المستريحين قبلي وبحري!
المستريحين قبلي وبحري!
بدأت ظاهرةالمستريح تطفو علي السطح في الآونة الأخيرة بصورة لافتة للأنظار في الكثير من محافظات مصر سواء قبلي أو بحري أو ما يعرف بتوظيف الأموال مثل شركة الريان والشريف, والتي وقع ضحيتها الملايين في الثمانينات, وأهالي أسوان الأكثر معاناة منالمستريحينعلي مدار الأسبوع الماضي, تناولت البلاغات التي رصدتها الشرطة أكثر من 10 نصابين في أسوان اتهموا بالاستيلاء علي أموال الأهالي, وأغلبهم كانوا يعملون في البداية مع تاجر مواشي شهير وهو الذي تفجرت القضية ضده في البداية, وتوالت البلاغات, وشهدت الإسكندرية تحرير محضر بشأن مستريح البيتكوين, الذي أنشأ شركة للتجارة الإلكترونية, واستدرج ضحاياه من خلال إعلانات لشركته علي مواقع التواصل الاجتماعي والصحف, ووعد ضحاياه بأرباح تصل إلي40% سنويا من خلال توظيف الأموال في التجارة الإلكترونية البيتكوين والتداول في البورصة الأمريكية, وتعامل معهم لمدة 8 شهور بعد أن سلمهم أوراقا رسمية للشركة, خدعهم بها, كما تم القبض علي مستريحة جديدة بمدينة الزقازيق, مدرسة رياض أطفال, قامت بالنصب علي آلاف والاستيلاء علي ملايين الجنيهات بزعم تشغيلها في الأجهزة الكهربائية ومفروشات العرايس, ويبدو أن ظاهرة المستريح ليس لها علاقة بحجم الأموال الموجودة مع الناس أو ثقافة التعامل مع البنوك, لكن الأمر مرتبط بثقافة الطمع والرغبة في الثراء السريع, والحصول علي أكبر قدر من المكاسب دون تحري مصدرها. وتحول هؤلاء إلي سوق بديلة يلجأ لها الجميع, بدلا من السوق التقليدية. التي تخضع لقانون العرض والطلب.
وبدلا من اللجوء للشرطة بعدما اكتشف هؤلاء الطماعون النصب والاحتيال الذي وقعوا ضحيته, منهم من تفتق ذهنه لأن يسترد أمواله بالسلاح, والبعض استولي علي ممتلكات بعض المنشآت الحكومية, وبعضهم أضرم النيران في بعض المنازل, وشاهدنا أعمال الحرق والتخريب التي مارسها الضحايا في قرية مستريح أسوان بعدما فر بأموالهم.
هؤلاء الذين قرروا الاستثمار مع هؤلاء النصابين استدانوا ورهنوا منازلهم لشراء المواشي آملين في تحقيق ثروة هائلة بسهولة وخلال مدة زمنية قصيرة نسبيا, ربما بسبب تأثير الأحوال الاقتصادية السيئة في العالم أجمع, فلجأ البعض إلي التفكير في المكسب السريع, والأحلام حول ثروة طائلة وحياة رغيدة, دون مشقة أو بذل أدني مجهود, وتلك المبررات تعمي بصيرته عن حيل النصاب, لتقع الضحية بكل سهولة, لذا يجب مواجهة تك الظاهرة بقانون رادع, وحملات توعية عبر وسائل الإعلام في إطار مسئولياتها عن مناقشة قضايا المجتمع وواقعه اليومي, ومعالجة مثل تلك الظواهر لخطورتها المباشرة علي الاقتصاد ودورها في تكدير الأمن والسلم العام, وتأثيرها علي السلام الاجتماعي.
[email protected]