نحو عملية سياسية شاملة


صلاح جلال

1

انقلاب ٢٥ إكتوبر أكبر خطيئة فى حق السودان وشعبه بعد ثورة ديسمبر المجيدة، لما يأتى ال انقلاب من فراغ بل تسرب من أخطائنا فى الطرفين المدنى والعسكرى وعرّض أمن ومصالح البلاد لمخاطر كبيرة، يجب علينا أن نعى كل هذه الحقائق ونقف عليها بمسئولية ونعترف بها ونخاطبها بوضوح بالضمانات والطمأنة المتبادلة، قبل أن نفتح صفحة جديدة لعملية سياسية شاملة تضع الحصان أمام القاطرة وتستعيد المسار الانتقالى الديمقراطي.

2

قرارات مجلس الأمن والدفاع الوطني أمس خطوة إيجابية فى طريق فتح الإنسداد السياسي الذى أحدثه ال انقلاب، وهى جزء من مطالب الحركة الجماهيرية والقوى الوطنية والمجتمع الدولي لتهيئة المناخ، وبداية عملية سياسية ذات مصداقية من خلال رفع حالة الطوارئى وإطلاق سراح كافة المعتقلين السياسين، وسلمية ممارسة كافة الحقوق السياسية

من حق التظاهر إلى حق الإضراب، وبقية الحقوق المدنية فى كافة المؤسسات العدلية الديمقراطية وحرية الإعلام التى نكافح من أجلها وسنامها فعالية الحوار بين كافة الفرقاء وإعتماد الحلول السلمية بالتنازلات المتبادلة والصفقات المنتجة والمواثيق الضرورية، والمقاربات الكسبية بين المختلفين التى يخرج فيها الوطن هو المنتصر.

3

لقد أمضينا سبعة أشهر عِجاف فى ظل ال انقلاب ومقاومته، أهدرنا فيها دماء عزيزة علينا جميعاً من خيرة أبناء وبنات الوطن، و مصالح اقتصادية كبيرة تعرضت للضياع، وطاقات واسعة وموارد أُنفقت فى الصراع، كلها خصماً من رصيد السودان وبناء المستقبل، وتحقيق أهداف ثورة ديسمبر الباسلة – حرية – سلام – عدالة، لقد تمسك الشعب السوداني وقواه الحية بأهداف الثورة بصورة تدعو إلى الإعجاب وتعتبر من المآثر التاريخية لعظمة الشعب وصلاً للماضى التليد بالحاضر الزاهر والمستقبل المشرق، ودفع ثمن غالى فى سبيل ذلك وكانت رسالته واضحةLoud And Clear، فى مطلب الحكم الديمقراطي المدنى الكامل وإنسحاب القوات المسلحة والأجهزة الأمنية من العمل السياسى والتفرغ للواجبات المهنية فى حماية البلاد والدستور وحكم الشعب، فى مقابل الدعم والتأييد والمساندة والتمويل لبناء جيش وطني قومى موحد يقف خلفه ويحترمه كل المواطنين.

4

العملية السياسية ليست سهلة وهى فى بعض الأحيان أصعب وأكثر مشقة من المواجهات والحروب نفسها لذلك على القوى المدنية ممثلة فى تحالف الراغبين توحيد صفوفها، من خلال إصطفاف سياسى واضح يحكمه ميثاق وإطار تنظيمى بقيادة قوى الحرية والتغيير بلص Plus تحالف الراغبين، يضع أجندة معلنة تشمل كافة الشعب ويخوض بها غمار التفاوض المباشر مع قيادة ال انقلاب وحلفاءه بشفافية، ومؤتمر صحفي يومي يخاطب الرأي العام ويحيطه عِلم بتطورات العملية السياسية وما تحقق فيها من أهداف وما يواجهونه من صعوبات، وأن يستمر الشارع الوطني فى المراقبة والدعم والتأييد والمساندة بالتظاهر والإضراب من أجل تحقيق أهداف الميثاق المعلن حتى تنتهي العملية السياسية بتعيين رئيس مجلس سيادة ووزراء مدني كامل، وتحديد كيفية عملية لإختيار مجلس وطني مؤقت يشمل كل قوى الثورة، وخريطة طريق واضحة المعالم لإعادة تأسيس الأجهزة العدلية وتحقيق العدالة لكافة الضحايا من الثوار والحروب الأهلية ودعمها بالعدالة الانتقالية لرتق النسيج الإجتماعى والتعويض عن الأضرار.

5

العملية السياسية ذات المصداقية على أهميتها قد لا تحظى بإجماع كامل ولكن بأغلبية مريحة نسبة لانعدام الثقة بين الأطراف كافة وخاصة العسكرية بعد  انقلابها على أهداف الثورة، ولكن ستشمل القوى الوطنية المعتدلة ذات الخبرة والتجربة السياسية العميقة والقوى الاجتماعية ذات القواعد الشعبية وستكسب العملية السياسية صدقيتها بمرور الوقت وبتحقيق الأهداف المعلنة فى ميثاقها السياسي إلى حين الوصول إلى هذه النتيجة يجب علينا تقبل وجود معارضة للحوار المباشر والوفاق السياسي وهى عملية صحية وجزء من طبيعة المجتمع الديمقراطي، وهو الانقسام لبعض الوقت حول آليات تحقيق الأهداف، حتى تكتمل الثقة فى التفاوض بالمتابعة ومشاهدة التغيير على الأرض، هناك مجموعات ذات طموحات سياسية خاصة قد لا تأتى إطلاقاً لمشروع الوفاق القومي المتفاوض عليه وهذا أيضاً طبيعي في المجتمع الديمقراطي، من حقهم الحفاظ على مواقفهم والتعبير عنها بالتظاهر السلمي المنظم وفق القانون، والدعوة لكافة أشكال المقاومة المدنية في ظل الأنظمة الديمقراطية.

6

خاتمة:

نرحب بخطوة مجلس الأمن والدفاع الوطني برفع حالة الطوارئ التي يجب إلحاقها ببقية شروط تهيئة المناخ المعلنة، والقبول الصريح بمنبر المبادرة الثلاثية كآلية لتسهيل التفاوض المباشر للحوار السوداني – السوداني وأن يلتف المجتمع الإقليمي والدولي للمساندة والضمان والدعم للانتقال الديمقراطي ونتطلع لرعاية إقليمية وعالمية لدعم الاقتصاد الوطني تشترك فيها الصناديق الدولية والمؤسسات المالية العالمية ونخص بمناشدتنا الأشقاء,

فى دول الخليج على رأسهم المملكة السعودية ودولة الإمارات ودولة قطر الشقيقة.

نتمنى التوفيق للشعب السوداني العظيم فى إكمال عملية سياسية شاملة بلا تردد ذات مصداقية وأهداف واضحة تخرج البلاد من حالة الإنسداد وضياع الأمل، لرحاب المستقبل الواعد العريض والمجتمع المتصالح.

تاريخ الخبر: 2022-05-31 00:22:47
المصدر: صحيفة التغيير - السودان
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 52%
الأهمية: 60%

آخر الأخبار حول العالم

مهمة غير مسبوقة.. الصين تغزو الجانب البعيد من القمر

المصدر: المصريون - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-04 09:21:54
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 53%

أول تعليق من نيشان بعد إعلان ياسمين عز حصولها على حكم ضده

المصدر: المصريون - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-04 09:21:57
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 58%

سعر صرف الدولار مقابل الجنيه اليوم

المصدر: المصريون - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-04 09:21:52
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 52%

غادة عبد الرازق: ندمانة ولو رجع بيا الزمن مكنتش هخش التمثيل

المصدر: المصريون - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-04 09:21:59
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 67%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية