أفادت هيئة فلسطينية رسمية الخميس باستيلاء إسرائيل على 22 ألف دونم من الأراضي الفلسطينية شرقي الضفة الغربية المحتلة.

جاء ذلك في بيان لرئيس "هيئة مقاومة الجدار والاستيطان" التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية مؤيد شعبان.

وأدان شعبان "إعلان إسرائيل الاستيلاء على 22 ألف دونم (الدونم ألف متر مربع) من أراضي السواحرة الشرقية والنبي موسى جنوب مدينة أريحا (شرق)".

وأوضح أن الاستيلاء على هذه الأراضي جرى "تحت اسم محمية طبيعية".

وأكد أن كل "هذه المسميات ما هي إلا مسوغات استعمارية استيطانية هدفها الاستيلاء على أراضي المواطنين وفرض أمر واقع على الأرض بتغيير معالمها".

كما تأتي الإجراءات، حسب شعبان، ضمن سياسة "الإمعان بتقطيع الضفة الغربية وتحويلها إلى معازل وكانتونات غير متصلة".

وتابع شعبان بأن هذه السياسة ستؤدي إلى "منع إقامة الدولة الفلسطينية المتواصلة جغرافياً وذات السيادة".

وشدد على أن الهيئة "ستتصدى لكل هذه الممارسات الاستعمارية الاستيطانية الاحتلالية من خلال تعزيز المقاومة الشعبية والمتابعة القانونية الحثيثة ودعم صمود المواطنين".

ولم يصدر على الفور تعليق إسرائيلي رسمي حيال ما ذكرته الهيئة.

بدورها أدانت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية استيلاء إسرائيل على الأراضي، مشيرة إلى أن "جزءاً كبيراً من هذه الأراضي يقع ضمن وقفية الظاهر بيبرس التي أوقفها السلطان المملوكي الظاهر بيبرس على مقام النبي موسى عليه السلام في برية القدس بالمنطقة الواقعة بين مدينة القدس ومدينة أريحا".

واعتبرت الوزارة في بيان صحفي صدر عنها القرار الإسرائيلي "تعدياً واضحاً وسافراً على ملكيات الوقف الإسلامي في فلسطين".

وأكدت أنها "ستعمل بكل السبل القانونية والإعلامية لوضع حد لهذا الانتهاك".

ويتهم الفلسطينيون إسرائيل باستخدام المحميات الطبيعة احتياطاً استيطانياً لتوسيع المستوطنات والبؤر الاستيطانية وربطها ببعض.

وفي يناير/كانون الثاني 2020 صدّقت السلطات الإسرائيلية على إقامة 7 محميات طبيعية وتوسيع 12 محمية قائمة توجد في المناطق المصنفة "ج" بالضفة الغربية.

ووفق اتفاق أوسلو للتسوية بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل عام 1993 قسمت أراضي الضفة إلى 3 مناطق هي "أ" و"ب" و"ج".

وتخضع المنطقة "أ" للسيطرة الفلسطينية الكاملة و"ب" للسيطرة المدنية الفلسطينية والأمنية الإسرائيلية والمنطقة "ج" تحت السيطرة الإسرائيلية الكاملة وتبلغ مساحتها 60% من أراضي الضفة.

وتشير تقديرات إسرائيلية وفلسطينية إلى وجود نحو 650 ألف مستوطن يهودي في مستوطنات الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة، يسكنون في 164 مستوطنة و116 بؤرة استيطانية.

رفض وإدانة غربية

ومن جانبه رفض الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة الخميس القرار القضائي الإسرائيلي الذي يمهد لترحيل مئات الفلسطينيين من منطقة مسافر يطا جنوبي الضفة الغربية المحتلة.

وجاء ذلك في بيان صدر عن مكتب الاتحاد بالقدس ونشر عبر حسابه في تويتر، وبيان آخر أصدرته منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة لين هاستينغز.

وجاء البيانان الأوروبي والأممي تعليقاً على قرار قضائي إسرائيلي صدر الأربعاء يمهد لترحيل مئات الفلسطينيين قسرياً من منطقة مسافر يطا جنوبي الضفة الغربية، بحجة إعلانها "منطقة عسكرية مغلقة".

وقال الاتحاد الأوروبي في بيانه: "بموجب القانون الدولي يحظر النقل والترحيل الفردي والجماعي للأشخاص المحميين من الأراضي المحتلة بغض النظر عن الدوافع".

وأضاف: "يحاول الجيش الإسرائيلي طرد الفلسطينيين من مسافر يطا منذ 40 عاماً على الأقل بعد تصنيف 7400 فدان من الأراضي الزراعية الفلسطينية الواقعة بملكية خاصة، (منطقة إطلاق نار)".

وتابع الاتحاد: "أخبر سكان المنطقة مجلس اللاجئين النرويجي (مؤسسة دولية حقوقية تنشط بالضفة الغربية) مؤخراً بأن إعلان معظم المنطقة منطقة تدريب عسكرية مغلقة كان مجرد ذريعة إسرائيلية للاستيلاء على أراضيهم".

من جهتها علقت المنسقة الأممية لين هاستينغز على القرار الإسرائيلي بأنه "يمس أكثر من ألف فلسطيني بينهم 500 طفل في الضفة الغربية المحتلة ويسمح بإخلاء السكان".

وأضافت: "نظراً إلى استنفاد جميع سبل الانتصاف القانونية المحلية أصبح هذا المجتمع السكاني الآن غير محمي ومعرضاً لخطر النزوح الوشيك".

وتابع البيان: "أي عمليات إخلاء تؤدي إلى التهجير يمكن أن ترقى إلى مستوى النقل القسري، بما يتعارض مع قرارات مجلس الأمن الدولي والقانون الدولي".

وفي وقت سابق الخميس أفاد "المجلس النرويجي للاجئين" بأن المحكمة العليا الإسرائيلية رفضت الأربعاء كل الالتماسات ضد الترحيل القسري لنحو 1200 فلسطيني من مسافر يطّا الذي أعلنته إسرائيل منطقة عسكرية مغلقة".

ويواجه آلاف الفلسطينيين في جنوبي الضفة الغربية مخاطر التهجير من أراضيهم التي يقول الجيش الإسرائيلي إنه يستخدمها مناطق تدريبات.

واستناداً إلى مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) هدمت السلطات الإسرائيلية أو صادرت 217 مبنى فلسطينياً في "منطقة إطلاق النار" منذ 2011، مما أدى إلى تهجير 608 فلسطينيين.

وتُطلق السلطات الإسرائيلية على المنطقة في مسافر يطا اسم "منطقة إطلاق النار 918".

اعتداءات المستوطنين

رشق مستوطنون إسرائيليون مساء الخميس سيارات مواطنين فلسطينيين بالحجارة، في عدة مناطق بالضفة الغربية المحتلة.

ووفق شهود رشق مستوطنون سيارات فلسطينيين في عدة مناطق قرب مستوطنات "شيلو" و"معاليه ليفونه" و"عيليه" جنوبي نابلس شمالي الضفة الغربية.

كما رشقوا سيارات فلسطينيين أيضاً قرب مفرق "بيت عينون" شرق الخليل، وعلى الطريق الواصلة بين مدينة الخليل وبلدة إذنا غرب الخليل جنوبي الضفة الغربية.

وقال مسؤول ملف الاستيطان شمال الضفة (رسمية) غسان دغلس في بيان إن "مستوطنين رشقوا مركبات فلسطينيين بالحجارة قرب حاجز حوارة جنوبي نابلس الذي أغلقه الجيش الإسرائيلي".

وأضاف دغلس أن "الطريق الرئيسة الواصلة بين رام الله ونابلس تشهد اعتداءات من قبل المستوطنين وأن الجيش الإسرائيلي أغلق مداخل قرى الساوية وبوابة مادما وشارع تل جنوبي نابلس".

TRT عربي - وكالات