«وكالة الجداوي» كنز أثري ومزار سياحي بإسنا 


يزخر صعيد مصر بكنوز تركها لنا أجدادنا من المصريين القدماء من بين هذه الكنوز آثار مصرية وإسلامية وقبطية ويهودية متمثلة فى مقابر ومعابد وقصور ووكالات ومن بينها وكالة الجداوى باسنا.

والوكالة، هي مكان يجتمع فيه الناس للبيع والشراء. ووكالة الجداوي، هي وكالة أثرية مسجلة بالآثار الإسلامية بالقرار الوزاري رقم10357 لسنة 1951م، وتقع في مدينة اسنا بمحافظة الأقصر، في مواجهة معبد اسنا على بعد أمتار من نهر النيل. وقد أنشأها "حسن بك الجداوي" عام 1792م، أي منذ ما يقرب من 230 عاما.

وحسن بك الجداوي، كما يقول الباحث الأثرى د. حسين دقيل كان مملوكا لـ"علي بك" أحد أفراد حاشية محمد بك أبو الذهب، وكان من الشجعان الموصوفين والأبطال المعروفين. وقد أطلق عليه لقب "جداوي"، لأنه كان يتولى إمارة "جدة" بالجزيرة العربية "السعودية حاليا" وابتُلي فيها بأمور ظهرت بها شجاعته وعرفت فروسيته، وقد توفي الجداوي عام 1800م.

وكانت الوكالة تستخدم كمقر ومنزل للتجار، وكان يتم فيها عمليات البيع والشراء للسلع والحاصلات في الطابق الأول؛ حيث كانت اسنا تشتهر في ذلك الوقت بكونها مركزا للتبادل التجاري في صعيد مصر، كما كانت محطة للقوافل التجارية من وإلى السودان، فكانت تحمل لمصر الصمغ العربي وريش النعام وسن الفيل وغيرها من السلع، وتحمل للسوان السكر والشاي والزيوت المصرية وأشياء أخرى.

ومن أشهر البضائع التي كانت تباع بالوكالة؛ السلال والمصنوعات الخفيفة المصنوعة من سعف النخيل المصبوغ بألوان متعددة، والأقمشة القطنية الخام الناعمة، والشيلان المعروفة باسم الحلاية والتي كانت تُعد أكثر الملابس ضرورة عند سكان مصر في ذلك الوقت خاصة لمن يقومون بالسفر، فكان يمثل بالنسبة لهم الفراش والجبة والخيمة، وكانوا يطوقون به رقابهم وهو أعظم مكافأة يمكن أن يقدمها السيد لخادمه تعبيرا عن رضائه عنه. 

أما عن الوكالة فتبلغ مساحتها كما يقول الباحث الأثرى د. حسين دقيل  حوالي 2321 مترا، وهي تتكون من واجهة أساسية تطل على معبد اسنا، ويبلغ ارتفاعها ثمانية أمتار، فهي عبارة عن طابقين يطلان على فناء كبير، وهذا الفناء يحيط به رواق مسقوف بالبراطيم وجذوع النخيل يوصل إلى جميع المحال التجارية والمخازن بالطابق الأول، وفي أعلاه رواق آخر مشابه يؤدي إلى مساكن التجار والمسافرين والمحال الأخرى بالطابق الثاني. وبالوكالة بهو مسقوف يُفضي إلى صحن كان يُغطي بخشخيشة على شكل مخروطي؛ ولكنها تساقطت ولم يبق لها وجود الآن. 

ويعلو كتلة مدخل الوكالة مكسلتان بارتفاع نحو 80 سم من الطوب الآجر، ويعلو فتحة الباب عتب من الخشب عليه النص التأسيسي للوكالة بالحفر الغائر كتب على الجانب الأيمن منه: "نصر من الله وفتح قريب، وبشر المؤمنين يا محمد، قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، هو الأول والآخر سبحانه وتعالي أحد صمد يا سيد سعد السعود يلوح أركانها دار مبارك".

أما على الجانب الأيسر، فنقرأ: "دار السعود بدار الخير والنعم العظم السعد ربها والبشر لازمها طوبي لساكنها ناجي من الغم الله يحرسها من كيد حاسدها بجاه طه التهامي معدن الكرم عليه أذكي صلاة خالقنا مع السلامة من جاء بالحكم ربي يسر ولا تعسر ربي تمم بالخير تحريرا في 12 شهر ربيع ثاني 1207هـ "

وفي أغسطس الماضي تم افتتاح الوكالة من جديد كمزار سياحي بعد عملية ترميم واسعة.

تاريخ الخبر: 2022-05-12 12:17:43
المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 53%
الأهمية: 57%

آخر الأخبار حول العالم

انهيار صفقة الاستحواذ على «التلغراف» و«سبيكتاتور» - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-01 03:23:38
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 62%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية