اقتحم مئات المستوطنين الإسرائيليين الخميس المسجد الأقصى بمدينة القدس الشرقية، بحراسة مشددة من الشرطة، ما دفع السلطة الفلسطينية إلى التنديد بهذه الخطوة، فيما أعرب الاتحاد الأوروبي عن قلقه إزاء ذلك.

وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، إن 792 مستوطناً، اقتحموا المسجد الأقصى بواقع 599 مستوطناً في الفترة الصباحية و193 مستوطناً في الفترة المسائية.

وتخلل الاقتحامات، اعتداءات من الشرطة الإسرائيلية على فلسطينيين، احتجّوا على الاقتحامات.

وذكرت "الأوقاف" الإسلامية، في تصريح سابق، أن الشرطة الإسرائيلية "اعتقلت نحو 50 فلسطينياً، من ساحات المسجد".

في حين، قال الهلال الأحمر الفلسطيني: "قدمت طواقمنا الإسعاف الأولي لإصابتين من المسجد الأقصى، نتيجة الضرب، ونُقلا إلى مستشفى المقاصد لتلقي العلاج".

ومع انتهاء الاقتحامات، بدأت قوات الشرطة الإسرائيلية، الانسحاب من ساحات المسجد.

وكان من بين المقتحمين يوم توف كالفون، عضو الكنيست من حزب "يمينا" الذي يتزعمه رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينيت، والعضو السابق بالكنيست من حزب "الليكود" اليميني يهودا غليك.

وحاول مستوطنون إسرائيليون مرتين، رفع العلم الإسرائيلي خلال الاقتحام، فيما ردد العشرات منهم النشيد الوطني الإسرائيلي.

وقال شهود عيان، إن عناصر الشرطة الإسرائيلية اعتدوا بالضرب على مصلين خلال اقتحام المسجد وأطلقوا الرصاص المطاطي، وقنابل الغاز المسيل للدموع على مصلين في المصلى القبلي حيث كان عشرات المصلين.

من جهتها، قالت الشرطة الإسرائيلية، إن العشرات من الأشخاص، أطلقوا "نداءات تحريضية"، وألقوا الحجارة على الشرطة الإسرائيلية.

وأضافت: "أُصيب شرطي بجروح طفيفة"، في الأحداث.

وتابعت الشرطة الإسرائيلية: "لا تغيير في النظم المتبعة منذ سنوات عديدة في الحرم القدسي الشريف في سياق الصلاة أو زيارات الإسرائيليين والسياح إلى المكان".

وخلال الاقتحام، أدى فلسطينيون صلاة الضُحى قُبالة المصلى القبلي المسقوف، وهو المسار الذي يمر المستوطنون الإسرائيليون من خلاله للوصول إلى الناحية الشرقية من المسجد، أثناء اقتحاماتهم.

واضطرت الشرطة الإسرائيلية إلى تغيير مسار اقتحامات المستوطنين، مسافة تصل إلى عشرات الأمتار، بسبب إقامة الصلاة.

وتواصلت الصلاة دون انقطاع، طوال فترة الاقتحامات الإسرائيلية للمسجد الأقصى التي استمرت أكثر من 3 ساعات ونصف الساعة.

وهذه المرة الأولى التي يلجأ فيها الفلسطينيون، إلى أداء صلاة الضحى، للاحتجاج على الاقتحامات الإسرائيلية.

تنديد بالاقتحامات

وفي ردود الفعل الفلسطينية، نددت وزارة الخارجية الفلسطينية الخميس، بعودة الاقتحامات الإسرائيلية للمسجد الأقصى.

وقالت في بيان، إن قرار رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينيت، العودة للاقتحامات "يُعبر عن ازدرائه" لدعوات التهدئة.

وأضافت: "إعادة تكرار جريمة اقتحام المسجد الأقصى المبارك (...) تمثل تحدياً سافراً للمجتمع الدولي وللعالمين العربي والإسلامي".

وتابعت: "بينت تفاخر أنه من قرر السماح باستئناف اقتحامات المستوطنين لباحات المسجد الأقصى والصلاة فيها فوراً مع انتهاء موسم عيد الفطر، متجاهلاً ومتحدياً لجميع الدعوات والجهود التي أطلقت من قبل عديد المخلصين والمعنيين لتمديد فترة التهدئة لما بعد شهر رمضان والأعياد".

وقالت "الخارجية" إن قرار بينيت يمثل "تحديا للوضع التاريخي القانوني القائم، وفرض واقع جديد فيه تقاسم زماني للمسجد الأقصى وباحاته حتى الآن".

من جهته، أشاد رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس، إسماعيل هنية، بالفلسطينيين الذين تواجدوا داخل المسجد، وحاولوا التصدي للاقتحام الإسرائيلي.

وقال في تصريح صحفي صدر عنه الخميس إن الفلسطينيين يهدفون إلى "إفشال التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى".

وأضاف هنية، "شعبنا الفلسطيني قادر على ذلك، والمُرابَطة التي يحييها في الأقصى، وبإسناد المقاومة، تعبير عن التحدي والشجاعة".

وأكمل: "ما جرى في الأقصى اليوم، يؤكد أن المعركة ليست مرهونة بحدث، بل هي مفتوحة وممتدة زمانياً ومكانياً على أرض فلسطين، ولكل واقعة، أدواتها ووسائلها التي نستخدمها لصد العدوان وحماية الهوية".

ومن جهته، قال الاتحاد الأوروبي إنه "يتابع بقلق ما يجري منذ فترة في القدس الشرقية والمسجد الأقصى".

وقال الناطق باسم مكتب الاتحاد في فسلطين، شادي عثمان، لإذاعة صوت فلسطين (حكومية) إن "الاتحاد يتابع بقلق منذ فترة، وخاصة في الأيام الأخيرة، ما يجري داخل القدس الشرقية وفي المسجد الأقصى".

وأضاف: "يجب احترام الوضع القائم داخل القدس والأقصى".

وتابع: "الترتيبات قائمة منذ سنوات طويلة، يجب العودة إلى ما كانت عليه الأوضاع، واحترام الأدوار المتفق عليها لكل الأطراف داخل المسجد الأقصى".

TRT عربي - وكالات