إقامة لعازر وقيامة السيد المسيح
إقامة لعازر وقيامة السيد المسيح
ذهب السيد المسيح له المجد إلي قبر لعازر بعد موته ودفنه بأربعة أيام وبكلمة آمرة من فمه إلا لهي قال لعازر هلم خارجا فخرج الميت ورجلاه ويداه مربوطات بأقمطة (يوحنا 11: 34), ولعازر يمثل نموذج لكل إنسان مات في الخطيئة أو يحيا جسديا لكنه ميت روحيا وقد دفن في قبور الشهوات والملذات وأنتنت رائحته بالسيرة العفنة بين الناس, ومعجزة إقامة لعازر تعطينا فكرة عن قوة وقدرة وسلطان السيد المسيح له المجد, وهو الله الظاهر في الجسد, القادر أن يتدخل في حياتنا ويحل مشكلاتنا مهما كانت عويصة وبحجم وبثقل موت لعازر!.و الذي قالت عنه شقيقته مرثا للسيد المسيح: يا سيد قد انتن لأنه له أربعة أيام!!, ومهما بدت المشكلة صعبة ومعقدة لكن رجائنا في قدرة وعظمة وقوة سلطان ربنا يسوع المسيح أنه القادر بكلمة يقيم الميت بعد أربعة أيام وحتي بعد أربعة آلاف سنة.
لقد ذهب السيد المسيح له المجد إلي قبر لعازر ليقيمه دون أن يطلب لعازر, لأن الإنسان الخاطيء الذي كات بالخطيئة موضوع اهتمام الله ورعايته, ولكن في نفس الوقت يطالبنا الله بأداء دورنا البشري إذ قال للجمع الواقفين عند القبر أرفعوا الحجر وطلب منهم أن يحلوه من الأربطة والأقمطة, إذن فالإنسان مسئول وصاحب دور ورسالة ومسئوليته في هذا الكون لا ينبغي أن يتواكل أو يتكاسل بل يعمل ما في وسعه ويترك الباقي علي الله الذي دعانا لأن نكون ملحا للأرض ونورا للعالم وسفراء عنه علي الأرض يقوينا ويؤازرنا ويعمل معنا وبنا وفينا لمجد أسمه القدوس.
والسيد المسيح له المجد بكلمته أمر المفلوج الذي مكث كسيحا قعيدا علي البركة 38 سنة فقام في الحال وقد شفاه من سائر علله وأمراضه. وبكلمته يأمر البحر فيبكم عن هياجه والريح والنوء العظيم يسكتان. وبكلمته يأمر لجيئون الذين سكنوا زمانا في إنسان بعدما طلبوا من السيد المسيح قائلين أرسلنا إلي قطيع الخنازير وندخل فيها فأذن لهم السيد المسيح ودخلت الأرواح النجسة في الخنازير وكانوا نحو ألفين (مرقس 5: 12).
والله هو أمس واليوم وإلي الأبد ولنتأمل في معجزة أخراج بني إسرائيل من عبودية فرعون وشق لهم البحر الأحمر وعبروا بقيادة موسي النبي وأغرق فرعون في البحر.
نحن نؤمن ونثق في قدرة السيد المسيح أنه مدير الكون ومدبرة وكل الأمور مضبوطة بين يديه وسيتدخل في الوقت المناسب ويمد رفشه وينقي بيدره ويجمع القمح إلي المخازن وأما التبن فيحرقه بنار لا تطفأ (متي 3: 12), والله في أبوته وحنانه ورعايتعه لأولاده لا يمكن أن يسمح أبدا لعصا الأشرار أن تمتد وتستقر علي نصيب الصديقين وهو الذي وعد قائلا من يمسكم يمس حدقة عيني.
الله الذي قهر الموت وغلبه وقام ظافرا منصورا في اليوم الثالث بسلطان لاهوته لا يعسر عليه أمر ولا يستحيل عليه شيء.. يطيل أناته علي الأشرار والظالمين لعلهم يتوبون وإلي معرفة الحق يقبلون لكن لو إستهانوا بطول أناة ولطفه وإمهاله سوف يعلن غضبه من السماء علي جميع فجور الناس وإثمهم, الذين يحجزون الحق بالإثم, وهو وحده المالك والملك الدائم إلي الأبد وكل ملوك الأرض إلي زوال مثل عشب الحقل الذي يزهر حينا ثم ييبس وعن هؤلاء الأشرار المكابرين قال داود النبي لتصر مائدتهم فخا وقنصا وعثرة ومجازاة لهم لتظلم أعينهم كي لا يبصروا ولتحن ظهورهم في كل حين (روميه 11: 9).
أننا نفرح بقيامة السيد المسيح له المجد من بين الأموات وهذا تطمينا لنا أن بعد الصليب والآلام المبرحة, أمجاد وقيامة مفرحة, لذلك نستهين بالألم ونستعذبه لأن آلام هذا الزمان الحاضر لا تقاس بالمجد العتيد أن يستعلن فينا وأن خفة ضيقتنا الوقتيه تنشيء لنا أكثر فأكثر ثقل مجد أبدي.