والدها هو الكاتب المسرحي الراحل أمين صدقي، وأمها إيطالية الجنسية، تركتها هي وشقيقتها "صفية" وهاجرت إلى إيطاليا، اشتهرت بـ "لثغتها" الملحوظة في حرف الراء، حيث كانت تنطقه "أغ"، وذاع صيتها من خلال أدوار الشر التي قدمتها في السينما المصرية.. هي الفنانة لولا صدقي، التي رحلت عن عالمنا في مثل هذا اليوم عام 2001.

أجادت لولا صدقي، أدوار الشر بتقاسيم وجهها حتى عُرِفت بـ "شريرة السينما المصرية"، فبمجرد ذكر اسمها على أفيشات الأفلام، يدرك المشاهد أنه على موعد مع المرأة اللعوب التي تدبر المكائد والخدع لأبطال الأفلام التي تظهر فيها.

بسبب حبها للفن، تحدت لولا صدقي، الجميع وبالأخص والدها الكاتب المسرحي أمين صدقي، والذي قاطعها عقب دخولها المجال الفني، لكنها ظلت تتنقل من دور إلى آخر حتى النهاية التي جاءت مبكرة بالاعتزال والابتعاد عن الفن بسبب كثرة الشائعات والأقاويل عن حياتها الخاصة.

بداية في الملهى الليلي

بدأت لولا صدقي، مسيرتها الفنية كمطربة في ملهى ليلي وكانت تغني باللغة الفرنسية، وتعلمت الرقص على يد المدرب الإيطالي الشهير المقيم في مصر "أبوللو باستاني"، والذي أخضعها لدورات تدريبية في الرقص الشرقي، لتصبح أشهر راقصة في شهور قليلة، ومطربة باللغتين الفرنسية والإيطالية في الملاهي الليلية. 

ومن أشهر الأدوار التي قدمتها الفنانة لولا صدقي، وجسدّت فيه دور السيدة الشريرة، فيلم "الأستاذة فاطمة"، إنتاج عام 1952 ومن إخراج فطين عبدالوهاب، وشاركت بطولته مع كل من النجوم: فاتن حمامة، كمال الشناوي، عبدالفتاح القصري، عبد الوارث عسر، رياض القصبجي، عبدالغني النجدي، سعيد أبو بكر، وصلاح نظمي.

خلال مشوارها الفني والسينمائي، قدمت الفنانة لولا صدقي، عشرات الأدوار والشخصيات السينمائية، نذكر من بينها أفلام: (امرأة وشيطان ــ ثلاث وريثات ــ عريس مراتي ــ مدرسة البنات ــ مملكة النساء ــ شيطان الصحراء ــ أرض الأبطال ــ اللص الشريف ــ المستهترة ــ حرام عليك ــ وفاء ــ المنتصر ــ السماء لا تنام ــ المنزل رقم ١٣ ــ بنت الشاطئ ــ مصري في لبنان ــ يا حلاوة الحب ــ أنا الماضي ــ نهاية قصة ــ مشغول بغيري وغيرها).

لازمة «يا سيدي أنا»

في الفيلم الذي قدمه المخرج حسين فوزي، عام 1952، تحت عنوان "النمر"، قام ببطولته العملاق زكي رستم، بمشاركة كل من النجوم: نعيمة عاكف، أنور وجدي، فريد شوقي، إلياس مؤدب، ماري باي باي، رياض القصبجي، وحسين كمال، قدمت الفنانة لولا صدقي دور "هدى"، شقيقة "يحيى" الذي يتاجر في المخدرات، ويضغط عليها "النمر" الاسم الحركي لــ "درويش"، زعيم العصابة الذي اختطف شقيقها يحيي للعمل في الملهي الخاص به، ودائمًا ما يهددها. 

في هذا الفيلم، قدمت لولا صدقي، لأول ــ وربما لآخر ــ مرة في مسيرتها الفنية، شخصية عادية بل مقهورة يرهبها درويش ويستغلها لمصلحته الشخصية، على أن السمة الأشهر في هذا الدور الذي قدمته لولا صدقي من خلال شخصية "هدى"، هي اللازمة أو الجملة التي كانت دائمًا ما ترددها طوال الفيلم ولكل أبطاله، ألا وهي جملة "يا سيدي أنا".