مع اقتراب حكومات الاتحاد الأوروبي من التوصل لاتفاق حول حزمة سادسة من العقوبات ضد روسيا تشمل حظر شراء النفط الروسي، تتجه الأنظار إلى ألمانيا أكبر اقتصاد في التكتل. ليبقى السؤال الأبرز حاليا كيف ستتعامل برلين مع ذلك القرار.
فبحسب رويترز، قال أشخاص مطلعين على المناقشات بين ألمانيا وقطر إن برلين والدوحة يواجهان صعوبات في المحادثات بشأن التوصل لصفقة طويلة الأمد لتوريد الغاز الطبيعي المسال وسط خلافات بشأن الشروط الرئيسية، بما في ذلك مدة العقد.
وبحسب رويترز، تهدف ألمانيا إلى خفض انبعاثات الكربون بنسبة 88% بحلول عام 2040، الأمر الذي يتنافى مع محاولة المانيا الالتزام بشروط قطر لتوقيع صفقات مدتها 20 عامًا على الأقل لتأمين كميات ضخمة من الغاز الطبيعي المسال التي تحتاجها لتقليل اعتمادها على الغاز الروسي.
كما وتحدد قطر، أكبر مورد للغاز الطبيعي المسال في العالم، شروطًا لمنع برلين إعادة توجيه الغاز إلى مناطق أخرى في أوروبا، وهو شرط يعارضه الاتحاد الأوروبي.
ألمانيا حالياً تستهلك حوالي 100 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي سنويًا، ويأتي حوالي 55% منها من روسيا بينما يتم نقل كميات أصغر من هولندا والنرويج.
يذكر أن، وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك كان قد قام بزيارة لقطر إلى جانب مسؤولين من المرافق الألمانية RWE وUniper في مارس الماضي. وذلك لمناقشة شراء كميات إضافية، ولكن لم يتم التوصل لاتفاق حتى اللحظة.
وبينما تحتدم المناقشات بين ألمانيا وقطر، قالت مصادر لرويترز إن حكومة أولاف شولز تستعد لاحتمالية توقف مفاجئ في إمدادات الغاز الروسي من خلال وضع خطة طارئة.
ولا يزال من غير الواضح ما إذا كان الإيقاف المفاجئ للإمدادات سيحدث، حيث قال مسؤولون في ألمانيا إن البلاد تريد تجنب التصعيد، وبالتالي تتردد حول دعم أوروبا بحظر الغاز الروسي.
مع تزايد التوقعات حول فرض الدول الأوروبية مزيد من العقوبات على موسكو، لا يبدو أن عامل الوقت بصالح ألمانيا حالياً.
فهل تستفيد قطر من مخاوف برلين من تعطل الإمدادات من موسكو لتفرض شروطها على أقوى اقتصاد في القارة العجوز؟
