كشف مشاركون في ندوة فعاليات “المجتمع المدني في السودان من أجل التنمية المستدامة” اقامتها منظمة نداء التنمية السودانية بمقرها بالخرطوم عن عودة عشرات من منظمات النظام البائد للعمل مُجدداً عقب تسجيلها بأسماء جديدة وبذات الشخصيات المعروفة التي كانت تديرها في السابق.
التغيير ـــ الفاضل إبراهيم
وشكا المشاركون من إعادة صلاحيات مفوضية العمل الطوعي “هاك” ومضايقتها وعرقلتها لعمل المنظمات خاصة فيما يتعلق باذونات التحرك مشيرين إلى أن “هاك” جهة أمنية استخباراتية من صنع النظام البائد، ونوهوا إلى أن الوضع على صعيد العمل الميداني للمنظمات اصبح أسواء من العهد البائد بعد إنقلاب “25” اكتوبر 2021.
وأشارت الأمين العام لكونفدرالية منظمات المجتمع السودانية سوسن يوسف شوية إلى انتقال عدد كبير من منظمات النظام البائد من ولايات دارفور للخرطوم، واتهمت سوسن الكثير من هذه المنظمات بالفساد وممارسة انشطة تجارية خارج صلاحياتها .
ودعا الخبير في مجال علوم التكنولوجيا والسياسات العامة والتنمية د. قصي همرور في ورقته مدخل إلى حوكمة التنمية، المجتمع المدني لمتابعة مهام الدولة الأساسية والمتمثلة في أحتكار القوة الجبرية وتنظيمها وفق القانون بجانب إنفاذ التعاقدات وتنظيم المجتمع باعادة توزيع الدخل “الضرائب” والخدمات، مشيرا إلى أن أي نقص في هذه المهام يعني أن الدولة لاتقوم بواجباتها .
انتماء الأحزاب
وأكد همرور الحوجة لفك التداخل حول انتماء الأحزاب السياسية وتعريفها كمنظمة مجتمع مدني لجهة أن الأحزاب عندما تدخل السلطة تصبح هي الدولة في الوقت الذي تعارض فيه الحكومة عندما تكون خارج السلطة .
من جانبه قال المستشار السابق في الاتحاد الأوروبي والمتخصص في الوكالات العالمية البروف أحمد حسين، إن السودان لازال متاخراً جداً فيما يتعلق بتطبيق أهداف التنمية المستدامة التي ستكتمل أهدافها في العام “2030 ” وحذر من أن غياب تنفيذ الحوكمة سيدفع المانحين لإيقاف المساعدات المالية .
من جانبها قالت الناشطة في المجتمع المدني المهندس شادن الفاضل، مدير البرامج بالمعهد الديمقراطي الوطني الأمريكي، إن هنالك تغيير كبير كمي ونوعي في خارطة المانحين الدوليين بظهور مانحين جدد كالصين واليابان والبرازيل الأمر الذي ساعد في قيام سلسلة من المؤتمرات والمنتديات المتخصصة التي تهدف لتطوير أساسيات ومبادئ قضايا المجتمع المدني وإحداث تحول عقب دخول مصطلح التنمية المستدامة في العام 2008 وشهد العالم عدد من هذه الفعاليات في أكرا وباريس وبوسان بكوريا الجنوبية.
المنح والقروض
و أكدت شادن خلال ورقتها إدماج المجتمع المدني في مسار فعالية التنمية تأثير السياسة علي المنح والقروض والمساعدات، وقالت إن المجتمع الدولي لا يمكن أن يدعم الدول التي تنتهك مبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان مشيرة في الوقت ذاته إلى وجود مساعدات مشروطة تقوم بها دول تصنف بأنها ديمقراطية تربط المساعدات بشركاتها ما يقلل من فائدة هذه المساعدات بنسبة “40%” مؤكدة أن المساعدات والدعومات المالية للمجتمع المدني السوداني تراجعت عقب إنقلاب “25” اكتوبر.
داعية منظمات المجتمع المدني لنقل قضايا المجتمعات المحلية لكافة المستويات الحكومية والاقليمية والعالمية والقيام بدوره في الرصد والتقييم للخطط الوطنية للتنمية مشيرة لعدد من التحديات التي تواجه العمل المجتمعي من ضمنها غياب الديمقراطية الحركات المسلحة .
