"إدريس لكريني" يَكشف لـ"أخبارنا" دلالات احتدام "سباق التسلح" بين المغرب والجزائر
"إدريس لكريني" يَكشف لـ"أخبارنا" دلالات احتدام "سباق التسلح" بين المغرب والجزائر
أخبارنا المغربية- ياسين أوشن
أعاد تقرير حديث أعده معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، (أعاد) موضوع سباق التسلح بين البلدين الجارين المغرب والجزائر إلى واجهة النقاش، عقب تصنيف البلدين ضمن أكثر الدول إنفاقا على التسلح في المنطقة المغاربية.
وفي هذا الصدد، يرى إدريس لكريني، أستاذ العلاقات الدولية ومدير مختبر الدراسات الدستورية وتحليل الأزمات والسياسات في كلية الحقوق بمراكش، (يرى) أن السباق نحو التسلح المحتدم بين البلدين "يعكس حالة الشك القائمة بين المغرب والجزائر"، واصفا الحالة تلك بـ"غير الصحية ولا تنسجم مع التحديات المطروحة داخليا وإقليميا ودوليا، ولا تنسجم أيضا مع انتظارات شعوب الدول المغاربية".
كما أبرز لكريني، وفق تصريح له خصّ به موقع "أخبارنا"، أن هذا السباق "يؤثر بصورة سلبية على مسارات التنمية بالمنطقة المغاربية"، لافتا إلى أن "الإمكانيات التي تُصرف وتُخصص للتسلح يُفضل توجيهها إلى مجالات مرتبطة بالبنية التحتية، وتعزيز الصناعات، وتطوير منظومة التعليم، وتوطين التكنولوجيات الحديثة بالمنطقة المغاربية".
أستاذ العلاقات الدولية كشف أن "الإقبال على التسلح يُورث الأجيال المقبلة أجواء من الحقد والكراهية ما أحوج الشعبين إلى تجاوزها، نظرا إلى المقومات التي تجمع البلدين الشقيقين وباقي البلدان المغاربية"، مبرزا أن "المغرب كان سباقا إلى الدعوة إلى فتح الحدود وتعزيز العلاقات بين البلدين، ناهيك عن تجاوز الخلافات التي من شأنها أن تذكي جذوة الصراع بين البلدين".
وتأسف لكريني لـ"اختيار 'الجارة الشرقية' منطق القطيعة من جانب واحد"، مشددا على أن "الجزائر تتحمل مسؤولية هذه التوجهات نحو عسكرة المنطقة، لاسيما وأن هناك قوى دولية من مصلحتها هذا الوضع، خصوصا على مستوى تصدير الأسلحة"، مقترحا لتجاوز هذا الوضع "طي صفحة الخلافات، بالإضافة إلى الانكباب على القضايا ذات الاهتمام المشترك، وكذا التركيز على هموم الشعوب المغاربية ككل".
تجدر الإشارة إلى أن التقرير المذكور أورد أن "الإنفاق العسكري المغربي نما بنسبة 3.2٪، ليبلغ 5.4 مليار دولار في عام 2021"، مردفا في السياق عينه أن "التوترات طويلة الأمد بين البلدين الجارين (المغرب/الجزائر) من بين أسباب ارتفاع الإنفاق العسكري لديهما".
