أكّدت فنلندا والسويد عزمهما طلب الانضمام إلى حلف الشمال الأطلسي وبررت هلسنكي قرارها على لسان رئيسة وزرائها سانا مارينا بأن لدى بلادها "صلات وثيقة مع الناتو"، وبالتالي "لا تعتقد أن تكون عقبات في طريق هذا انضمام".

في استوكهولم قال الاشتراكيون الديمقراطيون الحاكمون إنهم يؤيدون الانضمام إلى التحالف الأمني​​، مما يمهد الطريق أمام البلاد للمضي قدماً. وعللت رئيسة وزراء البلاد، ماجدالينا أندرسون في مؤتمر صحفي قائلة إن السويد بحاجة إلى الضمانات الأمنية الرسمية التي تأتي مع عضوية الناتو.

فيما تطلب تركيا من جانبها وقف دعم السويد وفنلندا لتنظيم PKK/YPG الإرهابي، وكذلك رفع حظر الأسلحة المفروض عليها.

لا تحالف أمني مع داعمي الإرهاب!

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في تصريحات له الجمعة إن بلاده لا تتعاطى بإيجابية مع مساعي فنلندا والسويد للانضمام إلى حلف الناتو. مرجعاً ذلك إلى أن "البلدان الاسكندنافية أصبحت مثل دار ضيافة للتنظيمات الإرهابية".

ومنذ خمس سنوات تتغاضى السويد وفنلندا عن طلبات تركيا تسليمها أعضاء من تنظيمَي “كولن” و“PKK” الإرهابيين.

وعلم مراسل وكالة الأناضول من وزارة العدل التركية أن الأخيرة طلبت من فنلندا تسليمها 6 إرهابيين من “كولن” و6 آخرين من “PKK” في آخر 5 سنوات في ضوء قرارات قضائية صادرة بذلك.

كما طلبت أنقرة من السويد تسليمها 10 إرهابيين من “غولن” و11 إرهابياً من “PKK“، ليبلغ إجمالي الإرهابيين الذين طلبت تركيا تسليمهم من البلدين المذكورين 33.

ورغم مرور الأعوام فإن فنلندا والسويد لم تستجيبا لطلبات تسليم الإرهابيين، ورفضت طلبات تسليم 19 إرهابياً، ولم تقدم ردها بخصوص 5 آخرين متذرعة بأسباب مختلفة.

فيما تمارس هذه التنظيمات نشاطاً كبيراً في دول أوروبا، بخاصة الاسكندنافية، حيث تنتشر شبكاتهم لجمع التمويلات التي يجري تحويل القسم الأكبر منها إلى أسلحة تزهق أرواح عشرات من الأبرياء. ويؤمِّن PKK الإرهابي مصادر دخل كبيرة له في السويد عبر تجارة الأسلحة والمخدرات وتهريبها والسرقة، ويخلق مصادر دخل عبر مؤسسات إعلامية تروج له.

الأمر الذي نبه إليه في وقت سابق الناطق باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن قائلاً إن PKK الإرهابي وذراعه السوري YPG يجمعان الأموال ويجريان عمليات التجنيد في أوروبا ووجودهما "قوي ومنفتح ومعترف به" في السويد على وجه الخصوص.

وأكد في ذات الشأن وزير الخارجية التركي مولود جاوش أوغلو في تصريح له السبت قبيل اجتماع برلين لوزراء خارجية الناتو أن: "المشكلة هي أن هذين البلدين يدعمان بشكل علني تنظيم PKK الإرهابي ويتعاملان معه ومع YPG الإرهابي. هذه منظمات إرهابية تهاجم قواتنا كل يوم".

مضيفاً أنه "لذلك من غير المقبول ومن المشين أن يدعم أصدقاؤنا وحلفاؤنا هذه المنظمة الإرهابية… هذه هي القضايا التي نحتاج إلى أن نتحدث عنها مع حلفائنا في حلف شمال الأطلسي وكذلك مع هاتين الدولتين".

وإضافة إلى PKK /YPG الإرهابي، تسمح السويد وفنلندا لجماعة “كولن” الإرهابية بالنشاط على أراضيها. حيث تحتضن السويد أنشطة إعلامية تقودها شخصيات قيادية في تنظيم كولن الإرهابي تنشر الدعاية السوداء والتحريضية ضد تركيا، كما رفضت مراراً تسليم مطلوبين من التنظيم الإرهابي الذي قام بمحاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا منتصف عام 2016.

رفع القيود عن الأسلحة

فيما يوجد مطلب آخر مهم لأنقرة هو إنهاء القيود عن تصدير الأسلحة |إليها من قبل دول تشترك معها في ذات الحلف الدفاعي. إذ ترفض دول من الناتو، بينها الولايات المتحدة وكندا والمملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا، تزويد تركيا بأنظمة دفاع صاروخية ومعدات عسكرية أساسية أخرى.

وكان الرئيس رجب طيب أردوغان انتقد هذا الوضع خلال قمة لزعماء الناتو ببروكسيل شهر مارس/آذار الماضي، إذ قال إنه "لا يوجد تفسير منطقي" لهذه القيود. وأردف بأن "الحظر السري أو العلني بين الحلفاء يجب ألا يكون مطروحاً على جدول أعمالنا، ناهيك بتطبيقها، لقد شاطرت القادة تطلعاتنا بشأن هذه القضية".

وذكر وزير الخارجية التركي أن دولاً حليفة فرضت قيوداً على بعض الصادرات إلى تركيا بسبب مكافحتها للتنظيمات الإرهابية، وخاصة في مجال الصناعات الدفاعية.

وأردف: “لهذا السبب، يعارض جزء كبير من الشعب التركي عضوية هذين البلدين، ويطلب منا الحيلولة دون انضمامهما إلى الحلف“.

TRT عربي