دعا أعضاء بارزون في البرلمان البريطاني إلى إصلاحات جذرية في النظام البرلماني، وسط مخاوف من وقوع انتهاكات جنسية وسلوك غير مقبول لبعض السياسيين.

وقال رئيس مجلس العموم، ليندزاي هويل، إن هناك حاجة لاتخاذ خطوات ملحة ومراجعة أسلوب العمل.

ودعت الرئيسة السابقة للمجلس، ديم أندريا ليدسوم، بأن يكون هناك قسم للموارد البشرية خاص بالمجلس.

وجاءت دعوات التغيير بينما يواجه عدد من أعضاء مجلس العموم اتهامات بالتنمر والسلوك الجنسي غير اللائق.

وقال وزير الشؤون التجارية كوارسي كوارتينغ، لبي بي سي إنه لا يعتقد أن مجلس العموم مكان عمل خطير للنساء بشكل عام، ولكنه أضاف بأن هناك بعض "التفاحات الفاسدة" التي ينبغي أن تواجهه عواقب سلوكها.

ووضع سلوك السياسيين تحت المجهر مؤخرا بعد عدة شكاوي وادعاءات بسوء السلوك.

وقد قدم النائب عن حزب المحافظين، نيل باريش، استقالته السبت بعد اعترافه بمشاهدة مواد إباحية مرتين في المجلس.

وقال لبي بي سي إن ذلك حصل في "لحظة جنون" وإن ما فعله خطأ جسيم.

وسوف تؤدي استقالة باريش إلى انتخابات في منطقة تيفرتون التي يمثلها، وفي هونيتون إن ديفون، وهي منطقة مضمونة للمحافظين.

وقالت النائبة عن حزب المحافظين ديم أندريا، التي تزعمت برنامج الشكاوى المستقل عام 2018، والذي نظر في قضية باريش، لصحيفة صنداي تايمز إنها تعتقد أن البرنامج ليس مؤهلا للقيام بالمهمة.

وأوضحت أن السبب هو عدم قدرته على تأمين عدد كاف من المحققين، مما أدى إلى استغراق النظر في القضايا فترة طويلة جدا.

ماذا يقول الناس في الدائرة الانتخابية لنيل باريش؟

إيوان ميوري

بي بي سي ديفون

هناك إحساس بالارتياح في تيفرتون وهونيتون بسبب استقالة باريش، وحتى أن بعض المؤيدين المخلصين يقولون إن وضعه لم يعد يحتمل، ويعتقد الكثيرون أنه جلب العار لدائرته الانتخابية.

لكن بعض الناخبين يشعرون بالأسف لرحيله، "بعد مسيرته السياسية الرائعة". وقال لي أحد الأشخاص إنه كتب رسالة للنائب يشكره على عقد من الخدمة .

لكن الجميع يجمعون على أن سلوكه لم يكن مقبولا.

ومع اقتراب الانتخابات أظن، وبناء على محادثاتي، أن القليلين من أعضاء حزب المحافظين سيقلعون عن تأييده، لكن البعض قالوا إنهم يبحثون عن بدائل بسبب عدم رضاهم عن أداء الحكومة .

في هذه الأثناء تساءل سير ليندزاي إن كان النواب ينبغي أن يكونوا المستخدمين المباشرين لطاقمهم أم أن يحصلوا عل خدمتهم عبر جهة خارجية، مع حق اختيار النائب لطاقمه.

وقال إن التحضيرات تجري من أجل عقد مؤتمر لرئيس البرلمان للتحقيق في جميع القضايا المعنية، يشمل جميع الأحزاب.

وأضاف "آخذ الادعاءات بالتنمر والسلوك الجنسي الشائن على محمل الجد".

لكن النائب عن حزب العمال، كريس برايانت، الذي يرأس لجنة مجلس العموم للسلوك، قال إن تصور سير ليندزاي لن يعالج أيا من المشاكل التي برزت خلال الأسبوع الجاري.

وقال لراديو 4 في بي بي سي إن ثقافة " التملص من العقاب" هي المشكلة الحقيقية في البرلمان.

وقال برايانت إن أحد النواب الذي أساء إليه قبل 15 أو 18 عاما ما زال في البرلمان . وأضاف "تعاملت مع القضية في حينه، ولا أرى ضرورة لمتابعة الموضوع الآن".

"آمن ومحترم"

وقال زعيم حزب العمال السير كير ستارنرلمحظة سكاي نيوز التلفزيونية إن حزبه مستعد للمشاركة في مؤتمر رئيس البرلمان، واضاف "هناك إشكالية ثقافية يجب التعامل معها. يجب أن يكون هناك تغيير في ثقافة المكان، من القمة نزولا".

وصرح السير إيد ديفي زعيم حزب الليبراليين الديمقارطيين لبي بي سي بأن على البرلمان بكامله أن يكافح هذا الانحراف الجنسي وكراهية النساء.

وأضاف "علينا أن نجعل النساء والفتيات يشعرن بالأمان إذا رغبن بالانخراط في السياسة".

وردا على سؤال ما إذا كان مجلس العموم مكانا آمنا لعمل النساء قال كارتينغ لبرنامج صباح الأحد " أظن ذلك. يجب التمييز بين التفاحات الفاسدة والبيئة العامة. هذا يشبه الوضع حين نقول إن هناك عنصرية في البلد، وهذا يعني أن البد بأكمله عنصري. لكن هذا ليس الحال. هناك من تصرفوا بشكل غير لائق ويجب محاسبتهم".

وقد ظهرت أكثر من قضية تنمر وسلوك جنسي مشين مؤخرا ، وجرى تداول ادعاءات على نطاق واسع عن 56 نائبا متهمين بسلوك جنسي غير لائق ، وأحيلوا إلى لجنة خاصة.

لكن لجنة التحقيق تحذر من التكهنات، وقالت إن البيانات الداخلية تظهر أن هناك توجها مشابها لما حدث عامي 2020 و 2021، حيث جرى التعامل مع 15 حالة تنمر وملاحقات جنسية تطال نوابا .

وكان النائب عن حزب المحافظين ديفي ووربيرتون قد جمد من الحزب بينما يجري التحقيق بادعاءات بارتكابه انتهاكات جنسية.

وقالت وزيرة الدولة آن ماري تريفيليان إن شخصا ما ثبتها على الحائط في إحدى المرات وتحسس جسدها في أكثر من مناسبة.

وسوف يجمد وزير الدولة السابق من حزب العمال ليام بيرن لمدة يومين من مجلس العموم بسبب التنمر على موظف سابق.

وقدم النائب عمران أحمد خان عن حزب المحافظين استقالته بعد إدانته بارتكاب انتهاك جنسي ضد فتى في الخامسة عشرة.