أسست سارة إبراهيم جروب bookmark، والذى الجروب وأصبح له متابعوه ومريدوه، حيث ينشر الجروب العديد من الفعاليات واللقاءات مع الكتّاب، وهناك أعضاء متفاعلون بمنشوراتهم وكلها تصب في حب القراءة، "الدستور" التقت سارة إبراهيم وكان هذا الحوار..

في البداية كيف جاءت فكرة وتنفيذ جروب "bookmark"؟ 

منذ صغري وأنا أحب القراءة وفي 2019 زاد شغفي بها بعد قراءة رواية "سيدة الزمالك" تحديدا، تنفيذ الجروب كان عن طريق الصدفة، استلهمت الفكرة من صفحة مخصصة للأكل فأحببت أعمل شيئًا شبيهًا، ولكن للقراءة، ويبقي مكان مخصص ويجمع كل محبي هواية القراءة.

في رأيك ما هي الاستفادة الأهم التي تعود على الثقافة من هذه الجروبات؟ 

جروبات القراءة في رأيي الشخصي هى أنجح سيناريو، المنظومة كلها استطاعت الاستفادة منها سواء على مستوى القارئ أو الكاتب أو الناشر؛ وجروبات القراءة الناجحة تحرص على ضم عدد من القراء الحقيقيين، وبالتالي يزيد عدد ترشيحات الكتب وهذا ما يجعل في الأخير الكثير من الآراء المختلفة في حدود النقد البناء، وكلها تساعد القارئ على اختيار الكتاب المناسب لميوله وتساعد أيضًا الكاتب أن يعرف أراء قرائه ويضعها في الحسبان.

ما رأيك في الاتهامات التي تقول إن جروبات الكتب تكرس لانتشار عديم القيمة على حساب القيمة؟

العامان الماضيان شهدا عددا مهولا من جروبات القراءة، وفي رأيي أن الكثرة والتنوع مفيد جدا لأنه يبين القيم من عديم القيمة، المسألة خاضعة تماما للأذواق؛ إلا من كان هدفه من البداية هو التسويق وبالتالي خاضع للمعايير والبنود المتفق عليها ما بين الكاتب والناشر ومؤسس الجروب، زائد أن هناك اعتقاد خاطئ وشائع جدا من طرف بعض الكُتاب ودور النشر أن جروبات القراءة وجدت للتسويق مهملين تماما دورهم الحقيقي في العمل على خطة تسويقية ناجحة أو اختيار كاتب قادر على أن يقدم محتوى إبداعيا هادفا.

 لكن أنا أحب النظر للجانب المشرق وكما أن هناك ترويجا لعديم القيمة – فعلى الجانب الآخر أماكن قائمة بالكامل على العمل التطوعي وفرز القيم عن غيره - مثال "bookmark" وبالتالي هو ليس خاضعا لأي معايير يفرضها الكاتب أو الناشر وليس   bookmark فقط، هناك أماكن كثيرة تستحق الإشادة مثال "إسلام وهبان – مؤسس جروب مكتبة وهبان"؛ و "مي حمزة – مؤسسة جروب رشحلي"؛ و "رشا ماجد – مؤسسة جروب book land الخاص بالأطفال"؛ و "دنيا درويش – مؤسسة جروب الكورنر" .. كلها أماكن لها دور مشرف في المنظومة الثقافية وأماكن تستحق الثقة بسبب دور مؤسسيها.

 في رأيك ما هي الخدمات التي أدتها جروبات القراءة للقراء؟ 

أحب هنا أن أقتبس مقولة المستشار "أشرف العشماوي" في حوار تليفزيوني أن bookmark من الأماكن اللي أعطت قبلة الحياة لكثير من الكُتاب ولولا جروبات القراءة لم نكن لنعرفهم؛ وبالتالي الخدمات التي تقدمها جروبات القراءة تحت بند "العمل التطوعي وليس التربُح" خدمات في الحقيقة لا تقدر بثمن منها معرفة الكُتاب بصورة أقرب؛ وزيادة انتشار الوعي الثقافي؛ وعدد الترشيحات والأراء اللي أفادت المنظومة بأكملها؛ بجانب النشاطات العديدة مثل الـ book clubs التي تحدث في bookmark وأعادت إحياء عادة الصالونات الثقافية.

هناك من يقول إن جروبات القراءة تخدم بعض الكتاب خصيصا.. ما هو رأيك؟ 

في هذا الجزء أحب أن أتحدث عن الجروبات القائمة بالكامل على العمل التطوعي مثال (bookmark؛ أو جروب رشحلي؛ او جروب مكتبة وهبان وغيرهم من الأمثلة اللي ذكرتها من قبل)؛ هذه الجروبات نالت ثقة كُتاب مهمين وكُتاب ذى قيمة، وبالتالي يبقي لهم وجود أكبر في هذه الأماكن، بسبب تمتعهم بشريحة عريضة من القراء والمعجبين.

الكاتب الناجح عرف كيف يثبت نفسه من قبل وجود جروبات القراءة ويبقى شرف لأي مكان تواجده أو تفاعله فيه؛ ولكن البعض الذين - في رأيي الشخصي- اعتبرهم "أعداء للنجاح" وهم من يفسروا هذه الظاهرة على أنها توجيه لكُتاب معينيين أو دور نشر معينة – لكن ما أحب توضيحه أنه سواء الكاتب أو دور النشر الكبار في غنى تماما عن أي جروب يخدم مصالحهم لأنهم بالفعل عندهم أدواتهم المتمكنين منها سواء في التسويق أو اختيار الكاتب المتمكن من موهبته.

في رأيك هل هناك اختلاف قوي ما بين جروبات القراءة قبل وبعد تواجدها؟ 

اختلاف كلي وجذري وخصوصا للقارئ الذي لا يحتاج تشجيعًا لأنه يشعر بالمشاركة وأنه ليس وحده في هوايته المفضلة؛ الحقيقة جروبات القراء القيمة ليس فقط كان دورها مقتصر على التشجيع على القراءة فقط؛ لكن أيضًا عرفت كيف تجذب الانتباه للوعي الثقافي في العموم وجذب شريحة كبيرة من جميع الأعمار للقراءة على وجه التحديد.

ما رأيك فيمن يقول إن هناك من يمول الجروبات لخدمة أغراضه في الانتشار؟ 

اعتقاد آخر خاطئ شائع (وهنا أنا أتكلم عن تجربتي وبالنيابة عن الجروبات التي ذكرتها)؛ دعنا مبدئيا نتفق أنه ليس عيبًا أن تتربح من منصة ثقافية؛ أينعم هو شيء غير مفضل ولكنه لا يعيب أحدا، وأرى أن كل من لم يحالفه الحظ وقرر الترويج لفكرة أن مكان بعينه ممول كغطاء لفشله بدون الرجوع لأصحاب الشأن فهذا شخص لا يمت للوعي أو الثقافة في شيء. 

فكرة ترويج الإشاعات دائما يتصدرها الكُتاب أو دور النشر الذين لم يحالفهم الحظ في النجاح بالصورة المطلوبة أو حتى كيفية الانتشار لترويج إنتاجهم؛ وبالتالي تبدأ عملية تراشق الاتهامات والإشاعات للأماكن الناجحة المؤثرة والتي تضم عدد حقيقي من القراء او الكُتاب أو دور النشر الكبيرة على انه مكان ممول.

ما هي القيمة المضافة التي يقدمها كل جروب للكتب بعيدا عن الآخر؟ 

كل جروب من التي تم ذكرهم تحديدا له روحه ونكهته المختلفة؛ كلنا هدفنا واحد وهو الارتقاء بالمنظومة الثقافية وإظهار الصالح من الطالح؛ ولكن كل منا بيؤدي واجبه بالتوازي بشكل مبتكر ومختلف عن الأخر والنتيجة النهائية تظهر في هيئة صورة كاملة وافية لجميع الفئات والاحتياجات؛ وهنا أؤكد على ان القيمة الحقيقية لأي مكان ليس بالعدد أو الأكثرية على قدر المحتوى الهادف المبتكر الذي يتم تقديمه بصورة جذابة كافية للفت الانتباه وبدون تقليد أو اقتباس أفكار وطرق أماكن أخرى. 

ما هي قواعد النشر داخل الجروبات؟ 

كل مكان يتمتع بقواعده الخاصة؛ ولكن كلنا متفقين على قاعدة أساسية ذهبية وهي (عدم الإساءة أو تعدي الخطوط الحمراء في حرية الرأي سواء على الكاتب أو الناشر أو القارئ)؛ وفي bookmark تحديدا أهم قاعدة هي الاحترام أولا؛ ومحاربة الكتب الغير الأصلية والـpdf. أما عن النشر فهو متاح للجميع طالما بعيد عن التسويق الذاتي أو المساس بصورة قريبة أو بعيدة بالمعتقدات الشخصية.

هل يتم منع دور نشر بعينها.. أو كتاب بعينهم.. بسبب أن هذه الجروبات تابعة لدور نشر أو برعايتها بشكل علني؟

موضوع أن جروب تابع لدور نشر بعينها يجعلني في حالة من العطف على كل من قرر عن جهل التشبث بهذا الاعتقاد، بجانب أنه موضوع مضحك للغاية وأكرر مرة أخرى أنه "اعتقاد خاطئ للغطاء على الفشل" ومن يحب تمسكه بهذا الاعتقاد فأنا أعتبره هو الخاسر الأكبر لأنه فقد فرصة أنه يشارك في هدف الجروب الأساسي وهو "ترشيح الكتب" الذي بدوره يساعده على الانتشار ككاتب – وكون وجود مسابقات معينة برعاية دور نشر أو مكتبات فهذا ليس معناه ان الجروب تابع لدور النشر والدليل تعدد المسابقات مع دور النشر المختلفة؛ بجانب انه شيء يصب في مصلحة تشجيع القارئ على مواصلة ممارسة هوايته المحببة بطريقة مبهجة؛ لكن الجروبات القيمة تتسع الكل من دور النشر أو الكُتاب أو المكتبات "الموثوق في قيمتهم وتاريخهم وإنتاجهم". 

وأي كاتب أو دور نشر هدفهم دخول أي جروب "للتسويق" فهذا دليل على الضعف وفقر طرق التسويق وغير مرحب بيه وفي حالة التكرار يتم منعه؛ لأنه على الناحية الأخرى أنا وغيري من زملائي الذين ذكرتهم نقوم بهذا الدور بشكل تطوعي وبالتالي غير مسموح باستغلال المكان للدعاية والترويج.