طالب الدكتور ياسر الهضيبي، عضو مجلس الشيوخ، بتوجيه الدراما المصرية نحو القضايا المجتمعية التي تخدم الوطن، خاصة قضيته في مواجهة التطرف والجماعات الإرهابية، وتقديم الدعم لصناع الدراما من جانب مؤسسات الدولة، للخروج بأعمال درامية قوية على قدر كبير من المصداقية والواقعية، تساهم بشكل حقيقي في تشكيل وعي المواطنين، مؤكدًا أن الدراما تلعب دورًا هامًا في تشكيل وعي الجمهور والتأثير على قيمهم وأفكارهم ومعتقداتهم، وسلوكياتهم اليومية.

مواجهة التطرف والجماعات الإرهابية

وقال «الهضيبي»، في الاقتراح برغبة المقدم إلى المستشار عبد الوهاب عبد الرازق، رئيس مجلس الشيوخ، إنّ الدراما هي الوسيلة الأسرع لتشكيل وعي المتلقي على اختلاف مستواه الفكري والاجتماعي، قائلاً: «التليفزيون داخل كل منزل تلتف حوله جميع الفئات والأعمار، يتجادلون ويتناقشون ويتفاعلون مع ما يُعرض وفي كثير من الأحيان ينتقل هذا التفاعل إلى الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، خاصة من خلال الأعمال الدرامية، ومن ثم تحقيق مزيد من التأثير».

الدراما الفنية

وأضاف «الهضيبي»: «خلال السنوات الأخيرة نجح مسلسل الاختيار بأجزائه الثلاثة، في كشف الحرب التي يتعرض لها الوطن من قبَل الجماعات الإرهابية، كما نجح الاختيار 3 تحديدًا في توثيق مرحلة هامة من عمر الدولة المصرية، وهي فترة حكم جماعة الإخوان الإرهابية، حيث كشف المسلسل بشكل سلس وبسيط حجم المؤامرات التي كانت تحاك ضد الشعب المصري من جانب قيادات الجماعة والرئيس الإخوانى محمد مرسي، وسعيهم للسيطرة والهيمنة على كل مفاصل الدولة».

تأثير عمل درامي واحد بألف كتاب

وأشار عضو مجلس الشيوخ إلى تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال كلمته في احتفال عيد الفطر المبارك مع أسر الشهداء بأن تأثير عمل درامي واحد بألف كتاب، وبألف ساعة، وذلك نتيجة التأثير القوي الذي أحدثه المسلسل بين المصريين، وتوضيح حقيقة أن قيادات القوات المسلحة لم تسعَ إلى الصدام كما حاول أن يشيع البعض، وإنما حاولت علاج الأمر حفاظًا على استقرار الدولة المصرية في هذه المرحلة الصعبة.

وشدد «الهضيبي» على أهمية أن يدرك جميع العاملين في مجال الدراما أهمية ما يقدمونه، ودوره في معالجة القضايا المجتمعية، وأن الدراما الفنية يمكن أن تكون مرتكزًا حقيقيًا وقويًا في خطط التنمية التي تقوم بها الدولة، وتحقيق رؤية مصر 2030، لذلك يجب أن تكون القضايا المجتمعية ومعالجتها بعيدًا عن الأفكار الرجعية والمتطرفة أمام أعين صناع الدراما.

الأفكار المتشددة والمتطرفة

وتابع: «الدراما هي قوة مصر الناعمة التي يمكنها أن تفجر القضايا التي تؤرق المجتمع، وتواجه الأفكار المتشددة والمتطرفة، ومن خلال الدراما يمكن التحذير من مخاطر الزيادة السكانية والتأكيد على ضرورة تنظيم الأسرة، ومن خلال الدراما يمكن كشف عوار بعض القوانين المجتمعية مثل قانون الأحوال الشخصية، ومن خلال الدراما يمكن الترويج للسياحة المصرية، ويمكن تسليط الضوء على الإنجازات المصرية والمبادرات الرئاسية التي غيرت حياة المواطنين، فالدراما هي مرآة الواقع لذلك يجب التركيز في كل ما يُعرض لأنه يؤثر في ملايين المواطنين».