مكنت الأمطار الأخيرة التي تساقطت عبر فترات متقاربة على ولاية باتنة والمناطق المجاروة، في ارتفاع منسوب مياه سد كدية المدور الواقع باقليم بلدية تيمقاد إلى 10 ملايين متر مكعب، في وقت يتوقع فيه أن يرتفع المنسوب أكثر خلال الأيام القادمة التي ينتظر أن تعرف تهاطل كميات أخرى من الأمطار لبلوغ ضعف الكمية المتوفرة حاليا أي 20 مليون متر مكعب التي كان عليها السد الموسم في نفس الفترة من السنة الماضية. وهو ما خلق نوعا من الطمأنينة لدى مواطني الولاية من تجنب أزمة عطش وجفاف كانت قبل أشهر تلوح في الأفق، وتتهدد ساكنة الولاية. ومن شأن ارتفاع منسوب المياه على الرغم من قلته تدارك الوضع والتحكم فيه. وقد جعلت المخاوف من أزمة الجفاف الجهات المسؤولة تدق ناقوس الخطر قبل عدة أشهر، الأمر الذي جعل في الأسبوع الثاني من شهر فيفري المنصرم، لجنة وزارية عن الموارد المائية والأمن المائي تحل بولاية باتنة، مكونة من عدة إطارات ومسؤولين على غرار مدير مركزي بالوزارة، مدير من المديرية العامة للجزائرية للمياه، مديري كل من الوكالة الوطنية للسدود، المراقبة التقنية، الديوان الوطني للسقي، وذلك في اطار تعليمات وزير الموارد المائية والأمن المائي لمعاينة وضعية التزود بالمياه الصالحة للشرب بولاية باتنة، بهدف النظر في الحلول الاستعجالية اللازمة لمجابهة الجفاف الذي مس ولاية باتنة في الآونة الأخيرة، جراء شح تساقط الأمطار، بالإضافة إلى بحث سبل تحسين الخدمة العمومية للتموين بالمياه الصالحة للشرب لساكنة الولاية، في ظل انخفاض منسوب مياه سد كدية المدور التي بلغت 22 ألف متر مكعب خلال الخمسة أشهر الأخيرة قبل تساقط الأمطار، من جراء شح تساقطها في تلك الفترة جراء التقلبات المناخية المشهودة التي عرفت تداخل في الفصول من جهة، وكذا التسربات والأعطاب الحاصلة والمتكررة، عبر القنوات الرابطة بين سدي بني هارون بولاية ميلة، وسد كدية المدور بتيمقاد، التي تسببت في ضياع كميات معتبرة من المياه، كانت كافية لتدارك الأزمة، ولو لبضعة أشهر، وقد مكنت الأمطار الأخيرة هذه من تخفيف مخاوف كبيرة كان يعيشها مواطنو الولاية، عبر عدد من بلدياتها الممونة من سد كدية المدور من خلال ثلاث رواقات تم انجازها لتزويد الساكنة بالماء الشروب لبلديات كل من باتنة، وادي الشعبة، تازولت، عيون العصافير، عين التوتة، بريكة، سقانة، اشمول، أريس والشمرة، كما كان من المنتظر استكمال مشروع الرواق الرابع لتزويد البلديات الواقعة على شريط وادي عبدي للاستفادة من مياه السد، وهو الأمر المستبعد في ظل الأزمة التي لاحت بظلالها على الولاية، وكانت وحدة الجزائرية للمياه لولاية باتنة، قد سطرت مؤخرا برنامجا خاصا لتموين الساكنة بالماء الشروب لتلبية الاحتياجات بطريقة عقلانية وترشيد الاستهلاك، قبل أن تكون الأمطار الأخيرة المتهاطلة السباقة في تدارك وانقاذ الوضع قبل الحلول الاستعجالية التي كانت منتظرة من طرف اللجنة الوزارية، ليبقى بذلك الاسراع في تصليح الاعطاب لتفادي التسربات سواء تلك المتعلقة بالقناة الناقلة للمياه من سد بني هارون نحو سد كدية المدور من جهة، او تلك التسربات التي تشهدها الأحياء بمدينة باتنة، الإجراء الواجب تداركه تحسبا لأي وضع قد يحدث خصوصا ونحن على مشارف فصل الحر الذي يكثر فيه الطلب والاستهلاك لهذه المادة الحيوية الهامة.
شوشان ح
