قال الدكتور يسري الشرقاوي، رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة والخبير الاقتصادي، إن الحالة التي يمر بها العالم من اللا يقين والتغييرات المتلاحقة والسريعة غيّرت الموازين والمفاهيم الأساسية للتحوط في زمن الكوارث والأزمات الاقتصادية، بل ولم يعد هناك ثوابت في التحليل أو قدرة متسعة على التحديد، لكن نرى أنه للاحتفاظ الآمن فقط وليس لزيادة الأرباح ربما يكون في هذه المرحلة الاستثمار في الذهب أفضل، شريطة أن يكون هناك خبرات في آليات التعامل وفي حجم وشرائح الاستثمار وكيفية وخطط التسهيل المقبلة.

وأضاف الشرقاوي لـ"الدستور"، أنه من الثابت أن تكلفة الاستثمار في الذهب تأكل جزء كبير من الأرباح العائدة على الاستثمار، وكذا المدة الزمنية، فالاستثمار في الذهب من الاستثمارات طويلة الأجل.

وأكد أن التحوط بالاحتفاظ في الدولار في هذه الأزمة قد يكون مخاطرة شديدة للغاية وغير محسوبة على الإطلاق، لا سيما أن هناك نظام دولي جديد في حالة الإنتاج وتحت وطأة الصراع بين قوى اقتصادية في العالم تعمل على التوصل لحلول جذرية لدعم قوة عملاتها المحلية أمام الدولار ومحاولة التخلص عملياً من الربط الدولاري العالمي، الأمر الذي ربما يحمل معه علامات كثيرة من الحرص  للراغبين في اختيار الدولار ملاذا آمنا، فالمعادلة الآن تختلف كثيراً.

في السياق، قال الخبير الاقتصادي عبد النبي عبد المطلب، إن الذهب سوف يظل الملاذ الأكثر أمنا للاستثمار خلال الفترة المقبلة.

وأضاف عبد المطلب لـ"الدستور"، أأن الدولار بالتأكيد سيحقق مكاسب خلال الفترة القادمة، ومكاسب كبيرة جدا أيضا.

وأوضح الخبير الاقتصادي أنه قد تكون هناك إجراءات تجعل تسييله عند الحاجة فى منتهى الصعوبة، خاصة لو كان بعيدا عن الجهاز المصرفي، فقد ترفض شركات الصرافة تسييل الدولار في أوقات تتوقع تراجع قيمته، وقد ترفض البنوك نفسها تغييره لمن لا يملك حساب مصرفي بالدولار.

نافع: الذهب الأكثر أمنا في الأوضاع الاقتصادية الحالية 

ومن جهته، قال مدحت نافع، الخبير الاقتصادي، إن الذهب في هذه الحالة عادة ما يكون أكثر استقراراً من سائر الأدوات التي تخزن فيها القيمة خاصة على مستوى الأفراد والمؤسسات وليس الدول التي تضع حدوداً لنسبة الذهب في محفظة احتياطياتها.

وعلق المحلل الاقتصادي سمير رؤوف، بشأن الدولار الأمريكي أم الذهب الأكثر آمنا للاستثمار قائلا: “إن تمسك روسيا بالتعامل بالروبيل الروسي في المعاملات المالية لبيع النفط والغاز الروسي لأوربا، كسر الحصار الاقتصادي عليها من قبل الولايات المتحدة، وأثبت الاقتصاد العالمي أن روسيا تمتلك من الثروات الطبيعية ما يؤهلها للحفاظ على اقتصادها من هذه التقلبات الاقتصادية والضغوطات، كونها تمتلك حجم احتياطي دولية بلغت حتى أبريل الماضي 609.4 مليار دولا، منها قرابة 140 مليار دولار احتياطي ذهب".

واستطرد، أن البنك المركزي المصري قد يلجأ إلى رفع الفائدة مرة أخرى لامتصاص أثر صدمة التضخم التي تحدث في الاقتصاد الكلي، وهنا يدخل الاقتصاد في دائرة الذهب أم الدولار". 

وأضاف رؤوف، أن الاقتصاد العالمي  يتعامل على أن الدولار مرجع للعملات وهو العملة الأكثر انتشار عبر العالم بعد 1970 وفك الارتباط بين الذهب والدولار الأمريكي، موضحاً أنه مع تصرف الضغط الروسي الصيني لفك الارتباط العالمي بالدولار ومن قبلها العقوبات الإيرانية يعود العالم إلى ربط العملة المحلية بالذهب، وهنا يكون الأفضل الاستثمارات في الذهب والأسهم بالبورصة كمخزن للقيمة.