تكشف دراسة للكاتبة الأكاديمية دكتورعلا الطوخي تحت عنوان "الأزياء في الثقافة الشعبية.. دراسة في دلتا مصر" الزي الشعبي لمنطقة واسعة في حياتنا الشعبية، وكل ما يتعلق بها من تفاصيل مثيرة منذ الميلاد مرورا بالزواج، وما يتخللهما من تفاصيل وجزئيات على نفس القدر من الأهمية التي تحيط بها، سواء كان ذلك عند المرأة أو الرجل أو الطفل الصغير، وما يحمله ذلك من خصوصية.

ويشير دكتور عبد الحكيم خليل عبر مقدمته للدراسة إلى أن "الأزياء الشعبية من المورثات التى تعكس وتعبر عن حضارة الأمة عاداتها وتقاليدها وتراثها، وهي وسيلة للكشف عن جوانب من مقومات الشعب الفكرية والوجدانية والعقائدية، كما أنها تعطي صورة عن المجتمع المتواجدة فيه لتصور تفاعل الإنسان مع البيئة الاجتماعية المحيطة به.

ويرى دكتور عبد الحكيم خليل أن الملابس والأزياء من أكثر شواهد الثقافة الشعبية تعقيدا، إذا تعتبر من الحاجات والطقوس الممتدة عبر حياة الإنسان يستدل بها على كثير من المؤشرات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، ويستدل غالبا من خلال لابسها على انتمائه الطبقي منزلته الاجتماعية وعمله وجنسه وعمره، وهى وإن اختلفت في أشكالها وألوانها فإنما تعبر بذلك عن مراحل تاريخية مختلفة مرت بها الأمة، وسجلت على القماش أفراحها وعاداتها وأساليب حياتها المختلفة.

ومن جانبها تقول علا الطوخي عبر مقدمتها “رصدت الكثير من الأزيا، وأيضا الظواهر التي عايشتها وقرأت المتاح عن المصري القديم والريف المصري لمحاولة رد كل ما أراه أو التقطه إلى أصوله المصرية القديمة. انطلقت من محافظة القليوبية إلى محافظة المنوفية واستغرق مني البحث والاستقصاء أكثر من ثلاث سنوات، كانت فيها المشاهدة والتحري والقراءة عدتي”.

وتتابع “ثمة إطلالة واعية على الكثير من العادات والتقاليد التي تمارس في محافظات الدلتا والمعتقدات الشعبية لأهلها، وتفاصيل دقيقة حول الأزياء الشعبية وأبجدية بنائها وتكوينها، بداية من الزي وعناصره وأسس تكوينه وبنائه مرورا بالحالي ورموزه وأشكاله وأنواعه، ثم مكملات الزي، مع محاولة دقيقة لمعرفة أصوله القديمة”.

يلقي الفصل الأول الضوء على التراث الشعبي بمحافظتي القليوبية والمنوفية والمعارف والمعتقدات الشعبية الموجودة بها والأزياء والمعتقد الريفي، وكيف تؤثر البيئة على الزي الشعبي في دلتا مصر.

ويناول الفصل الثاني الحياة الاجتماعية وأزياء المناسبات بمحافظتي القليوبية والمنوفية.

والفصل الثالث يرصد الملابس الشعبية ودلالات رسوماتها ونقوشها عبر التاريخ.

ويبحث الفصل الرابع الأزياء الشعبية التقليدية لنساء محافظة المنوفية، وفي نفس السياق يذهب الفصل الخامس ليرصد الطابع التقليدي لأزياء النساء في محافظتي القليوبية والمنوفية، ويأخذنا الفصل السادس للتعرف على مكملات ملابس النساء، ورسائل أدوات الزينة والحلي والمعتقد الشعبي.

الفصل السابع بين ثنايا الملابس الرجالي، ثم يأتي الفصل الثامن والتاسع ليعرضا أصول الملابس الشعبية ومراجعها المبثوثة في التراث.