في ظل السنوات القليلة المُنصرمة، راكمت السياسة الخارجية المغربية سلسلة من الـ”مصالحات الدبلوماسية” مع قوى دولية كانت علاقاتها مع الرباط إلى وقت قريب متوترة، من قبيل كل من إسبانيا وألمانيا والولايات المتحدة وغيرها، فهل ستسير الدول الأوروبية على خُطى الاعتراف بمغربية الصحراء؟
ويرى أحمد نورالدين، خبير في القضايا الدولية والإستراتيجية أن المفوضية الأوربية سارعت إلى إعلان دعمها للموقف الاسباني ولكل ما يعزز علاقات اسبانيا مع جارتها المملكة المغربية، مما يجعل الموقف الأوروبي واضحا من هذه الزاوية.
ويضيف نور الدين، في حديثه للأيام 24، أنه “من زاوية أخرى، سبق للاتحاد الأوروبي أن وقّع على اتفاقيات مع المغرب، شملت كل التراب المغربي من طنجة إلى الكويرة، تهم الفلاحة والصيد البحري، ثم إن الدول الأوربية تدرك حقيقة الصراع وأنه نتج عن تقسيم أراضي المغرب إلى مناطق نفوذ بين القوتين الاستعماريتين آنذاك فرنسا واسبانيا، بتفاهمات مع انجلترا أيضا، وهذه الدول تملك وثائق تؤكد مغربية الصحراء عبر التاريخ الطويل للمملكة المغربية”.
“من تلك الوثائق اتفاقيات ثنائية بين أغلب الدول الأوربية مع المغرب، ومنها دول قريبة مثل إسبانيا وانجلترا، ودول بعيدة مثل مملكة السويد في أقصى شمال أوربا، وهي اتفاقيات تعود إلى قرون مضت، بالإضافة إلى وثائق أخرى تتعلق بمؤتمر برلين ومؤتمر مدريد ومؤتمر الجزيرة الخضراء التي تناولت كلها موضوع تقسيم أراضي المغرب” يوضح الخبير في القضايا الدولية.
إلى ذلك، يقول نور الدين، إن “العلاقات الدولية مبنية على موازين القوى والمصالح، والمغرب كان واضحا حينما أعلن العاهل المغربي أن المملكة لن تبرم اتفاقات اقتصادية أو تجارية أو حتى أمنية جديدة مع دول لا تعترف بالسيادة المغربية على الصحراء، كما أن المغرب أقام تحالفات إستراتيجية نتج عنها اعتراف أمريكي واضح بمغربية الصحراء”.
ويؤكد المتحدث نفسه، في حديثه للأيام 24، أن “الاعتراف الأمريكي الواضح بمغربية الصحراء له تأثير على الموقف الأوربي الذي غالبا ما يصطف مع واشنطن، ثم إن أهم قاطرتين للاتحاد الأوربي هما ألمانيا وفرنسا تدعمان المقترح المغربي”، مردفا أنه “بالنسبة لبرلين، منذ الرسالة الأخيرة التي وجهها الرئيس الألماني للعاهل المغربي، أما فرنسا فدعم المغرب يعتبر موقفها التقليدي، وقد كان الرئيس جاك شراك أول رئيس يصف الصحراء المغربية بالأقاليم الجنوبية للمملكة في تصريح رسمي بالصوت والصورة وهو متاح على الشبكة العنكبوتية”.
ويختم أحمد نور الدين بالقول، إنه “على المستوى الاستراتيجي، إن أوروبا ليست في موقع يؤهلها لاستعداء حليف مهم مثل المغرب يقوم بأدوار رائدة في مجالات الأمن الأوربي والتحالف العالمي ضد الإرهاب، ومحاربة الهجرة غير الشرعية تجاه أوربا، وغيرها من القضايا الحساسة، كما أنه على المستوى الجيوسياسي، إن أوربا لا يمكنها اليوم فتح جبهات صراع مع جوارها المباشر في الجنوب بعدما دخلت في شبه حرب مفتوحة على كل الاحتمالات شرقا مع روسيا”.
