الكرة في ملعب الرواية.. مدرب يتنكر في زي امرأة هربا من الجمهور الغاضب


أغرب الحكايات والقصص

من أغرب الحكايات والقصص التي حدثت في كأس العالم لكرة القدم منذ بداية البطولة وحتى الآن والتي صاغها الأرجنتيني لوثيانو ويرنيكي في قالب سهل ومشوق، نقرأ منها: البطل ذو الذراع الواحد الذي استطاع أن يتفوق على كل خصومه، كيف أثر قرار خاطئ للحكم المصري جمال الغندور على مبيعات الأجهزة الإلكترونية في إسبانيا؟ قصة معركة «نهر لا بلاتا» التي حدثت بين الجماهير في مونديال 1930، من هو اللاعب الذي أخفاه ديكتاتور بعد أن ثبت تعاطيه المنشطات؟ لماذا يرتدي المنتخب الهولندي البرتقالي؟ لماذا إيطاليا الأزرق؟ ولماذا يرتدي البرازيليون الأصفر؟


وعن القصة وراء هذا الكتاب قال برنيكي لرويترز: «أعتبر نفسي كاتبا محظوظا للغاية. لم تكن لدي خبرة في الكتابة الرياضية، فقد عملت بالصحافة السياسية والاقتصادية طيلة 22 عاما. وفي 2008 اقترح أحد أصدقائي من الصحفيين أن أعد كتابا عن كأس العالم في جنوب أفريقيا، ومن هنا بدأت الفكرة بمحض الصدفة».

ويتضمن الكتاب 400 قصة مختصرة، بعضها فاق الخيال في رياضة لن يتوقف الجدل فيها رغم التطور والتكنولوجيا وحكم الفيديو.

وأضاف ويرنيكي: «استغرق تجميع المعلومات عاما ونصف العام، وسافرت إلى روما ومونتفيديو لزيارة مكتبات والبحث عن مصادر؛ لأن تغطية النسخ الأولى من كأس العالم كانت شبه معدومة، وكانت هناك أزمة اقتصادية، لذا شغلت الرياضة القليل من صفحات الجرائد وكنت بحاجة إلى مصادر جيدة ومتنوعة».

«كان هدفي صياغة القصة الرياضية بشكل أدبي جذاب وربما يرسم الابتسامة على وجه القارئ. هو كتاب رياضي في الأساس لكنه يمزج الثقافة بالسياسة وتعكس القصص واقع كرة القدم، وهي لعبة يمر فيها اللاعب بمواقف غريبة مثل أي شخص عادي».

وعن أبرز القصص التي أعجبته من الكتاب قال: «إحدى القصص تحكي عن لاعب أرجنتيني لكنه مثَّل أوروغواي في كأس العالم 1954، يدعى خوان أوبرغ، ففي مباراة قبل النهائي كانت أوروغواي متأخرة 2/0 أمام المجر، ونجح أوبرغ في تسجيل هدفين ليدرك التعادل.

وبحسب الرواية، أُصيب أوبرغ بنوبة قلبية بسبب الإفراط في الحماس والاحتفال، وقيل إنه مات إكلينيكيا في الملعب ولم يكن مسموحا آنذاك بتبديل اللاعبين.. وبعد إفاقته عبر التنفس الصناعي وتدليك القلب عاد ليستأنف اللعب، ووصف أنه (الميت الذي سجل هدفا في كأس العالم).

في النهاية، خسرت أوروغواي 3/2 وكانت هذه أول هزيمة لها في كأس العالم، بعدما أحرزت اللقب مرتين.

ومن أكثر القصص طرافة تلك التي تتحدث عن مدرب للبرازيل في إحدى نسخ كأس العالم، الذي اضطر للتنكر في زي امرأة؛ هربا من الجمهور الغاضب».

أضواء وبؤس لعبة كرة القدم

كتب إدواردو جاليانو «أضواء وبؤس لعبة كرة القدم»، وجمع فيها معا حكام الأرجنتين الديكتاتوريين، ودييجو أرماندو مارادونا، وعالمة ألمانية. وبمناسبة الحديث عن مارادونا الذي يعد من أفضل لاعبي كرة القدم في القرن العشرين، كان هو أفضل من كتب أدبا ينتمي إلى هذا العالم، على شكل سيرة ذاتية تحدث فيها بجرأة وصراحة وشجاعة، وجاءت تحت عنوان «أنا الدييجو». ولكن كتاب أرماندو يدخل ضمن مكتبة ضخمة، لما يسمى بالأدب الرياضي، نجد فيها أسماء كبيرة من نجوم اللعبة، ولكنها لم تخضع بعد للدراسة التي تبرز قيمتها الأدبية، بغض النظر عن قيمتها الرياضية والتجارية، حيث في الغالب ما تكون من الكتب الرائجة.

كرة القدم ليست في حاجة إلى كتاب فشعبيتها تكفي

من أفضل ما كتب عن عالم كرة القدم الحقيقي هو ما وضعه الكاتب الإسباني خافيير مارياس، ورواية «أشرار وعاطفيون» هي إحدى أجمل الروايات عن كرة القدم، ويتحدث فيها الكاتب عن تخفيه بزي مشجع عاشق لفريق ريال مدريد ليسجل أهم المشاعر التي يعيشها أنصار الكرة. لذلك كتب على غلاف الرواية «المباريات تسمح لنا باستعادة أسبوعية لطفولتنا».

يعتقد مارياس (يشجع فريق ريال مدريد) أن لاعبي كرة القدم أشخاص يثيرون الرثاء، ولا يمكنهم أبدا أن ينجزوا المتوقع منهم وهم في ذروة مشوارهم الرياضي. ويضيف: «الأكيد أن كرة القدم ليست في حاجة إلى كتاب لأن شعبيتها تكفي، وإذا لم يكتب عنها أحد فربما ستظل تحظى بشعبيتها الضخمة».

خافيير مارياس هو كاتب وروائي ومترجم، ولد في 20 سبتمبر عام 1951 في مدريد بإسبانيا، وقام بتأليف 30 رواية، وثلاث مجموعات قصصية، و19 مقالة متنوعة، وتمت ترجمة رواياته إلى 43 لغة في حوالي 52 دولة، وقد سجلت رواياته مبيعات بأكثر من 7 ملايين نسخة حول أنحاء العالم.

وعندما بلغ من العمر 17 عاما أصدر أول رواية له بعنوان «ممتلكات الذئب»، والتي صدرت عام 1971 بعدما هرب إلى فرنسا، وفي عام 1937 نشر ثاني رواية له بعنوان «رحلة على طول الأفق»، وكانت قصة مغامرة حول رحلة استكشافية إلى القارة القطبية الجنوبية.

قوة كرة القدم كظاهرة اجتماعية

أما الروائي الإيطالي أمبرتو إيكو فيقول في إحدى مقالاته عن الرياضة: «رغم أن المسألة سخيفة، فأنت ستشاهد وتقدر فورا قوة كرة القدم كظاهرة اجتماعية، وذلك بأن تنظر حولك في الملعب فحسب، بل وفي حياتك اليومية، لكن كم من مناقشة تستطيع أن تسمع في يوم واحد حول مباراة في كرة القدم؟ وكم من الملصقات والشعارات لفرق كرة القدم تستطيع أن ترى؟ وكم برنامجا رياضيا تلفزيونيا تستطيع أن تراقب لتؤسس علاقة طبيعية مع كرة القدم؟ وكم صفحة في جريدة أو مجلة تستطيع أن تقرأ فيها ما يخص كرة القدم يوميا؟ وكم من هذه وتلك ستسعدك وكم منها ستزعجك؟».

لا ينتقد إيكو كرة القدم من حيث كونها فاعلية بدنية صحية، بل ينصب هجومه على المبالغة في تقدير أهميتها ومكانتها في المشهد الثقافي الحالي. ينتقد إيكو، مثلا، ميل اللعبة إلى محاكاة المجتمعات السياسية المزيفة خصوصا، فالمجلات والصحف تكرس عددا لا بأس به من صفحاتها للتعليق على نتائج المباريات ونشر المقابلات مع المدربين واللاعبين، ويتواصل الحديث في البرامج الإعلامية التي تدعو المشاهدين إلى التعليق على أدق التفاصيل، مثل مزايا هذا المدرب وبراعة ذلك الحكم وسلوك ذلك اللاعب، إلى آخره. هكذا، أمسى الكل مشغولا بالحديث عن كرة القدم، ولا عجب في أن تجد الناس منهمكين في إبداء الرأي بالبطولات المحلية والدولية في المنازل ومحال العمل وفي الباصات، مع ما يعنيه ذلك من تبني بعض المواقف والإصرار عليها والمحاججة لصالحها، وربما التعنت في عملية محاكاة تبدأ ولا تنتهي للسجالات السياسية.

كتب إيكو سلسلة من المقالات عن كرة القدم في ثمانينيات القرن العشرين وتسعينياته اللذين يعدان الفترة الأسوأ في تاريخ كرة القدم الأوروبية، إذ شهدت آنذاك ساحات الملاعب تدهورا غير مسبوق في فنون اللعب ومستوياته. بل طرح إيكو أسئلة عدة أراد أن يدل عبرها على قوة لعبة كرة القدم وتأثيرها في الناس كما يقول النقاد. هؤلاء الذين يعشقون اللعبة قد يعبِّرون عن إعجابهم سرا أو بهدوء، لكن المشكلة في الذين يعبرون عن إعجابهم علنا، بالصياح والصراخ تارة، وبالقفز أو الرقص طورا، أو بممارسات أخرى قد تصل إلى حد الضرب وإحراق السيارات وتحطيم زجاج المحال، والقتل أحيانا.

ولعل البعض لا يزال يتذكر سخرية أطلقها إيكو قبل رحيله من مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أنه في حوار يعود لعام 1993 مع مجلة «لونوفيل أوبسرفاتور» الفرنسية يبرز مخاوفه من الإنترنت، الذي يبدو مخيبا وواعدا في الوقت نفسه، «فهو وسيط واسع وغشاش وفضيحة ذاكرة من دون غربلة، حيث لم نعد نميز بين الخطأ والحقيقة، لذلك قادنا إلى تراجع ثقافي».

ويدافع إيكو عن اتساع مساحة القراء في العالم رغم انتشار الوسائط التكنولوجية، ويقول: «القراء صاروا أكثر والمكتبات الجديدة لم تعد كما في الماضي أبنية مقفلة»، لكنه يرى أن الكتاب الورقي أكثر استقلالا من الكتاب الإلكتروني على الأقل من ناحية الكهرباء، ومن ثم فالورقي قادر على الصمود و«ما من شيء سيلغي حبنا له».

وبالقياس على هذا يقول: «لقد غيرت الصورة الفوتوغرافية وحي الرسامين لكنها لم تقتل الرسم».
تاريخ الخبر: 2022-05-01 03:25:36
المصدر: صحيفة اليوم - السعودية
التصنيف: مجتمع
مستوى الصحة: 38%
الأهمية: 40%

آخر الأخبار حول العالم

توقعات أحوال الطقس اليوم السبت

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-04-27 12:25:40
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 51%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية