ارقد بسلام يا أبي
ارقد بسلام يا أبي
ارقد يا أبي القمص لوقا قسطنطين بسلام ، فلقد اكملت السعي وحفظت الإيمان ووضع لك اكليل البر ايها التلميذ النجيب للقديس ميخائيلابراهيم ، الذي تعلمت علي يديه الخدمة ومحبة الجميع.
ارقد بسلام يا شيخ الأباء فلقد كنت الأكبر سنًا ولكنك كنت تحمل قلب طفلًا صغيرًا ينبض حبًا وعطاءً وحنانًا لكل أولادك .
ارقد بسلام ، فلقد علمتني معني الحب الأبوي الحقيقي ، ما في لحظة قرعت بابك إلا وكنت تقابلني بكل الحب والبشاشة والابتسامة الحانية، فمهما كانت أحزاني و أوجاعي، كنت أري وجهك الحنون الذي يمنحني جرعة سلام وإيمان حتى لو لم أتفوه لك بشيء، لكن كان يكفينيالنظر إليك لأشعر بالأمان والطمأنينة .
أرقد بسلام وأمان فقد كنت أمينًا في وزنتك واعطيت كل حياتك وكل عمرك للكنيسة التي بدأت فيها خدمتك وانت في ريعان شبابك فقد كانتبيتك الأول مكثت بها قرابة ٤٣ عاما كان المذبح ملاذك، تقيم قداس يومي دون تغيب ولا حتي يوم واحد ، وكانت اجمل الايام واعمقهاروحانية تلك القداسات التي كنت تقيمها في كنيسة ابونا ميخائيل ابراهيم في الركن القبلي من فناء الكنيسة وكانت صغيرة جدا تسعلبضعة أفراد وهم أصحاب الحظوة في حضور صلاة القداس مع ابونا لوقا وكأنك انتقلت بهم إلي السماء ، كنت ترفع صوتك بدون استخدام”ميكرفون” وانت تصلي القداس الغريغوري .
لازال صوتك في أذني وبنفس القوة، تبكي في كل كلمة وكل صلاة في القداس ، وحتى أسبوع الآلام والجمعة العظيمة و أمانة اللص وقطع الساعة الثالثة والسادسة والتاسعة من هذا اليوم المقدس الي ان نصل لأفراح القيامة و تمثيلية القيامة التي كنت تصليها من قلبك وكأنك تعلنبصوتك الجهوري قيامة المسيح وتزف صليبه طوال فترة خماسين الفرح .
ذكريات كثيرة يا ابي ودروس معاشة علمتها لكل اولادك في الخدمة والبذل والصلوات وفي محبتك لأولادك وانشغالك بهم وسؤالك عليهمومشاركتهم كل مناسباتهم الفرح والحزن .
نياحًا لروحك الطاهرة يا أبي وهنيئا لك بالفردوس مع القديسين فقد ارتحت من اتعاب الجسد وآلام المرض الذي تضاعف في الايام الاخيرةوكأنه يحاول ان يبعدك عن خدمتك ولكنك جاهدت حقًا للنفس الأخير … والآن ليرقد جسدك بسلام إلي ان نلقاك .
