خلفت تصريحات صورية مولوجي، وزيرة الثقافة والفنون في الحكومة الجزائرية صورية مولوجي، يوم السبت الماضي، جدلا واسعا في شبكات التواصل الاجتماعي وموجة تندر بعد تشبيهها الفنانين بالجنود المرابطين على الحدود.

وقالت مولوجي، في الاحتفال الذي نظم بقصر الثقافة مفدي زكرياء في العاصمة الجزائرية بمناسبة حلول عيد الفطر، أمام عشرات الفنانين وأهل الثقافة: "إن دورهم لا يقل عن دور الجنود المرابطين على الحدود من خلال حماية معالم الهوية الوطنية وحماية موروثنا الثقافي وسمات شخصيانا المحلية والوطنية".

وتلقف رواد شبكات التواصل الاجتماعي التشبيه وتصدر الترند في "فيسبوك" بعد انتشار مقطع الفيديو، وراح عدد من الصحافيين وحتى المناوئين للوزيرة من الفنانين الذين لم تشملهم الدعوة في السخرية من التشبيه وتوزيع الألقاب العسكرية على الفنانين.

بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي في الجزائر رفعوا من حدة انتقادهم لوزيرة الثقافة واتهمومها بإحباط معنويات أفراد الجيش وعقوبتها، حسب المادة 75 من القانون الجزائري: "السجن المؤقت من خمس إلى عشر سنوات لكل من يساهم وقـت السلم في مشروع لإضعاف الروح المعنوية للجيش يكون الغرض منه الإضـرار بالدفـاع الوطني وهو عالم بذلك".

من جهته، صلاح الدين قمريش الذي قدم نفسه كابن عسكري في الجيش، خاطب وزيرة الثقافة عبر حسابه الخاص منتقداً تصريحاتها بشدة.
في حين طرح الكاتب المسرحي عبد الرزاق بوكبة مقاربة أخرى لما أبدى إعجابه بتصريح الوزيرة باعتبار أن الأمن القومي العسكري يقابله أمن قومي ثقافي.

غير أنه تساءل إن كان الجندي الثقافي يستطيع أن يقوم بدور مثمر في ظل إدارة ثقافية ثبت فشلها للعميان قبل المبصرين؟ وفي ظل غياب استراتيجية ثقافية وطنية واضحة المنطلقات والأدوات والآفاق تحظى بإرادة سياسية؟

ليستخلص بوكبة في تعليقه بأن "كل تصريح مثل هذا، لوزير ثقافة وفنون لا يطهر القطاع من الأذرع المكسورة ويعيد ترتيبه على ضوء الكفاءات لا الولاءات، ولا يتشارك مع النخب الحقيقية لوضع استراتيجية ثقافية تواكب رهانات اللحظتين الوطنيتين القائمة والقادمة، هو مجرد تصريح للاستهلاك الشعبوي."

من جهته، قال الممثل زوبير بلحر في تصريح لـ"العربية.نت" إنه حضر الاستقبال وتابع خطاب الوزيرة مولوجي التي أعلنت فيه شأن الفنانين من خلال تكريمهم والاعتراف بدورهم".

وتأسف بلحر من اقتطاع تصريح الوزيرة والتعاليق السيئة التي رافقت الموضوع في مواقع التواصل الاجتماعي موضحا: "مولوجي شبهت الفنان بالجندي في المهام النبيلة وليس شيئآ آخر، وهي تكملت على الدفاع عن الوطن وإعلاء رايته وهذه مسؤولية الجميع والفنانون معنيون أيضا كغيرهم".

واختتم قائلا: "الفنان ملزم فعلا بالدفاع عن بلاده من خلال الأدوار التي يقوم بها والأعمال التي يؤديها والتفوق على الآخرين ورفع راية الجزائر".