كما قام المسيح هكذا نحن
كما قام المسيح هكذا نحن
الآن قام المسيح من الأموات, وصار باكورة الراقدين فكما في آدم مات الجميع هكذا في المسيح سيحيا الجميع. لقد قام المسيح ممجدا وقد عاينه الرسل بعيونهم ولمسته أيديهم فراحوا يبشرون به مسيحا للتاريخ ومسيحا للإيمان فاديا ومخلصا لبني البشر.
لقد قهر المسيح الموت وإبليس بقيامته فصار لنا فيه حياة فلا سلطان للموت فينا بعد قيامة المسيح, فكل من يسمع صوت ابن الله يخرج من القبر فتفرح عندئذ جميع قبائل الأرض ويرونه آتيا علي السحاب بقوة وجلال عظيمين.
إن القيامة الحقيقية هي قيامة الموتي, فالجسد الذي تواري في التراب له حياة جديدة بقيامة المسيح, فالصديقون يعيشون بالجسد علي الأرض كادحين مظلومين مقهورين, بينما هناك عتاة في الإجرام يرغدون في الغني وكل أنواع التنعم فلا يوجد عدل علي الأرض ولكن عندما يبوق بوق الأبدية تستيقظ البشرية كلها فيذهب هؤلاء إلي حياة أبدية وهؤلاء إلي العار والفاهمون يضيئون كضياء الجلد والذين ردوا كثيرين إلي البر كالكواكب إلي أبد الدهور.
فقيامة المسيح كانت باتحاد جسده الذي لايفسد مع نفسه جسوني وانظروا, فإن الروح لا لحم له ولا عظام كما قال لتلاميذ عندما تراءي لهم ونحن علي مثاله يزرع فينا جسد نفساني أي مائت ويقوم جسد روحاني أي غير مائت وستكون قيامة الأجساد علي مثال جسد المسيح بعد القيامة يدخل والأبواب مغلقة سنكون كملائكة الله حيث لا زواج ولا ولادة ولا حياة جسدانية وإنما حياة نورانية روحانية.
ها قد حان الوقت لنستعد لهذه الساعة المهيبة التي يقول لنا المسيح فيها: هلموا يا بني الإنسان فقد آن وقت الحساب لعلنا نسمع الصوت المفرح تعالوا يا مباركي أبي رثوا الملك المعد لكم من قبل إنشاء العالم فتفرح نفوسنا وأجسادنا به ومعه.