حدوتة كروية من بورسعيد “شاهينيو” الكرة المصرية


تشبها بنجوم كرة القدم البرازيلية، أطلق عليه الناقد الرياضي الكبير نجيب المستكاوي لقب “شاهينيو”، ومن داخل المدرجات يردد عشاقه كم أمتعتنا بقنابلك في عصر العظماء، و كم كان عظيما شاهينو، اسطورة بورسعيدية لن تتكرر ، حراس الاندية كانوا يرتعشون من التصدي لشوطاته القوية، كابتن المصري ومنتخب مصر الكابتن الدولى محمد شاهين .

في ذكراه السنوية الخامسة، تنشر بوابة وطني السيرة الذاتية لنجمنا الراحل محمد شاهين، أحد أبرز رموز النادي المصري على مدار تاريخه.

وُلد الراحل محمد خليل شاهين في بورسعيد في الثاني من مارس عام 1942، برع في ممارسة كرة القدم فانضم إلى صفوف نادي المريخ، التقطته العين الخبيرة لمسئولي المصري فتم ضمه إلى صفوف المصري موسم 1959/1958 بمقابل مالي ضخم بلغ نحو مائة جنيه، وهو رقم قياسي في ناشئ تجاوز الستة عشر عامًا بأشهر قليلة.

في تلك الفترة، كان المصري ينشط في دوري الدرجة الثانية، وكان يعاني كثيرًا من النقص الواضح في خط هجومه خاصًة بعد انتقال النجوم الكبار عبده سليم والايطالي بيبو ومن قبلهم السيد التابعي والسيد الضيظوي.

هنا اضطر مسئولو المصري للدفع بالوافد الجديد محمد شاهين في مركز المهاجم برفقة زملائه عوض الحارتي وعبد الرؤوف رزق وعزت المغربي وعبد الرازق الكبير ومصطفى الشناوي، فبزغ نجم محمد شاهين كثيرًا في الدرجة الأولى، وأسهمت المباريات العديدة التي خاضها شاهين في اكسابه المزيد من الخبرات.

ومن المباريات التي لا تُنسى لمحمد شاهين في دوري الدرجة الثانية، مباراة المصري أمام الإسماعيلي بملعب الإسماعيلي والتي جرت في الخامس والعشرين من مارس عام 1960 وهي المباراة التي انتهت بفوز المصري بسبعة أهداف مقابل خمسة كان نصيب محمد شاهين منهم هدفين، حيث استقبلت جماهير المصري فريقها عند محطة القطار للاحتفال معه باقتراب العودة للدوري الممتاز وهو ما تحقق بالفعل في الموسم ذاته.

ومع عودة المصري للدوري الممتاز مطلع موسم 1961/1960، تألق محمد شاهين صاحب الثمانية عشر عامًا أكثر وأكثر، فنجح في أن يحرز أول أهدافه في مسابقة الدوري العام في مرمى فريق القناة في المباراة التي أقيمت على ستاد المصري ببورسعيد في الرابع عشر من أكتوبر عام 1960 وهي المباراة التي انتهت بفوز المصري بهدفين لهدف، كما سجل محمد شاهين في ذاك الموسم هدفًا آخر في شباك فريق الأوليمبي في المباراة التي اقيمت في الثامن والعشرين من أكتوبر عام 1960 أيضًا وانتهت بفوز المصري برباعية نظيفة.

وفي الموسم التالي (1962/1961)، نجح محمد شاهين في تصدر قائمة هدافي المصري بالدوري محرزًا ثمانية أهداف وضعته في المركز الخامس في قائمة هدافي الدوري العام في ذاك الموسم الذي شكل فيه شاهين ثالوثًا خطيرًا مع زميليه السيد الضيظوي –العائد من الأهلي– ومحمد بدوي، حيث نجح الثلاثي في تسجيل 19 هدفًا من إجمالي 29 هدفًا سجلهم المصري بالدوري.

وواصل محمد شاهين تصدره لقائمة هدافي المصري بالدوري بموسم 1963/1962، حيث أحرز 16 هدفًا جاء بهم في المركز السادس لهدافي الدوري، وحقق محمد شاهين خلال ذاك الموسم انجازًا قلما يتكرر باحرازه لأربعة أهداف في مباراة واحدة “سوبر هاتريك” في المباراة التي جمعت المصري بضيفه فريق السويس والتي أقيمت على ستاد المصري في الثلاثين من نوفمبر عام 1962 وانتهت بفوز المصري بخماسية نظيفة.

تألق محمد شاهين بهذا الشكل، دفع مسئولو اتحاد الكرة لضمه لقائمة المنتخب المشارك في دورة الجانيفو بأندونيسيا في نوفمبر من العام 1963، وهي الدورة التي فاز بها منتخب مصر فاستحق التكريم من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر والذي منح كل لاعب من لاعبي المنتخب مبلغًا يُقدر بألف جنيه وهو مبلغ ضخم آنذاك.

واستمر محمد شاهين في تألقه بصفوف المصري فنجح في إحراز 12 هدفًا في موسم 1964/1963 ليجئ بالمركز الثاني بقائمة هدافي المصري خلف زميله محمد بدوي صاحب الـ 17 هدفًا، وشهد هذا الموسم كما أسلفنا تحقيق المصري للفوز الأكبر في تاريخ بطولة الدوري الممتاز بفوزه على بني سويف 0/11، وشهد هذا الموسم أهدافًا مؤثرة لمحمد شاهين ولعل أبرزها هدفه في مرمى الأهلي في المباراة التي أقيمت ببورسعيد في الرابع والعشرين من أبريل عام 1964 وانتهت بفوز المصري بثلاثية نظيفة.

وكان لاستمرار تألق محمد شاهين بهذا الشكل السبب في اختياره للانضمام بصحبة زميله محمد بدوي لقائمة منتخب مصر المشارك في دورة الألعاب الأوليمبية بطوكيو عام 1964، وخلال تلك البطولة، سطر محمد شاهين اسمه بحروف من نور في تاريخ كرة القدم المصرية بعدما سجل هدفًأ في شباك البرازيل وهو الهدف الذي منح المنتخب المصري نقطة التعادل التي كانت سببًا في تأهل المنتخب للدور التالي بصحبة منتخب تشيكوسلوفاكيا، هذا الهدف، كان سببًا في أن يُطلق الناقد الرياضي الكبير نجيب المستكاوي على محمد شاهين لقب “شاهينيو” تشبهًا بنجوم كرة القدم البرازيلية، ولم يكن هذا الهدف هو الوحيد لمحمد شاهين بدورة طوكيو، حيث نجح في احراز هدفًا آخر في شباك كوريا الجنوبية في المباراة التي انتهت بفوز المنتخب المصري بعشرة أهداف نظيفة، وليحقق المنتخب المصري في تلك البطولة المركز الرابع وهو أفضل انجاز في الدورات الأوليمبية للمنتخب المصري الذي سبق له تحقيق هذا المركز في دورة أمستردام الأوليمبية عام 1928.

وفي موسم 1965/1964، نجح محمد شاهين في تحقيق خمسة أهداف مع المصري، حيث سجل هدفين منهم في شباك الأهلي في المباراة التي أقيمت في الخامس عشر من يناير عام 1965 وانتهت بفوز المصري بهدفين نظيفين، بينما سجل الأهداف الثلاثة الأخرى في شباك السواحل والزمالك، بواقع هدفين في شباك الأول وهدف في شباك الأخير.

أما موسم 1966/1965، فقد سجل خلاله محمد شاهين 13 هدفًا، حقق بهم المركز الثالث في قائمة هدافي الدوري العام، وفي الموسم التالي (1967/1966)، سجل محمد شاهين سبعة أهداف وضعته في صدارة هدافي المصري والسادس في ترتيب هدافي الدوري.

حتى نهاية موسم 1967/1966، كان رصيد محمد شاهين من الأهداف مع المصري ببطولة الدوري العام كان يبلغ ثلاثة وستين هدفًا سجلهم صاحب الخمسة وعشرين عامًا آنذاك، أي أن هذا النجم كان يقترب وبشدة من دخول نادي أصحاب المائة هدف في بطولة الدوري لو سارت الأمور بصورتها الطبيعية.

ولأن الرياح تأتي بما لا تشتهي السفن، توقف النشاط الرياضي لسنوات عقب عدوان 1967، فتم استدعاء نجمنا الراحل محمد شاهين للخدمة بالقوات المسلحة كضابط احتياط، واستمر محمد شاهين في خدمته بالقوات المسلحة حتى عاد النشاط الكروي اعتبارًا من موسم 1972/1971، فلم يشأ شاهينيو أن يرى فريقه الأثير النادي المصري في احتياج إلى جهوده دون أن يشارك، فعاد إلى المشاركة في صفوف المصري رغم صعوبة انتظامه في التدريبات لظروف خدمته العسكرية، ونجح محمد شاهين في قيادة زملاءه للبقاء في الدوري الممتاز موسم 1973/1972، وهو الموسم الذي صنع فيه محمد شاهين هدفًا تاريخيًا لزميله الراحل مسعد نور في مباراة الزمالك والمصري والتي انتهت بالتعادل بهدفين لكل فريق وكان هدف مسعد نور هو هدف التعادل للمصري الذي جاء في الدقيقة الأخيرة من المباراة بعرضية ولا أروع من العظيم محمد شاهين والذي عاد ليسجل في مرمى الترسانة القوي في المباراة التي أقيمت باستاد الزقازيق في الخامس والعشرين من مارس عام 1973 وانتهت بفوز المصري بهدفين لهدف، وكان هذا الهدف هو مسك الختام لأهداف محمد شاهين في الدوري الممتاز والتي بلغت 64 هدفًا وضعته في المركز الثالث في قائمة الهدافين التاريخيين للمصري بالدوري العام.

مباريات لا تنسى :
في 3-1-1964، حقق المصري رقمًا قياسيًا خالدًا في تاريخ بطولة الدوري العام منذ انطلاقها موسم 1949/1948 وحتى الآن ، وذلك بالفوز على ضيفه بني سويف بنتيجة 0/11 في المباراة التي أقيمت على ستاد المصري ببورسعيد.
انتهى الشوط الأول للمباراة بتقدم المصري بسبعة أهداف للاشئ ، فيما نجح نجوم المصري في زيادة غلتهم من الأهداف إلى أحد عشر هدفًا مع نهاية المباراة التي حققت ايرادًا بلغ 250 جنيه رغم برودة الجو الشديدة.
سجل أهداف المصري : محمد بدوي “فتاكة” خمسة أهداف (سوبر هاتريك) ، محمد شاهين وعبد الرؤوف رزق ولكل منهما هدفين ، علي العطوي ومحمد عبد الرازق “الكتشي” ولكل منهما هدف.
مثل المصري في المباراة : السيد عبد اللاه لحراسة المرمى ، ابراهيم ياسين ، منير جرجس “الليوي” ، عبد الرازق “الكبير” ، محمد حسان “الزوز” لخط الظهر ، تيسير عباس ، محمد بدوي لخط الوسط ، علي العطوي ، عبد الرؤوف رزق ، محمد شاهين ، محمد عبد الرازق “الكتشي” لخط الهجوم، و قرر عماد الدين رشدي محافظ بورسعيد آنذاك صرف خمسة جنيهات كاملة لكل لاعب كمكافأة فوز عن تلك المباراة الخالدة.

وعقب اعتزاله اللعب، اتجه محمد شاهين إلى مجال التدريب وظهرت بصماته على فرق عديدة قام بتدريبها مثل فريق بورفؤاد الذي كاد أن يصعد به للممتاز عام 1987 لولا سوء الحظ، وكان محمد شاهين دائمًا هو المنقذ للمصري إذا ساءت الأمور، فكان هو مدرب الأزمات وكانت بصماته تظهر بسرعة وحقق محمد شاهين كمدير فني للمصري رقمًا قياسيًا بعدم الهزيمة لمدة 13 مباراة متتالية في موسم 1991/1990، ولم يتوقف عطاء محمد شاهين عند مجال الإدارة الفنية للمصري، بل عمل أيضًا كعضو مجلس إدارة للنادي المصري وكنائب لرئيس النادي لفترة أيضًا.

واستمر محمد شاهين في رحلة عطاءه مع القلعة الخضراء حتى رحل اللاعب الدولي عن عالمنا في السادس من مايو عام 2017 عن عمر يناهز 75 عامًا قضى غالبيتها داخل القلعة الخضراء لاعبًا ومديرًا فنيًا ونائبًا لرئيس النادي، ليستحق بذلك أن يُكتب اسمه في سجل الخالدين بالكرة المصرية والنادي المصري.

تاريخ الخبر: 2022-05-07 12:21:20
المصدر: وطنى - مصر
التصنيف: غير مصنف
مستوى الصحة: 45%
الأهمية: 62%

آخر الأخبار حول العالم

عادل رمزي مدربا جديدا لمنتخب هولندا لأقل من 18 سنة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-29 21:26:19
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 56%

عادل رمزي مدربا جديدا لمنتخب هولندا لأقل من 18 سنة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-29 21:26:15
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 53%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية