خيرت الشاطر.. تفكير شيطاني يقود رجل «الإخوان» القوي للحكم بأي ثمن

رحلة طويلة، ربما تتعجب إذا علمت أنها بدأت من السبعينيات وظل صاحبها يسير في خطواته لقرابة 30 عامًا في الخفاء مبتعدًا عن الأضواء، يخطط ثم يلقي الأوامر وينفذها الجميع، كمن يحرك قطع الشطرنج على طاولة اللعب.
هو القيادي «خيرت الشاطر» أو كما لقب بـ«مهندس النهضة» والذي سعى طوال سنوات عدة للتمكين والسيطرة على الحكم في مصر، وأتته الفرصة عقب ثورة 25 يناير إلا أنها كانت منقوصة إذ دفعت بالراحل «محمد مرسي» إلى سدة الحكم ليكون واجهة لحكم «الشاطر».
فلا يخفى على أحد أن «الشاطر» هو من كان يحكم مصر وأن «مرسي» كان مجرد واجهة لتنفيذ الأوامر، وطوال العام الذي حكمت فيه الجماعة وما قبله كان لـ«الشاطر» مواقف سعيًا للسيطرة والتمكين على حكم مصر.

لمحات من حياة الشاطر.. الظهور الأول
اللعب في الخفاء هو المنهج الذي اتبعه القيادي، فلم يمارس أي نشاط تجاري أو سياسي في النور، لذلك لم يبزغ نجمه رغم نشاطه في جماعة الإخوان إلا خلال العام 2007، حين تم القبض عليه في قضية عرفت إعلاميًا باسم «ميليشيات الإخوان» وكان وقتها نائبًا ثانيًا للمرشد في عهد «مهدي عاكف» ثم أصبح نائبًا أول للمرشد في عهد «محمد بديع».
بدأ الشاطر نشاطه الذي أهله للانضمام إلى الجماعة خلال العام 1968، حين شارك في مظاهرات طلابية ضد الراحل «عبدالناصر» وقبض عليه وقتها، ثم اتجه للانضمام إلى جماعة الإخوان في منتصف السبعينيات.

السيطرة.. ولاء وإقصاء
سيطر الشاطر على مفاصل جماعة الإخوان في مصر، في أعقاب خروجه من السجن بعد سقوط الراحل «حسني مبارك»، إذ أصبح هو بالتعاون مع «محمود عزت ومحمود غزلان» يمثلان قلب مكتب الإرشاد.
كما امتد نفوذ «الشاطر» إلى الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح التي كان يحتل موقع العضوية فيها، وهي جبهة تضم عددًا من مشايخ التيارات السلفية والجهادية ورجال الدين المحسوب بعضهم على جماعة الإخوان المسلمين.
وكان الشاطر هو المسؤول عن انشقاق عبدالمنعم أبو الفتوح وإقصاؤه من مكتب الإرشاد ثم من جماعة الإخوان، ليؤسس عقب ذلك تنظيمًا داخل تنظيم جماعة الإخوان، مكون من قيادات تدين له بالولاء من خلال خدمتهم بتوفير وظائف لهم في شركاته.
تظهر قدرة الشاطر في السيطرة على الجماعة من خلال قيادته لها حتى وهو في السجن، فكان مشاركًا بقوة في كل القرارات التي يتم إتخاذها من بينها تصعيد محمد بديع في منصب المرشد وكذلك تصعيد «محمد مرسي» لعدد من المناصب في المكتب لكونه يدين بالولاء لـ«الشاطر».
ومن القرارات التي اتخذها «الشاطر» هو تصدير «مرسي» في انتخابات رئاسة الجمهورية، حيث كان يلعب وقتها الأول دور مركزي في توجهات الجماعة، وكان الثاني بمثابة الواجهة السياسية للإخوان، حيث يتحكم في قراراته الاستراتيجية كل من مكتب الإرشاد ومجلس شورى الجماعة، وكان «الشاطر» صاحب فكرة التخفي في إعلان الجماعة ترشيح أحد أعضائها لطمأنة الشعب المصري.

التمكين.. التغلغل في مفاصل الدولة
خطط الشاطر عقب وصول مرسي الحكم إلى إنشاء تحالفات تمثل الجماعة داخل قطاعات الدولة، بداية بمجلسي الشعب والشورى، واعتمدت خطة الجماعة على مبدأ التمكين في حكم مصر، من خلال تغلغل الجماعة في فئات المجتمع.
وبأوامر من الشاطر استطاعت الجماعة بمجرد وصولها للحكم البدء في خطة أخونة 37 وزارة فضلا عن 27 محافظة لتمكينها من مفاصل الدولة، وكذلك التغلغل في قطاعات الطلاب والعمال والمهنيين ورجال الأعمال ومؤسسات الدولة والفئات الشعبية كمرحلة أولى.
المرحلة الثانية كانت تضمن التغلغل في القطاعات الأصعب الجيش والشرطة والإعلام والأزهر لأنها الأكثر قدرة على تحجيم الجماعة، من خلال دس عناصر من الجماعة تمثل صوت الإخوان خلال فترة الحكم.
أما المرحلة الثالثة من خطة التمكين وهي حماية الخطة ذاتها، من خلال استهداف القوى الموجودة في الشارع المصري أي المؤثرين في قرارات الجماعة سواء بالسلب أو الإيجاب، وهنا تقوم الخطة على الاحتواء وإدخالها في منظومة الجماعة أو ما أسمته أسلمة الدولة.
وفي المرحلة الرابعة إذ ما رفضت تلك الفئات الاندماج مع الجماعة، يتم العمل على فكرة التعايش مع تلك الفئات وعدم معاداتها، وفي المقابل تقليل تأثير فاعلية الدولة والتي يمثلها الجيش والشرطة والإعلام حتى يكون نجم الجماعة هو البازغ الوحيد.
كشفت كل تلك الأمور من خلال 13 وقة سميت بـ«خطة التمكين» ضبطت أثناء تفتيش مكتب خيرت الشاطر في أحداث قضية سلسبيل التي اتهم فيها عقب ثورة 30 يونيو، وتضم خطة شاملة لعملية التمكين التى تبدأ بتغلغل في قطاعات الدولة.
وبحسب الوثيقة فإن للأحزاب السياسية دور في عمليات الضغط فهي تجمعات وقبائل ومنظمات دولية ويتم التعامل مع هذه القوى من خلال السيطرة على مراكز القرار فيها وتوجيهها من الداخل.

كل تلك المواقف أهلت «الشاطر» لحمل لقب الحاكم الفعلي إبان فترة حكم جماعة الإخوان، بالرغم من وجود محمد مرسي في سدة الحكم إلا أنه كان رأس الحربة الذي وضع خطط السيطرة والتمكين التي سعت من خلالها الجماعة فرض الهيمنة على مصر لولا قيام ثورة 30 يونيو ومساندة الجيش للشعب في عزل الجماعة.

تاريخ الخبر: 2022-04-28 18:20:48
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 55%
الأهمية: 68%

آخر الأخبار حول العالم

عاجل.. لحظة خروج الدكتور التازي من سجن عكاش

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-04 06:25:38
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 64%

مع مريـم نُصلّي ونتأمل (٤)

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-04 06:21:31
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 59%

عاجل.. لحظة خروج الدكتور التازي من سجن عكاش

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-04 06:25:45
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 70%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية