من وقت إلى آخر يستيقظ المجتمع على مقاطع فيديو عبر وسائل التواصل الاجتماعي تظهر أشخاصا يذبحون حيوانات غريبة، ويشربون دماءها، ويأكلونها نيئة أو مطهية، حيث لا يزال مقطع الفيديو الشهير للتمساح المشوي بالقصيم عالقاً في الأذهان، بعد أن قام أشخاص بالتقاط التمساح وقاموا بسلخه وشيِّه ثم أكله مستمتعين بذلك، ومن القصيم إلى بلدة الجرفية حيث انتشر فيديو سابق لمجموعة وهم يذبحون ذئبا ثم يأكلونه نيئاً، وفي مقطع سابق يظهر أشخاص يقتلون ضبعا بالرصاص ثم يقومون بتعليقه وسلخه وأكله، وفي مكان آخر عرض شباب على مواقع التواصل فيديو استعرضوا فيه اصطيادهم لقنافذ حية وقاموا بذبحها، وسلخها وتناولها.

مندي الكنغر

مع أن تلك الأحداث قديمة وجرت في أوقات سابقة إلا أن تكرارها وظهورها للعلن من جديد من قبل فئة تخصصت بـ«خالف تعرف» من أجل الشهرة والترند، فقبل أيام تداول الناس مقطع فيديو لأشخاص مشاهير بمدينة الرياض يقومون بجلب حيوان الكنغر وذبحه ثم طهيه على طريقة المندي، وعلى الرغم من تدخل المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية في حينها، وعبَّر بيان بأن ما تم تصويره في هذا المقطع يعتبر مخالفة لنص نظام البيئة، إلا أن أصحابه يستمرون في صدماتهم للمجتمع بكل ما هو مخالف وتصويره ونشره في وسائل التواصل الاجتماعي، ولعل آخرها مضغوط الحمار الوحشي وأبطال قصته مجموعة من مشاهير السناب بمدينة الرياض، حين قاموا بطهي مضغوط لحم حمار وحشي وتقديمه أمام الكاميرا للمتابعين متباهين بطعمه وأكله.

خيارات متوافرة

كشف ناصر حمد شاعري أحد هواة الصيد «جاء ذكر كثير من الحيوانات في نصوص الشريعة الإسلامية من حيث الحلال والحرام مع اختلاف العلماء فيما بينهم، ولذلك كنا نعتمد على القول الراجح في أمور الصيد قديماً، وبين أنهم كانوا في الماضي يضطرون ويصيدون للحاجة بحكم ندرة وجود البدائل الأخرى، أما في أيامنا هذه فالخيارات كثيرة ومتوافرة من لحوم أغنام وأبل وبقر وغيرها من أسماك ودجاج وبدون صيد أو عناء ومشقة، وأشار إلى أن صيدهم لم يخرج عن إطار الحيوانات المألوفة مثل الغزلان والأرانب والوعول، مؤكداً أنه وللأسف الشديد ظهر الكثير من الأشخاص في أيامنا هذه مؤخراً الذين يتفاخرون باصطياد الحيونات وملاحقتها في البراري، أو جلب حيوانات غريبة وغير مألوفة في مجتمعنا وأكلها وكأنهم يحققون الإنجازات من خلال تصويرها ونشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي».

قولان ورأيان

أوضح مدير الإفتاء بمنطقة جازان محمد شامي شيبة، أن العلماء لديهم قولان ورأيان بشأن حكم أكل لحم التمساح، تعتبر التماسيح حيوانات برمائية تعيش في البر والبحر، واختلف العلماء حول حكم أكل لحومها وأضاف أن بعض العلماء يرون أن أكل لحم التمساح حلال، وكذلك الحكم في أكل الضبع، فأجاب بأن الرسول حرم كل ذي ناب من السباع وكل ذي مخلب من الطيور، إلا أنه أحل الضبع وله ناب وجعل على من صاده جزاء وهو كبش، وأما المحرمات الأخرى فلا جزاء فيها إذا صادها محرم، وبين بأنه يجوز أكل الحمار الوحشي، ويحرم أكل الحمار المستأنس.