أحمد مظهر.. الحرفوش الثائر
أحمد مظهر.. الحرفوش الثائر
كان الفنان الراحل أحمد مظهر حاضرًا فى المشهد السياسى والثقافى والفنى المصرى على أكثر من اتجاه، فهو لم يكن فقط ممثلًا عظيمًا، بل كان واحدًا من الذين أسهموا فى صناعة تاريخ البلاد عبر مشاركته فى ثورة ٢٣ يوليو، وكان أيضًا واحدًا من أبرز الوجودفى أوساط الأدباء والكُتّاب الكبار أمثال نجيب محفوظ.
و«مظهر» كان أحد مؤسسى ما يعرف بـ«شلة الحرافيش»، بل كان صاحب إطلاق التسمية على هذه المجموعة من المثقفين الذين كانوا يُجالسون أديب نوبل نجيب محفوط.
وأخبر «مظهر»، نجيب محفوظ ذات مرة بأنه قرأ لفظة «الحرافيش» فى كتاب تاريخ قديم، وأعجبته وأحب أن يطلقها على «شلتهم» لأنها تعبّر بشكل ما عنها، فقال أديب نوبل: «نحن أقرب إلى هذا المعنى بالفعل».
وروى أديب نوبل فى سيرته، التى كتبها عنه رجاء النقاش بعنوان «صفحة من مذكرات نجيب محفوظ»، أن الفنان أحمد مظهر كان من نفس دفعة الرئيس جمال عبدالناصر، وكان له دور فى التمهيد لقيام ثورة يوليو، إذ اختاره الضباط الأحرار للاتصال بالدكتور محمد صلاح الدين باشا، وزير خارجية «الوفد»، الذى كان والد زوجة «مظهر».
وكشف «أديب نوبل» عن مضمون الرسالة التى أوصلها «مظهر» إلى صلاح الدين باشا، وهى أن الضباط الأحرار يرتبون لخلع الملك، وأن التنظيم مستعد للتعاون مع النحاس باشا، إذا أعلن موافقته، لكن «النحاس» رفض الفكرة.
وكشف «محفوظ» عن أنه علم من صديقه «مظهر» أن النحاس باشا وفؤاد سراج الدين كانا على علم بوجود تنظيم الضباط الأحرار، خاصة بعد الانتخابات التى جاءت بـ«النحاس» وحزب الوفد إلى السلطة، ولكنهما تسترا على التنظيم ولم يبلغا الملك.