مركز الجسور يصدر تقرير عن تحالف “الأوكوس”


أصدر مركز جسور للدراسات الاستراتيجية، تقرير بعنوان “تحالف الأوكوس: ذراع أمريكا في تطويق الصين شرقًا”، من إعداد الباحثة إليان بطرس، ومراجعة هاني إبراهيم، رئيس المركز.

يأتي التقرير لإيضاح ماهية هذا التحالف وأهدافه، مع الإشارة إلى موقف الدول منه والسيناريوهات المتوقعة لمستقبل هذا التحالف، وذلك بعد اقتناء الصين صواريخ طويلة المدى ذات قدرات نووية والتي تمكنها من الوصول إلى المحيط الهادي وبالتالي تمثل تهديد للولايات المتحدة.

وأشارت الباحثة إلى أن الفترات الأخيرة قد شهدت تغيرات في توجهات الولايات المتحدة منذ حكم باراك أوباما، حيث اتخذت الولايات المتحدة خطوات للخلف في تمددها نحو الشرق الأوسط، واتجهت للسيطرة والتمدد نحو شرق آسيا لمحاصرة الصين، إذ يعد الهدف الصيني هو مفتاح التحركات الأمريكية في الحرب الروسية الأوكرانية أيضًا، فالغرض الأساسي من جر روسيا وأوروبا للحرب هو إضعافهم للتفرغ لمواجهة الصين، لذا الصراع ليس فقط إضعاف الجانب الروسي فحسب، بل هو إفشال وإضعاف لقدرات حلف الناتو وهو ما بدأت دول الاتحاد الأوروبي تدركه مؤخرًا، وأدركت أوروبا أنه تم سحبها نحو حرب غير مباشرة أدت إلى تدهور اقتصادي تعاني منه الآن، ولم تقف الولايات المتحدة معها ولم تساندها، بل تخلت عنها وتسببت في أزمات طاحنة، كل هذه عوامل فرعية تحقق الأغراض الأمريكية من الوصول للصين.

وجاء بالتقرير: “الأوكوس هو تحالف تم تسميته بهذا الاسم ليجمع الحرف الأول من أسماء الدول الأعضاء به AUKUS ويعد تحالف الأوكوس تحالفًا أمنيًا دفاعيًا استراتيجيًا ثلاثي يضم كل من الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وأستراليا، تم الإعلان عنه في 15 سبتمبر 2021، ويعمل في منطقة المحيطين الهندي والهادي لعدد من الأغراض المعلنة من بينها تعزيز التعاون في مجالي الدفاع السيبراني والذكاء الاصطناعي بين دول الأعضاء، ومواجهة تهديدات القرن الحادي والعشرين إلى جانب المحافظة على أمن واستقرار المحيطين الهندي والهادي وتعزيز تطوير القدرات المشتركة التكنولوجية.”

وبينما أيدت العديد من الدول التحالف؛ حيث أعلنت الفلبين ترحيبها بالاتفاقية وترى أنها تعيد التوازن في المنطقة، كما رحبت سنغافورة بوجود أستراليا في هذا التحالف وترى انه يهدف إلى تعزيز أمن المنطقة، ورحبت أيضًا تايوان لذلك التحالف وتري أنه تطورًا كبيرًا وايجابيًا لازدهار الديمقراطية والاستقرار في المنطقة، وهاجم المعارضين في كندا رئيس الوزراء الكندي بسبب استبعاد كندا من هذا التحالف، إلا أن جانب المعارضين كان أكبر؛ فقد أعلنت روسيا قلقها من هذا التحالف وتعتبره تحدى كبير لنظام منع الانتشار النووي، فيما أعلنت ماليزيا أن مشروع الغواصة النووية قد يزيد التوترات العسكرية في آسيا، و أعلنت اندونيسيا تخوفها من حيازة أستراليا لهذه الغواصات وأن هذا التصرف ينذر بسباق للتسلح ويهدد السلام والاستقرار بالمنطقة، وادانت كوريا الشمالية الصفقة المعلنة ووصفتها بالغير مرغوب فيها ولفتت إلى أنها ستخل بالتوازن الاستراتيجي في منطقة آسيا والمحيط الهادي.

وإلى جانب ذلك فقد أعلن الاتحاد الأوروبي أنه يرى أن أحد أعضاء الاتحاد (وهي فرنسا) تم التعامل معاها بشكل غير مقبول وندد بعدم وجود شفافية وولاء وثقة من قبل الولايات المتحدة، حيث تم إلغاء صفقة غواصات بقيمة 60 مليار دولار بين فرنسا واستراليا، بسبب تزويد الأوكوس صفقة غواصات لاستراليا، هذا وقد تضامنت البرتغال مع الموقف الفرنسي وصرحت بأنه لم يتم التعامل مع فرنسا باحترام في هذه الاتفاقية، وأعلنت ألمانيا أن ما يحدث هو جرس إنذار مؤكدة على ضرورة أن يتحدث الاتحاد الأوروبي بصوت واحد وان يعيد بناء نفسه ويواجه فقدان الثقة بين أعضائه.

وكانت فرنسا قد ألغت فرنسا الاحتفال التذكاري للتعاون الفرنسي الأمريكي في حرب الاستقلال الأمريكية، تأكيدا منها على رفضها لما حدث وما أسمته بالطعنة في الظهر، كما استدعت سفيرها في واشنطن وألغت بعض الاجتماعات التي كان مقرر عقدها بينها وبين بريطانيا. ولأن الولايات المتحدة تدرك جيدًا صعوبة تعامل فرنسا مع هذا الموقف بشكل حاد نظرًا لعلاقتهما الاقتصادية المشتركة ووجودهما في حلف شمال الأطلسي معًا تجاهلت الولايات المتحدة رد الفعل الفرنسي.

وفي خطوة تعبيرية عن الغضب أعلنت فرنسا عن نيتها تأجيل المفاوضات بشأن اتفاقية التجارة المستقلة للاتحاد الأوروبي مع أستراليا، بعد صفقة الغواصات التي سحبت الثقة من اتجاه دول الاتحاد الأوروبي.

ولفتت إليان إلى أن الولايات المتحدة أعلنت مؤخرًا عن قمة افتراضية باسم كواد بينها وبين أستراليا والهند واليابان لمواجهة التحديات العالمية من بينها جائحة كورونا والتغيرات المناخية، وكعادة انعقاد مثل هذه القمم يكون هناك بعض الاتفاقيات غير المعلنة بين قادة هذه الدول تفرز فيما بعد تحركات وخطوات معينة وهو ما يدعم وجود إتفاق مسبق للإعلان عن تحالف أوكوس الذي تم الأعداد له منذ سنوات لمواجهة التمدد الصيني بمشاركة الهند واليابان إلى جانب دول التحالف، موضحة انضمام الهند واليابان في هذا التحالف خطوة ضرورية لدعم الاستراتيجية الأمنية لتحالف الأوكوس.

وتوقعت إلياس بطرس في نهاية تقريرها؛ أن الخلاف مع فرنسا لن يكون سهل فقد يحتاج تحالف الأوكوس لفرنسا فيما بعد لتوطيد وتقوية التحالف من الخارج أو يتطلب الأمر الانضمام له، بالإضافة إلى حاجة الولايات المتحدة لفرنسا في الاتحاد الأوروبي لتضمن وجودهم حلفاء لها وهو ما يجعل الولايات المتحدة تبذل جهود لإرضاء الطرف الفرنسي وهو الحل الأنسب.

كما توقعت احتمالية سعي فرنسا مع الاتحاد الأوروبي لتقوية جيوشهم عسكريًا وتكنولوجيًا بشكل يضاهي القوة المشاركة في الأكوس، وانسحابها من حلف الناتو وإنشاء تحالفًا جديدًا مناهضة لواشنطن ولكن هذا السيناريو قد يخلق مجموعة من الخسائر لدى فرنسا خاصة وهي تتعاون مع الولايات المتحدة في عدد من القطاعات وليس بإمكانياتها معاداة الولايات المتحدة لذا قد يكون هذا السيناريو مستبعد في التوقيت الحالي.

وتوقعت أيضًا انضمام الاتحاد الأوروبي إلى روسيا والصين بشكل غير معلن لتحقيق تكامل ومصالح مشتركة بعد تراجع الولايات المتحدة عن دعم حلف الناتو وأوروبا.

تاريخ الخبر: 2022-05-05 21:21:21
المصدر: وطنى - مصر
التصنيف: غير مصنف
مستوى الصحة: 48%
الأهمية: 55%

آخر الأخبار حول العالم

جماعة البيضاء ترفع تسعيرة الترامواي من 8 إلى 9 دراهم

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-16 15:26:34
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 70%

جماعة البيضاء ترفع تسعيرة الترامواي من 8 إلى 9 دراهم

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-16 15:26:32
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 64%

إسبانيا لمواطنيها: "تندوف منطقة خطيرة وجب تجنبها"

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-16 15:26:29
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 50%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية