لبنى بوشارب*
شهد السجن المحلي سلا 2، ولأول مرة، مسرحية تحاكي الواقع المعاش من تجسيد نزلاء ملف التطرف والإرهاب، وذلك في إطار اللقاء التواصلي حول استراتيجية تدبير ملف المعتقلين بالمؤسسات السجنية على خلفية قضايا التطرف والإرهاب، من تنظيم المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، يوم الجمعة 20 ماي الجاري.
وقال رشيد العدواني، ممثل ومخرج المسرحية لـ “الأول” إن “المسرحية تحاكم ظاهرة التطرف والإرهاب عبر محاكمة رمزية تبحث عن ملابسات الجرم وتتطرق للعوامل والمسببات، والدفاع عن نفسها باعتبارها عوامل اعتبارية”.
وأضاف أن اختيار النزلاء من قضايا الإرهاب والتطرف جاء عن طريق تطور تلك العلاقة التي جمعته بالمندوبية والساكنة السجنية، والتي حملت الكثير من المسؤولية والثقة والالتزام.
قال ذات المتحدث: “وأنا كفنان لا أميز بين الأشخاص، أعمل من أجل الإنسانية بالمرتبة الأولى ويمكنني العمل مع نزلاء أو المهاجرين أو ضحايا العنف لأنني أعمل بصدق وهدفي هو تقاسم تجربتي الفنية مع الناس وهمّي الوحيد هو أن تكون النتيجة جيدة”.
وتابع “في الماضي القريب، كان هؤلاء النزلاء ضد الفن، وكانوا يعتبرونه بلا قيمة، الشيء الذي كوّن لديهم مجموعة من الأسئلة، من قبيل هل هذا هو المسرح، هكذا تتم التحضيرات”.
وأضاف العدواني في حديثه مشيرا إلى واقع معتقلي التطرف والإرهاب، “الذين أحسّو مرارة العقاب وتحوّلوا نحو تصالح مع الذات وإبراز حلول وقائية من أجل محاكمة الظاهرة بسياق فني وجمالي عبر مسرحية محاكمة”.
وأكد على أن الهدف من هذه التجربة هو محاربة حالة العود ومنح الثقة و الإدماج عبر الفن بما فيه من طاقة إيجابية يعيشها النزيل إبان العقوبة، ودفعه نحو مواجهة نفسه والمجتمع بعد الإفراج، حيث أن الفن وسيلة للتطور ويساهم في دمج النزلاء.
وفي ختام حديثه أكد رشيد العدواني على أن “المسرحية ستعرض داخل السجون المغربية ابتداء من شهر شتنبر، مروراً بشهر أكتوبر ونونبر، وستكون عبارة عن جولة ستشاهدها الساكنة السجنية ومن خلالها يمكن توعية، خصوصاً نزلاء الأحداث، لأن المسرحية تعالج ظاهرة التطرف والإرهاب وفي نفس الوقت تبرز القوانين المنصوص عليها لعقوبة الإرهاب، لأن هناك الكثير لا يعرف قانون الإرهاب وهذا ما يجعل الناس يقترفون هذه الجرائمص، مضيفاً، “هذه المسرحية لا يجب أن تقتصر على النزلاء بل أيضا يجب أن تعرض للجمهور العام”.
*صحفية متدربة
