إدارة بايدن تجدد سياستها في سوريا ضد الأسد وداعش


حدثت أمور عديدة خلال الأسابيع والأشهر القليلة الماضية في سوريا وأخذت الولايات المتحدة مواقف مختلفة منها.

هجوم على ميليشيات إيران

فقد اتهمت الميليشيات التابعة لإيران وإعلامها، القوات الأميركية بشن هجوم على مواقع لهم في منطقة دير الزور، كما أشارت مصادر إعلامية إلى أن القوات الأميركية والكردية شنّت هجوماً واعتقلت عدة عناصر من ميليشيات إيران في 10 مايو/أيار الحالي.

مصادر "العربية" و"الحدث" أوردت سرداً مختلفاً تماماً للأحداث، وقالت إن القوات الأميركية كانت تقوم بتدريب عسكري، ومن ضمنه قصف أهداف برية، وإن القوات الأميركية اختارت منطقة نائية وواسعة لهذا الأمر، وأبلغت "المعنيين عبر خط منع الاحتكاك" بما سيجري قبل تاريخه.

لكن ما حصل هو أن القنابل الأميركية سقطت بعيداً عن أهدافها ووقعت غرب الفرات، ويعود ذلك إلى خطأ في برامج الكمبيوتر في الطائرات أو في نظام تحديد الأهداف، وقد تعاملت القوات الأميركية مع هذا "الخطأ بعد ذلك عبر القنوات المعروفة"، والمقصود هو أنها استعملت خط الاتصال مع القوات الروسية.

يؤكد الأميركيون هذه الوقائع أكثر من مرة ويقولون إن الأمر لا يتعدّى ذلك، وإن الميليشيات التابعة لإيران أثارت من القصف قضية.

انفجارات في قاعدة

في حادث آخر، وقعت انفجارات يوم 7 ابريل/نيسان في موقع عسكري أميركي في سوريا، وأكد بيان للتحالف الدولي ضد داعش أن سببها هو "وضع عبوات ناسفة في مخزن للأسلحة وفي مبنى الحمامات".

قال البيان إن تحقيقاً بدأ، لكن الأميركيين لم يعلنوا حتى الآن أية نتيجة للتحقيق، فيما أكدت مصادر "العربية" و"الحدث" أن كل الاحتمالات مفتوحة، لكن الأرجح أن يكون النظام السوري أو الإيرانيون تمكنوا من خرق الترتيبات الأمنية، وجنّدوا عناصر من القوات الكردية العاملة مع الأميركيين ووضعوا المتفجرات.

يرفض المسؤولون الأميركيون التحدث عن الموضوع، ويعتبرون أن النتائج ستظهر قريباً من خلال التحقيقات وسنعرف حقيقة ما حدث.

داعش أولوية الأميركيين

يبدو الأميركيون كأنهم منشغلون كثيراً وحصراً بالمخاطر التي تتسبب بها عناصر داعش في المنطقة، فمن جهة يؤكدون أن هذه هي مهمة التحالف في سوريا، ومن جهة أخرى يعودون إلى ما حدث في الحسكة بداية العام، عندما قام التنظيم بهجوم واسع وأثبت أنه قادر على العودة إلى النشاط الإرهابي.

اشتباكات بين "قسد" وداعش في الحسكة في يناير الماضي

تؤكد مصادر في الحكومة الأميركية لـ"العربية" و"الحدث" أن إدارة الرئيس الأميركي أجرت إعادة نظر في سياستها في سوريا، واتخذت قرارين مهمّين: الأول هو متابعة تركيز الجهود الأميركية على حصار داعش ومنع تسرّبه. وفي هذا السياق، يقول القائد الجديد للقيادة المركزية إن أحد الهموم الأساسية لديه في منطقة الشرق الأوسط هو داعش ومخيم الهول، إن لم يكن الهمّ الأكبر.

يعتبر المسؤولون الأميركيون أن ما حدث أول العام كان تصاعداً للعنف، ويجب اتخاذ إجراءات واضحة لمنع عودة داعش إلى الهجوم مرة أخرى، لذلك اتخذت إدارة جو بايدن قراراً بـ"تطبيق سياسة إنماء واستثمار" واسعة في منطقة شمال شرق سوريا، تشمل الزراعة والمعلومات والاتصالات وشبكة الكهرباء والبناء والصحة والتمويل والنقل والتعليم والتصنيع. وبحسب البيان الرسمي وما يؤكده المسؤولون الأميركيون، فإن تحفيز التنمية يمنع عودة داعش.

لا تطبيع مع الأسد

القرار الثاني المهم الذي اتخذته الحكومة الأميركية يقوم على منع التطبيع مع النظام السوري. وقال البيان الصادر عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، إن إقرار سياسة التنمية "لا يعني على الإطلاق أي تحوّل في سياسة الإدارة الأميركية تجاه نظام (بشار) الأسد".

وما زالت إدارة الرئيس الأميركي تشترط تغييراً جدّياً في موقف النظام السوري، وتطلب أن ينخرط في "عملية ملموسة" للتوصل إلى مسار سياسي وفقاً للقرار الدولي رقم 2254.

اللافت جداً أن الأميركيين الذين تحدثت إليهم "العربية" و"الحدث" يعبّرون عن سياسة فيها شيء من الغضب الذي يعتري أعضاء إدارة بايدن ويقولون "لو أردت أن تتحدث عن أكبر المآسي في عصرنا وأكبر أعمال الطغيان، لجاءت ممارسة نظام الأسد في مقدمها"، ويضيفون أن "الأسوأ هو أن هذا النظام يتباهى بما فعل ويفعل وليست لديه أية مشاعر أو حتى مؤشرات للندم أو مراجعة الذات".

هذا ما يدفع المسؤولين في الإدارة الأميركية الحالية إلى متابعة التشدد في مواقفهم تجاه الأسد ونظامه وهم عبّروا عن معارضتهم لأي تطبيع أو إعادة تأهيل لهذا النظام.

الأسد يدلي بصوته في انتخابات الرئاسة في دمشق في مايو 2021

المقايضات

في هذا السياق، يعتبر بسام بربندي، الباحث في "مركز الدراسات الدولية" أن "السياسة الأميركية تقوم على عدم الاعتراف بالنظام ولكنها لا تمنع الآخرين من التواصل معه، وتقوم على محاربة الإرهاب الداعشي عن طريق تقوية فصيل لا يخفي رغبته بالانفصال عن سوريا".

يضيف الدبلوماسي السوري السابق أن الولايات المتحدة "تستفيد من تواجد قواتها في سوريا لإرسال رسائل حسن نية أو سوء نية تجاه أعدائها أو منافسيها، فهي تتجاهل ما تقوم به إيران عسكرياً في سوريا، حتى ضد قواتها بسبب التفاوض على المشروع النووي الإيراني".

ويكشف أن الولايات المتحدة "أوقفت تواصلها العسكري مع روسيا لزيادة الضغط السياسي والعسكري عليها بسبب عدوانها على أوكرانيا، ثم أعادته بسبب مخاوف الأردن من تواجد الإيرانيين على حدوده نتيجة الانسحاب الروسي من جنوب سوريا". ويختم قائلاً: "لا يوجد سياسة جدية أميركية خاصة بسوريا، بل هي سياسة مقايضات مع الأعداء والأصدقاء".

تاريخ الخبر: 2022-05-24 15:16:44
المصدر: العربية - السعودية
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 76%
الأهمية: 92%

آخر الأخبار حول العالم

نزاهة توقف 166 شخصا بتهمة الفساد من 7 جهات حكومية السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-05-01 06:23:40
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 59%

استمرار هطول الأمطار الغزيرة بعدد من المناطق السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-05-01 06:23:41
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 52%

مع مريـم نُصلّي ونتأمل (١)

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-01 06:21:34
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 66%

في ذكرى رحيله الأولى.. سر حب مصطفى درويش لمدينة دمنهور - منوعات

المصدر: الوطن - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-01 06:21:07
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 69%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية