أحبها الجمهور المصرى منذ ظهورها الأول فى فيلم «شورت وفانلة وكاب»، ومنذ ذلك الوقت ولدت النجمة نور اللبنانية كفنانة كبيرة لها جماهيرية واسعة، وقد فاجأت جمهورها هذا العام بأداء شخصية طبيبة نفسية خلال مسلسل «راجعين يا هوى» أمام النجم خالد النبوى، وحققت نجاحًا كبيرًا.

«الدستور» حاورت «نور»، وقالت إنها تشرفت بأن تشارك فى عمل من تأليف الكاتب الكبير الراحل أسامة أنور عكاشة، وأشادت بأداء الفنان خالد النبوى، ورأت أن نجاح العمل فاق كل التوقعات، وتمنت أن تعود للسينما قريبًا بعمل قوى.

■ بداية.. هل توقعت نجاح مسلسل «راجعين يا هوى» بهذا الشكل؟

- لا.. فقد حقق مسلسل «راجعين يا هوى» نجاحًا فاق التوقعات، وأنا سعيدة جدًا برد فعل الجمهور حول العمل.

كل فنان قد يتوقع درجة معينة من نجاح العمل الذى يشارك به، وحينما يزيد النجاح عن المتوقع تزيد السعادة، لأن ذلك يؤكد أن المشاهدين تفاعلوا مع العمل.

بذلنا مجهودًا كبيرًا فى هذا المسلسل، والجمهور لاحظ ذلك، ووصلتنى إشادات كثيرة بأدائى للشخصية التى كنت أجسدها، وحين يتفاعل الجمهور مع الشخصية فهذا يؤكد النجاح، حيث إن تقديم الشخصية كان صعبًا، فهى تعيش لحظات حزن وفرح وغضب، وأحمد الله على هذا النجاح الكبير.

■ كيف كانت تجربة تمثيل قصة كتبها الراحل الكبير أسامة أنور عكاشة؟

- وافقت على المشاركة فى العمل فور علمى بأن القصة ألفها الكاتب الرائع أسامة أنور عكاشة، فهذه خطوة مهمة فى مسيرتى الفنية، وسعدت بالمشاركة فى ماراثون الدراما الرمضانى السنوى بعمل مهم كهذا.

أسامة أنور عكاشة معروف بأصالة أعماله، التى تناقش قضايا تهم كل بيت مصرى، لأن قصصه مستوحاة من واقع المصريين، وأنا فخورة بالمشاركة فى عمل كهذا.

■ وكيف كان التعاون مع النجم خالد النبوى؟

- هذا هو أول تعاون بينى وبين الفنان الكبير خالد النبوى، وأرى أنه ممثل مميز وأنا محظوظة لأن أغلب مشاهدى معه.

«خالد» منضبط وموهوب ومحترف، ويتقمص الشخصيات بشكل مدهش، وجسد شخصية «بليغ أبوالهنا» بطريقة رائعة، جعلت الجمهور فى مصر والوطن العربى يتفاعل مع الشخصية.

■ وماذا عن كواليس العمل؟

- كانت مليئة بالمحبة والتعاون والحماس، كنا أسرة واحدة، وسعدت بالتعاون مع هذا الفريق الرائع، خاصة الفنانة الكبيرة أنوشكا والفنانة الكبيرة وفاء عامر والنجمة هنا شيحة.. لا أريد أن أنسى أحدًا.. الجميع كانوا رائعين.

كل مشارك فى هذا العمل كان على قدر المسئولية، أمام الكاميرا وخلفها، وهذا هو السبب الرئيسى فى تحقيق النجاح.

وأود أن أشيد بجميع الشباب المشاركين فى المسلسل، وأقول إننى سعدت جدًا بالتعاون معهم، ومنهم نور النبوى وسلمى أبوضيف.. الشباب بذلوا مجهودًا كبيرًا وكانت إطلالاتهم خفيفة ومميزة وأضافوا للعمل وأحبهم الجمهور.

■ يعتبر هذا المسلسل بطولة جماعية.. هل تفضلين هذا النوع من الدراما؟

- نعم، أحب البطولات الجماعية، وأحب السيناريوهات التى تهتم بكل الشخصيات، الكبيرة والصغيرة، ولا أحب أى مسلسل يهمش الشخصيات ويركز على شخصية واحدة.

السيناريو الجيد بالنسبة لى هو الذى يتيح الفرصة لجميع الشخصيات، وهذا دليل على التميز لأن جميع الحكايات تكون مترابطة.

الجمهور أحب المسلسل كله، بكل شخصياته، وأشادوا بالتمثيل والقصة والإخراج، وهذا يؤكد أن الجمهور يحب البطولات الجماعية.

■ كيف كان استعداداتك لتجسيد شخصية «الدكتورة ماجى»؟

- «الدكتورة ماجى» طبيبة نفسية، ورغم ذلك لا يتطرق السيناريو كثيرًا لتخصصها، لذا لم أضطر للدخول فى تفاصيل علمية كثيرة، أى أننى لم أكن مطالبة بالتعمق فى الطب النفسى، بل فى شخصية «ماجى» نفسها.

وأؤكد أن هذه الشخصية مختلفة تمامًا عن شخصية الطبيبة التى جسدتُها خلال مسلسل «ضل راجل»، فى العام الماضى، وأؤكد- أيضًا- حرصى على الاستعانة بمتخصصين حينما يتطلب الأمر ذلك.

فى مسلسل «ضل راجل» كنت أجسد شخصية طبيبة بشرية، أما فى مسلسل «راجعين يا هوى» أجسد شخصية طبيبة نفسية، والتخصصان مختلفان، والشخصيتان مختلفتان.

■ رأى البعض أن «ماجى» كانت مصابة باضطرابات نفسية رغم كونها طبيبة.. ما ردك؟

- لا يوجد تعارض، فالطبيب إنسان يمكن أن يصاب بأزمات حتى إن كان طبيبًا نفسيًا.. «ماجى» إنسانة لها أحاسيس، صحيح أنها تساعد الناس وتحل مشكلاتهم حينما تكون طبيبة، لكن عندما ينتهى العمل تعود فتاة تواجه تحديات الحياة، وتنتصر وتُهزم.

مرت «ماجى» بتجارب فاشلة سببت لها عقدة، فقد كانت متعلقة بشخصية «بليغ أبوالهنا» التى يجسدها خالد النبوى، وأرى أن مشكلتها الأساسية أنها اعتمدت فى حياتها على ما تعلمته فى الطب، ولم تعترف ببساطة بأنها إنسانة يمكن أن تخطئ وتصيب.. وهذا هو السبب الذى دفع بعض المشاهدين لطرح هذا التساؤل.

■ لماذا استمر التصوير حتى نهاية شهر رمضان؟

- حرصنا كفريق عمل على أن يأخذ كل مشهد حقه، وألا نتسرع لأننا لا نحب «الكروتة»، والتأخير لا يعنى حدوث أزمات، بل يعنى أننا اجتهدنا ليخرج العمل فى أفضل صورة. كان فريق العمل يحلم بأن يخرج المسلسل منضبطًا، والحمد لله حدث ذلك، وقدمنا للجمهور عملًا مشرفًا، وهذا يصب فى مصلحة الدراما.

■ هل توقعت إشادة الجمهور بأماكن التصوير؟

- نعم، فقد كان التصوير والديكورات فى أماكن أثرية مميزة، وهذا هو ما جعل الناس يشيدون بأماكن التصوير ويجعل العمل مختلفًا تمامًا عن كل المسلسلات التى طرحت فى نفس الموسم.

وأرى أن اختيار أماكن التصوير أمر مهم جدًا، يساهم فى نجاح العمل بلا شك، ويجعل الجمهور يتفاعل معه.

■ ما الأعمال التى حرصت على مشاهدتها خلال شهر رمضان؟

- على المستوى الشخصى، حرصت على مشاهدة ما يقدمه الزملاء، وقد شاهدت مسلسلات «الاختيار» و«العائدون» و«فاتن أمل حربى» والجزء السادس من مسلسل «الكبير أوى»، لكن لم أكمل مشاهدة المسلسلات بسبب ظروف التصوير، وسأحرص على ذلك خلال الفترة المقبلة.

■ ما مستجدات العمل الذى ستشاركين فيه مع النجم أمير كرارة وسيبث على إحدى المنصات الرقمية؟

- العمل متوقف حاليًا ولا أعلم تحديدًا متى سيجرى استكماله، لكننى أحب المشاركة فى أعمال تعرض على منصات رقمية، وأرى أن هذه المنصات أحيت سوق الدراما، وساهمت فى إظهار عدد كبير من النجوم.

■ وما أعمالك المستقبلية؟

- هذا موعد الراحة السنوية، بعدما انتهيت من «راجعين يا هوى»، ولم أتعاقد على أى عمل جديد حاليًا، وعقب انتهاء فترة الراحة سأبدأ فى قراءة السيناريوهات المعروضة علىّ، وأتمنى أن أعود للسينما بعمل مميز.