"إيران جزء من العقيدة السياسية للنظام السوري" وزيارة الأسد لطهران "استعراض قوة" أمام الغرماء


إعلان

بعد آخر زيارة قام بها في 2019، عاد الأحد إلى طهران في ظروف جديدة يعيشها نظامه لما حققه من "مكاسب" عززت قوته بدعم من إيران وروسيا. وتتزامن هذه الزيارة أيضا مع حرب خطيرة لم يشهدها العالم منذ الحرب العالمية الثانية، والتي نتجت عن غزو روسيا للأراضي الأوكرانية.

وعقد الأسد لقاءين منفصلين مع "المرشد الأعلى والرئيس إبراهيم رئيسي"، حسب ما أفاد التلفزيون الإيراني. وكانت أول زيارة للرئيس السوري إلى طهران في 2011 عند اندلاع الاحتجاجات في بلاده، وأكدت فيما بعد أن دمشق كسبت دعم البلد الشيعي في مواجهتها للمعارضة المسلحة والجماعات المتطرفة.  

وتدعم طهران الأسد بالمال والرجال، حيث أرسلت آلاف "المتطوعين" إلى سوريا للقتال، بإشراف أعضاء ما يعرف بـ"الحرس الثوري"، المصنف من طرف واشنطن كمنظمة إرهابية، والذي تعيق الاختلافات حوله اليوم تقدم المفاوضات بشأن الملف النووي الإيراني. 

وهذه العلاقة القوية بين النظامين يصفها المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامئني بـ"الحيوية"، مشددا على أنه "ينبغي بذل مزيد من الجهود المشتركة لتطوير العلاقات بين البلدين أكثر فاكثر".  

وفي نفس السياق، يؤكد الأسد في بيان للرئاسة السورية، على "أهمية الاستمرار في التعاون من أجل عدم السماح لأمريكا بإعادة بناء منظومة الإرهاب الدولية التي استخدمتها للإضرار بدول العالم وخاصة دول المنطقة طوال العقود الماضية"، حسب توصيفه.

"إيران جزء من العقيدة السياسية للنظام السوري"

الكل يعرف أن إيران حاضرة بثقلها السياسي والعسكري في سوريا. وأن "طهران لها تواجد قوي داخل نظام دمشق. وأصبحت جزءا من عقيدتها السياسية التي كانت تتصرف بها سوريا مع دول المنطقة والجيران ولتحركاتها في جامعة الدول العربية"، يقول الخبير الاستراتيجي في شؤون الشرق الأوسط الدكتور فواز كاسب. 

"والربيع العربي زاد من هذا التجذر الإيراني في النظام السوري، ذلك لتشبثه به زيادة على الدعم الروسي له للحفاظ على بقائه على المسرح السياسي السوري، لأن هذا الوضع يخدم مصالح جيو-اجتماعية وكذلك جيو-اقتصادية لطهران". كما أن تمسك إيران بالنظام السوري، يضمن لها "امتدادها الشيعي" بالمنطقة، وفق تفسير كاسب. 

وهذه الزيارة تؤكد، بالنسبة لكاسب، "أن سوريا ما زالت تدور في المدار السياسي الإيراني. وطهران لها غاية من مثل هذه الزيارات. وهي بقاؤها محورا رئيسيا في المنطقة له تأثير مباشر على أكثر من بلد عربي".  

ولا يخفي الخبير الاستراتيجي في شؤون الشرق الأوسط أنه "فعلا إيران حققت مكاسب سياسية في بلدان عربية، وأتت ظروف سياسية جديدة لتستثمرها أكثر، لا سيما المتغيرات التي يعيشها العالم، بسبب الحرب في أوكرانيا، وتريد طهران أن تستفيد منها بأقصى ما يمكن، بالرفع من طلباتها في التفاوض بفيينا بشأن الملف النووي". 

وكانت وكالة رويترز، نقلت عن مصادر، وصفتها بالمطلعة، أن المسؤولين الغربيين فقدوا الأمل إلى حد كبير في إمكانية إحياء الاتفاق النووي الإيراني، مما أجبرهم على التفكير في كيفية الحد من برنامج إيران النووي حتى في الوقت الذي أدى فيه الغزو الروسي لأوكرانيا إلى حدوث انقسام بين القوى العظمى. 

وبدا الاتفاق النووي على وشك انبعاثه من جديد في أوائل مارس/ آذار عندما دعا الاتحاد الأوروبي -الذي ينسق المحادثات- الوزراء إلى فيينا لإبرامه. لكن المحادثات أصبحت في مهب الريح بسبب مطالب روسية في اللحظة الأخيرة وما إذا كانت واشنطن سترفع الحرس الثوري الإيراني من قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية. ويبدو أن مسألة تصنيف الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية، يشكل العائق الأساسي لتقدم المفاوضات في الوقت الحالي، حيث يجد الرئيس الأمريكي جو بايدن صعوبة في التغلب على المعارضة المحلية لرفعه من قائمة الإرهاب.

"ورقة ضغط على الولايات المتحدة" واستعراض قوة أمام إسرائيل

تحاول إيران أن تستفيد من الوضع الدولي الحالي مع الحرب في أوكرانيا، وتركيز واشنطن جهودها عليها. وتحرك لهذا الغرض كل أوراقها التي قد تساعدها في كسب المزيد من المكاسب في مفاوضات الملف النووي بممارسة نوع من "الضغط على الولايات المتحدة، بحشد حلفائها في المنطقة بدءا من سوريا" حسب قراءة كاسب. 

وشدد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أثناء زيارة الأسد على أنه "يجب تحرير جمع الأراضي السورية من المحتلين الأجانب"، بدون الخوض في التفاصيل، فيما لا يزال التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الذي تم تشكيله لمحاربة الجهاديين عام 2014، يحتفظ بقوات في سوريا. 

"لذلك أنا من منظوري هي زيارة بطلب من النظام الإيراني. لإظهار لواشنطن أن هناك تكتل ضدها في المنطقة ومصالحها، خاصة وأن حلفاءها في أكثر من بلد عربي بالمنطقة، يتحركون بإشارة منها لتحقيق مصالحها... إيران تحاول الاستثمار في حلفائها بالمنطقة للضغط على الولايات المتحدة بغرض الملف النووي"، يخلص كاسب. 

ويشير الخبير الاستراتيجي في شؤون الشرق الأوسط إلى أنه لإيران "أهدافها الاستراتيجية" التي تتحرك وفقها بالمنطقة، "ولن تهدأ تدخلاتها في الشؤون الداخلية حتى تحقيقها وإن كانت تحاول تحسين سمعتها في علاقتها" بدول الجوار لا سيما مجلس التعاون الخليجي. 

وهذا التحالف الإيراني السوري استعراض أيضا لقوة التقارب بين النظامين أمام الغريم الإسرائيلي، أبرز حليف لواشنطن في المنطقة. قناة "كان" الإسرائيلية وقفت عند هذه الزيارة، لافتة إلى أن "الأسد قال لخامنئي في اللقاء بينهما إن العلاقات الاستراتيجية بين الدولتين منعت الهيمنة الإسرائيلية على المنطقة، ويجب أن تتعاظم".  

وبهذا الشأن، أكد مدير مركز الدراسات الاستراتيجية والعلاقات الدولية أمير موسوي في تصريح لموقع "الميادين" اللبناني، المقرب من حزب الله أحد حلفاء إيران أيضا بالمنطقة، أن "زيارة الرئيس الأسد الحالية تختلف عن الزيارات السابقة، خصوصا أنه يأتي هذه المرة منتصرا على الإرهاب"، وأضاف أن هذه الزيارة "رسًمت العلاقات الثنائية وقضية التهديدات الجديدة وإعادة إعمار سوريا".ولفت موسوي إلى أنه "تم البحث في التهديدات الإسرائيلية الجديدة، ولا سيما ضد سوريا، والتحرشات التركية".  

 

بوعلام غبشي

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق فرانس 24

Download_on_the_App_Store_Badge_AR_RGB_blk_102417
تاريخ الخبر: 2022-05-09 18:16:07
المصدر: فرانس 24 - فرنسا
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 84%
الأهمية: 92%

آخر الأخبار حول العالم

سانشيز يتراجع عن قرار الاستقالة ويقرر البقاء في منصبه

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-29 15:26:37
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 50%

الشعباني: "سنواجه فريقا متمرسا في نهائي الكونفدرالية"

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-29 15:27:20
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 57%

الشعباني: "سنواجه فريقا متمرسا في نهائي الكونفدرالية"

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-29 15:27:21
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 60%

رئيس ريال مدريد يهاتف مبابي عقب التتويج بالدوري الفرنسي

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-29 15:26:13
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 63%

سانشيز يتراجع عن قرار الاستقالة ويقرر البقاء في منصبه

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-29 15:26:31
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 53%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية