أحمد عبدالعاطى.. «بوسطجى مكتب الإرشاد» فى قصر مرسى

فتح مسلسل “الاختيار” في موسمه الثالث لهذا العام الصندوق الأسود لكشف حقائق جديدة مرت بها مصر في عام حكم جماعة الإخوان الإرهابية، من خلال أحداثه، بل وبالأدلة من خلال التسريبات الحقيقية التي ضمت أعضاء الجماعة، من خيرت الشاطر لمحمد بديع إلى محمد مرسي.

ومن ضمن الشخصيات التي كشفها مسلسل “الاختيار ٣” وكشف دورها وحقيقتها التي ربما لم نسمع عنها إلا من الأخبار فقط، دون دراية كاملة عن الدور الحقيقي له، كان أحمد عبدالعاطي، مدير مكتب الرئيس المعزول محمد مرسي، الذي أدى دوره الفنان هاني الطمباروي، والذي يمكن القول، إنه كان عيون الصقر التابعة لمكتب الإرشاد على مرسي.

حيث كشفت العديد من أحداث المسلسل، أن عبدالعاطي كان هو العصفورة الأساسية التي تخبئها الجماعة في مكتب الرئاسة؛ للتأكد من سير خططها وتنفيذ مرسي لتعليماتها، وإخفاء وظهور ما ترغب هي فيه من خلال عبدالعاطي.

كان دور عبدالعاطي الأساسي هو نقل كل ما يحدث داخل مكتب الرئاسة إلى مكتب الإرشاد، وبالأخص إلى خيرت الشاطر، والقائم بدوره الفنان خالد الصاوي، والعديد من الحلقات الشاهدة على ذلك.

ففي الحلقة الثامنة من مسلسل الاختيار ٣ بعد زيارة الفريق عبدالفتاح السيسي لمكتب الرئيس المخلوع محمد مرسي، أجرى عبدالعاطي مكالمة هاتفية تضمن حديثها: "سلام عليكم يا بشمهندس خيرت.. في حاجة مهمة محتاج أبلغك بيها.. زيارة حصلت النهاردة محتاج أقابل حضرتك ضروري"، فكان حديثه موجهًا لخيرت الشاطر لإبلاغه عن الزيارة السابقة التي جاءت بشكل مفاجئ.

يمكن القول إن مكتب الرئاسة كان الشخص الحقيقي الذي يديره هو خيرت الشاطر من خارجه، وبمساعدة أحمد عبدالعاطي الذي كان لا يتم أمر غير مخطط له وفق أجندة الجماعة، إلا وكان يبلغ به الشاطر مباشرة لمعرفة كيفية التصرف فيه، وهو ما تم تأكيده أكثر من مرة وفي  الحلقة ٢١ من المسلسل التي شهدت زيارة اللواء محمد العصار لأحمد عبدالعاطي، مدير مكتب الرئاسة، لتسليم آخر تقدير موقف لوزارة الدفاع.

قال اللواء العصار: هتلاقي هنا آخر تطورات الوضع العام في البلد، وكل التفاصيل والتصورات وتحليل البيانات والمعلومات.. أتمنى من السيد الرئيس أنه يطلع عليها ويدرسها بحرص، ورد عليه عبدالعاطي: طبعًا ياسيادة اللواء سيادة الرئيس أكيد هيطلع عليها وهيقراها حرف حرف كمان.

وبعد انصراف اللواء العصار أجرى عبدالعاطي مكالمة هاتفية مع خيرت الشاطر، قال فيها: وزارة الدفاع بعتوا تقدير موقف جديد، أيوا معايا حاضر هجيبه لحضرتك وأجي حالا.

وما يؤكد ذلك أن مكتب الإرشاد المتحكم، وعدم وصول هذه التقديرات لمحمد مرسي ما كشفته الحلقة ٢٣ من المسلسل كيف كان عبدالعاطي يخفي التقارير التي ترسلها وزارة الدفاع بقيادة الفريق عبدالفتاح السيسي، إلى مرسي، وكان هذا الإخفاء المتعمد بتوجيهات من مكتب الإرشاد، وكان الدليل على ذلك الاجتماع الذي التقى فيه مرسي، والقائم بدوره الفنان صبري فواز، مع الفريق السيسي، القائم بدوره الفنان ياسر جلال، واللواء محمد العصار، مساعد وزير الدفاع لشئون التسليح- آنذاك.

حيث كان تعليق مرسي المبهم على كلام الفريق السيسي الذي أخبره أن “تقديرات الموقف اللي ببعتها لحضرتك مع سيادة اللواء العصار، واللي بيستلمها مدير مكتب حضرتك الدكتور أحمد عبدالعاطي الهدف منها هو وضع صورة واضحة وصادقة وأمينة لكل الأوضاع من غير تجميل أو تزايد”.

في هذه اللحظة جاء رد  مرسي عليه مستنكرًا: تقدير موقف فيها تقديرات الموقف دي"، ما يؤكد تعمد إخفاء عبدالعاطي للتقارير الواردة من أي جهة لا يعطي مكتب الإرشاد الإشارة الخضراء بالسماح بمرورها له.

ولعب أحمد عبدالعاطي دور أيضًا في محاولة رسم صور غير حقيقية للرئيس المعزول محمد مرسي لتهدئته أو "لفرش الأرض ورد" كما نصف بالبلدي، في ظروف كانت هي الأصعب على مصر، ففي الحلقة ١٨ التي رصدت  الطعن الذي قدمته مؤسسة الرئاسة على حكم القضاء الإداري ببطلان الانتخابات البرلمانية، على الرغم من بيان قد أصدره المعزول وقتها باحترام قرارات القضاء وعدم الطعن على أحكامها.

ودار الحديث بين مرسي وعبدالعاطي عن أن أي قرار يتخذه سيتراجع عنه "كل ما أخذ قرار ارجع فيه الناس هتقول عني ايه ماليش كلمة" هنا جاء رد عبدالعاطي عليه: “يا فندم لو القضاء الإداري وافق كان بها ماوافقش يكون أخد إنذار أن قراراته مش هتعدي تاني من غير صدام مع الرياسة”، وختم حديثه: "ثم ما تقلقش يا ريس كل الناس في الشارع بتحبك"، في الوقت الذي كان يعاني منه المواطنين بالفعل من عشرات المشاكل والأزمات في حياتهم اليومية من انقطاع للكهرباء وأزمة البنزين ووقف العمل والعديد من التظاهرات الفئوية وغيرها.

وكان رد فعل عبدالعاطي الذي وصف سد النهضة "بشو إعلامي هدفه الداخل الإثيوبي" في الاجتماع الذي حضرته مع محمد مرسي وباكينام الشرقاوي، مستشارة مكتب الرئاسة للشؤون السياسية، خير دليل على عدم التقدير لحجم المسائل السياسية الكبرى التي بدأت فتيلتها في عصر محمد مرسي ولم تجد من يداويها بالتقدير الحقيقي لها.

وهو ما حدث في هذا الاجتماع الذي شهد الثلاث أطراف، وبدأ بحديث مرسي الغاضب: "يعني أنا أروح إثيوبيا يقولولي مفيش مشكلة وانتوا هنا تأكدولي أن مشكلتهم كانت مع مبارك عشان أرجع من هناك يعلنوا تحويل نهر النيل والبدء في السد؟.. دا قبل ما أروح كان فيها 3 شهور لسه يعملوها أول ما أروح وأرجع".

وعلق عليه عبدالعاطي في محاولة لتهدئته: "الملف دا كان مع هشام قنديل أيام ما كان وزير الري معرفش إزاي مكنش عندنا تقدير للموقف، اللي حصل دا في حرج كبير لرئيس الجمهورية لا ومستنين سيادتك لما ترجع عشان يعلنوا الخبر دا لو شغالين مع جبهة الإنقاذ مش هيعملوا كدا، لكن سيادتك ما تقلقش من حاجة أنا تواصلت مع هشام قنديل، وقال إن تحويل مجرى النيل لن يؤثر على مصر في حاجة، وهما كمان معندهومش دراسة كاملة عن الموضوع، هو عبارة عن شو إعلامي المقصود بيه الداخل الإثيوبي فرقعة كدا لا أكتر ولا أقل".

تاريخ الخبر: 2022-04-28 18:20:48
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 57%
الأهمية: 58%

آخر الأخبار حول العالم

بانجول.. افتتاح سفارة المملكة المغربية في غامبيا

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-04 00:26:34
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 63%

بانجول.. افتتاح سفارة المملكة المغربية في غامبيا

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-04 00:26:27
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 58%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية