وبحسب تحليل لـ «ديريك غروسمان»، كبير محللي الدفاع في مؤسسة راند للأبحاث، من المرجح أن يتأثر ماركوس بسياسات والده الديكتاتور السابق فرديناند ماركوس، وسلفه، رودريغو دوتيرتي، مما قد يسفر عن حكومة جديدة مهتمة بالتواصل مع الصين مع إبقاء الولايات المتحدة قريبة.
وأردف: لطالما أشاد ماركوس بإنجازات والده، التي كان أحدها الحفاظ على تحالف أمني قوي مع واشنطن، على الرغم من الخلافات الثنائية، وهو متحالف سياسيًا مع دوتيرتي، الذي سعى إلى الابتعاد عن الولايات المتحدة والاقتراب من الصين.
وأضاف: بالتالي، على مدار فترة ولايته التي ستستمر 6 سنوات، يجب على واشنطن أن تتوقع نوعًا من سياسات دوتيرتي، ولكن بشكل مخفف، حيث سيكون صديقا للصين ولكن ليس بشكل صريح كما فعل دوتيرتي لتفكيك تحالف الفلبين والولايات المتحدة.
ومضى يقول: نظرًا لأن ماركوس رفض المشاركة في معظم المناظرات الرئاسية خلال الحملة، فقد اضطر المحللون إلى التكهن لتحديد موقفه بالضبط.
وأضاف: يسعى ماركوس، مثل كل زعيم فلبيني، إلى الحفاظ على المصالح الوطنية لبلاده بغض النظر عن تعميق المنافسة بين الولايات المتحدة والصين.
ونقل عنه قوله: لا يمكننا السماح لأنفسنا بأن نكون جزءًا من السياسة الخارجية للدول الأخرى، ويجب أن تكون لدينا سياستنا الخارجية الخاصة.
وبحسب الكاتب، يشير هذا التصريح إلى أنه يتصور أن مانيلا ليست مرتبطة بالتحالف مع واشنطن ولا تقيم شراكة جديدة مع بكين، بدلاً من ذلك، فهو يريد أن يسير في طريق وسطي يتجاوز المنافسة القوية بين القوى العظمى.
وأضاف: على النقيض من ذلك، أعلن دوتيرتي، في رحلته الأولى إلى الصين بعد فترة ليست طويلة من انتخابه، أن الوقت قد حان لتوديع واشنطن، على الرغم من تحالفه السياسي مع دوتيرتي، ربما لن يختار ماركوس أي جانب.
ومضى يقول: فيما يتعلق بما يأمل في تحقيقه بشأن سياسة الصين، أكد ماركوس أن الفلبين في بقعة ساخنة عندما يتعلق الأمر بالجغرافيا السياسية، وقال أيضًا إن مانيلا لن تتنازل عن أي بوصة مربعة واحدة لأي دولة، لا سيما الصين، ولكنها ستستمر في الانخراط والعمل من أجل المصلحة الوطنية.
وأشار إلى أن تصميم ماركوس للدفاع عن السيادة الوطنية للفلبين ووحدة أراضيها ضد الصين في بحر الصين الجنوبي، حيث يوجد بين البلدين العديد من المطالب المتعارضة وكانا على خلاف متزايد في السنوات الأخيرة، أمر مذهل مقارنة بموقف دوتيرتي الثابت المؤيد لبكين بشأن هذه التحديات في وقت مبكر من فترة ولايته.
وأضاف: على سبيل المثال، استغرق الأمر من حكومة دوتيرتي 4 سنوات للاعتراف بحكم محكمة التحكيم الدائمة لعام 2016 لصالح مانيلا بشأن مطالبات بكين الموسعة في بحر الصين الجنوبي، وهو انتصار ليس للفلبين فحسب، بل للقانون الدولي وقواعد السلوك البحري، وكان ماركوس محايدًا بشأن الحكم نفسه، وكانت تصريحاته بمثابة اعتراف بصعوبات تنفيذه دون تعاون بكين.
وأردف: على الرغم من أنه من المعروف جيدًا أن ماركوس وعائلته يحافظون على علاقات وثيقة مع الحزب الشيوعي الصيني، إلا أن الرئيس الجديد أعرب أيضًا عن قلقه بشأن تصعيد بكين ضد الفلبين في بحر الصين الجنوبي.
وأوضح أن حقيقة أن ماركوس سلَّط الضوء على الحاجة إلى وجود الدولة في المناطق المتنازع عليها تشير بقوة إلى أنه يسعى للاستفادة من التحالف بين الولايات المتحدة والفلبين لردع الصين، لأن أي هجوم على أصول الدولة الفلبينية سيؤدي بالضرورة إلى إطلاق معاهدة الدفاع المتبادل، حيث كانت سياسة واشنطن بشأن هذه النقطة ثابتة لسنوات.