يا عظيم في قيامتك
يا عظيم في قيامتك
قام المسيح وقيامته أنارت وجه الأرض وقلوب الأحباء وأزالت العبرات وأبطلت التنهدات, لأن الهوان تحول رلي مجد ومراثي الدفن انتقلت إلي نشائد المسرة والفرح ولم يعد الشوك يقطر دما من هامة المسيح بل قد أفرخ ورد القيامة الذكي العرف الطيب الرائحة. والقيامتة وهبتنا الفرح الأبدي وصار يوم القيامة لا تغيب شمسه ولا تتواري أنواره, إنه يبتدئ من صباح القيامة ولا ينتهي أبدا لأن المسيح لا يذوق الموت للأبد.
والقيامة وهبت للإنسان حياة من بعد الموت, وصيرت القبر مستودع الظلام مصدرا للنور والنجاة والحياة. إن القبر الغارغ الذي تركه لنا الرب هو علامة الغلبة علي الموت وشهادة ما بعدها شهادة للقيامة من الأموات العتيدة أن تكون, فالقبر الفارغ والحجر الكبير المدحرج والأكفان الموضوعة بترتيب والزلزلة العظيمةا لتي حدثت عند القيامة جميعها تثبت عظمة وحقيقة القيامة, وأنه حقا قام القوي, وسقطت الشياطين, وتهللت الملائكة, وانتصرت الحياة, وأقام معه المهزومين. نزل إلي القبر وحده وصعد بكثيرين فانطفأ خبر الموت بكرازة القيامة, قيامة الابن التي عتقت الشعوب من الضلالة.
لقد قام من القبر وجروحه قد شفيت, ولكن آثارها قد حفظت لأنه اختار بصلاحه أن تبقي آثار جروحه لكي تشفي بها جروح تلاميذه, جروح عدم الإيمان. لقد صارت القيامة أفراح لا تضاهيها أفراح وبهجة الحياة التي أضاءها وجه المسيح القائم من الأموات لا يمكن أن تزعزعها ضيقات ولا أتعاب لأن فرح الإنسان الذي يعيش في بهجة القيامة هو فرح سماوي لا ينطق به ومجيد, فالقيامة ليست عقيدة فكرية وطقس نعيد له وحسب, إنما هي حياة, وما أعظم بركات القيامة فتراها أبطلت عز الموت ومنحتنا القيام معه في جدة الحياة, ووهبتنا الرجاء بعد الموت حيث إن في السماء لا نخشي فقرا ولا نتوقع مرضا ولا نري إهانة ولا نشاهد حسدا, ولا تكون هناك اهتمامات مؤلمة لاقتناء واكتساب الغذاء, ولا كآبة للأطماع لأن زوبعة أوجاعنا ستخمد وتنقطع ويؤول كل شيء لفرح وابتهاج, ستكون كل الحياة نهارا ونورا.. نور يفوق بلمعانه النور العادي الذي نراه في اليوم, وهذا النور لا يعقبه ظلام ولا يحرق أو يلهب الأجساد. هناك لا تكون الكهولة ولا ما يرافقها من ضعف لأن الفساد قد بطل بموت المسيح وقيامته.
إن قيامة المسيح أضفت علي قلوب المؤمنين الحزاني عزاء ورجاء, فلنثبت في الإيمان علي صخرة القيامة التي أذهلت الأجيال. يا أنوار القيامة اشرقي علي العالم الضطرب وانظري وتحنني علي القلوب الشاردة وحولي أشعتك القوية إلي القلوب الآثمة والمظلمة فيتحول الشر إلي خير والخصام إلي سلام, ولننظر إلي الجروح التي شفيت والآثار التي حفظت.