يوسف القعيد يروى ذكرياته مع أمينة السعيد: «كرمها عبدالناصر.. وأغضبت خلفه»

 

فى منتصف الستينيات من القرن الماضى، كان الأديب يوسف القعيد مُجندًا فى القوات المسلحة بمنطقة غمرة فى القاهرة، وعلى مقربة من الوحدة العسكرية كان إمام أحد المساجد يلقى خطبة لا تخلو من الهجوم على الكاتبة الصحفية أمينة السعيد.

وتعد أمينة السعيد أول فتاة عربية تمارس رياضة «الشيش»، وانضمت إلى اتحاد السلاح، وقادت المظاهرات، ثم أصبحت رئيسة تحرير مجلة «حواء»، وهى السيدة الوحيدة التى استدعاها الرئيس جمال عبدالناصر ليلتقيها فى «عيد العلم»، مع كل من نجيب محفوظ ويوسف السباعى، ومنحها وقتها «وسام الجمهورية».

وبعدما التحق يوسف القعيد بـ«دار الهلال»، جمعته مواقف عديدة بأمينة السعيد، وفى مقال له بمجلة «المصور» عام ١٩٩٥، روى أنه فوجئ بها تطلبه إلى مكتبها، فى منتصف السبعينيات: «أمينة هانم تطلبك فى مكتبها».. هكذا كانوا ينادونها «الهانم».

توجه «القعيد» إلى مكتب «الهانم» ودخلت «السعيد» فى الموضوع مباشرة: «علمت أنك تكتب رواية، فهل هذا صحيح؟»، رد: «نعم».

ذكر «القعيد» عناوين رواياته الثلاث ومجموعته القصصية الوحيدة، فطلبت منه أن يكتب رواية تُنشر مسلسلة فى مجلة «حواء». قالت: «المجلة لها قارئ من نوع خاص»، ولما سأل: «كيف؟»، ردت: «لا بد أن يكون موضوع الرواية عاطفيًا، والكتابة رومانسية، والمشهد تحت سقف العائلة».

انصرف «القعيد» وهو فى حيرة، فقد عرضت عليه رئيس تحرير مجلة «حواء» ما لم يعرضه عليه المسئولون فى مجلة «المصور» التى يعمل بها، لكنه عاد ووصف عرضها بأنه أقرب إلى «الفخ».

حسم يوسف القعيد أمره.. فى اليوم التالى، سيتجه إلى مكتبها ليشكرها على عرضها الذى كان بمثابة رد اعتبار أدبى فى قلب مؤسسة يرى أنها تنكره، ثم يعتذر لها عن قبول العرض. 

قبل أن يتحرك إلى مكتبها ويقدم اعتذاره، طلبته إلى مكتبها، لتخبره بأنه عندما يستقر على موضوع لكتابة الرواية لا بد أن يعرضه عليها ليتشاورا حوله.

ما عرضته «الهانم» على «القعيد» كان كافيًا بأن يزيد إصراره على تقديم الاعتذار. قال: «كان الطلب وحده كافيًا للاعتذار لها بلباقة، بعد أن شكرتها بصدق».

رغم أنه اتخذ قراره ولديه أسبابه الواضحة، خرج يتساءل: «هل كان اختيارى صوابًا، أم أن المثالية فيه كانت أكبر من الاعتراف بقوانين الواقع؟ لقد كنت- وما زلت- مصممًا أن أصون الأدب بعيدًا عن أوجاع ومهانات وهموم كل يوم».

لم تخلُ جلسات يوسف القعيد مع «الهانم» عن سرد حكايتها عما جرى لها مع «السادات»، عندما دخلت غرفة نومه بمساعدة جيهان السادات، لتطلب منه أن يصفح عن الصحفيين الذين أبعدهم عن العمل فى أوائل عام ١٩٧٣، واستجاب لطلبها وعادوا للعمل فى مؤسساتهم.

ولم تنس مشهد وجودها على متن طائرة مع «السادات» وأدلت برأيها عن اتفاقية «كامب ديفيد»، قائلة: «لا تصدق حملة المباخر الذين يزيفون حتى إرادة الشعب»، ومن بعدها لم تسلم، دفعت الثمن كاملًا، إذ صدر قانون إحالة الصحفيين إلى المعاش فى سن الستين، ونُفذ فى بدايته عليها هى فقط، وكان الهدف، حسب «القعيد»، معاقبتها على موقفها، لأنها تجرأت على «السادات» على متن طائرته الخاصة.

وفى أحد أيام الأسابيع الأخيرة من عام ١٩٩٠، كانت المرة الأخيرة التى يرى فيها يوسف القعيد أمينة السعيد وهى تغادر «الهلال» بعدما أنهت عملها كالعادة فى ٣ ساعات، فقد كان من عادتها أن تأتى مبكرًا تتكئ على سائقها الخاص «محرز» بعدما نال منها المرض.

فى هذه المرة، سلّم عليها «القعيد» لكنها لم تعرفه، ردد اسمه بصوت عالٍ، لكنها لم تقل سوى: «يوسف، أهلًا بيك يا بنى».

تاريخ الخبر: 2022-05-16 21:21:23
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 45%
الأهمية: 54%

آخر الأخبار حول العالم

السجن 7 أشهر لخليجي في قضية مقتل شابة في "قصارة" بمراكش

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-05 15:25:47
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 70%

السجن 7 أشهر لخليجي في قضية مقتل شابة في "قصارة" بمراكش

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-05 15:25:54
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 55%

بطولة ألمانيا.. بايرن يؤكد غياب غيريرو عن موقعة ريال للاصابة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-05 15:25:55
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 58%

بطولة ألمانيا.. بايرن يؤكد غياب غيريرو عن موقعة ريال للاصابة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-05 15:26:00
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 58%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية