مازالت حالة «ديفيد بينيت»، تشغل الأوساط العلمية فى العالم كله، كأول رجل فى العالم يخضع لزراعة قلب خنزير معدل وراثيا.
فرغم نجاح الجراحة التى أجريت بمستشفى جامعة ميريلاند الأمريكية، واستمرار كفاءة القلب المزروع لعدة أسابيع، إلا أن حالة «ديفيد» تدهورت فجأة، وتوفى بعد شهرين من الجراحة، لتفتح وفاته حالة من الجدل والتساؤلات، فهل سيقوم العلماء بتكرار الجراحة بعد دراسة الأخطاء ومعالجة السلبيات؟، وهل يمكن أن تصبح قلوب الخنازير بديلا علاجيا ناجحا لإنقاذ حياة ملايين المرضى فى العالم؟
يقول حسن خالد أستاذ أمراض القلب بقصر العينى ورئيس وحدة رعاية الحالات الحرجة سابقا: "أتوقع بالطبع أن يتم تكرار الجراحة مرة أخرى، ورغم أن التقرير الطبى للمستشفى أخفى السبب الحقيقى للوفاة، إلا أننى أتوقع أن يكون السبب المعالجة الجينية التى تمت لقلب الخنزير قبل زراعته حتى يقترب من القلب البشرى ولا يلفظه الجسم، فالعقاقير المكثفة التى تتم بها معالجة القلب، تقلل المناعة، ويمكن أن تضاعف من هبوط عضلة القلب".
وأضاف: "رغم أن مرضى هبوط القلب تصل أعدادهم للملايين على مستوى العالم، ومن الصعب توفير قلوب بشرية لكل هذه الأعداد من المتوفين حديثا، إلا أننى أرى أن الأمل الحقيقى لهؤلاء المرضى، هو تطوير أبحاث زراعة القلب الصناعى".
وأكد: "فى ألمانيا وصلوا بالفعل لتطوير جيد فى هذه التقنية، فرغم أن القلب الصناعى حاليا، تتم زراعته فى بطن المريض بماكينة وبطارية ويتم توصيله بأنابيب على الشرايين الرئيسية، إلا أنه يؤدى وظيفة القلب تماما، كما أن العلماء نجحوا فى تطوير بطارية القلب الصناعى وحجمه، بحيث يمكن للمريض أن يعيش به عاما أو عامين لحين توافر قلب بشرى من متوفين حديثا".
وأكمل: "أعتقد أن العلماء سينجحون فى تطوير البطارية بحيث يمكن لهذا القلب الصناعى الاستمرار فترات أطول، كتعويض عن القلب البشرى الذى يصعب توفيره لعدد هائل من مرضى هبوط القلب الذين تصل أعدادهم للملايين فى العالم، أما قلوب الخنازير، فأعتقد أنها تحتاج لدراسات وأبحاث وتجارب عديدة، وستظل فترة طويلة تواجه مشكلة لفظ الجسم، أو انهيار المناعة".
