخدمات المنتظر تحسينها. وستحث الزيارة على عدم استمرار جانب صنعاء بتأخير تسمية الفرق المطلوبة لتيسير الممرات الإنسانية بتعز.
سفراء الهدنة "المدعومة" إقليمياً ودولياً. هم سفراء مجموعة الدول الراعية للعملية السياسية اليمنية من بعد توقيع المبادرة الخليجية نوفمبر - تشرين ثاني 2011م، الآخذين في التكاثر حتى تجاوزوا العشرين سفيراً، عسى ولعل تكاثرهم يفيد تأكيد وصف علاج العلة، أو يجمعون على تشخيص الداء والدواء: اليمنيون أنفسهم، بما فيهم الشرعيون "الجدد" وغير الشرعيين "القدامى"، من يُنتَظر منهم التحول من رجال "جولة" النزاع إلى رجال "دولة" تنهي النزاع.
السفراء مراقبو النزاع وهم يلبون دعوة المتشاورين بالرياض إلى "دعم وتثبيت الهدنة والالتزام بها من جميع الأطراف"، هل سيجددون فاعليتهم بزيارة يسبقها بيان عن مجموعة السفراء "المتكاثرة" يحث على تنفيذ الهدنة وتأمين استمرارها؟
(.. سبق لأحد المشاركين بالمحور السياسي للمشاورات تقديم مقترح تشكيل فريق تأمين استمرار الهدنة ينبثق عن المشاورات اليمنية بالرياض..).
بعض السفراء سيستصوب إصدار بيانات قبل وبعد زيارة مدن الهدنة، لا سيما من "حالت البروتوكولات الأمنية دون مشاركتهم جلسة أداء اليمين الدستورية" لمجلس القيادة الرئاسي بعدن من سيتهيأ لاستقبال داعميه ومؤيديه من مبعوثي الدول الشقيقة والصديقة.
ويبقى تعيين الموعد المناسب للزيارات رهن المقدرة على مجابهة تحدي "البروتوكول الأمني" عقب إجازة العيد.. كما المقدرة على تمديد الهدنة وتهيئة أجواء #السلام_لليمن.
