صناعة جيل رياضي مسألة تحتاج إلى صبر طويل والتعامل مع أطفال من سن السادسة لتعليمهم وتدريبهم أمرًا لا يمكن أن يتم دون وضع كل الخطط الصحية والغذائية والاجتماعية في الحُسبان.
ونحن لدينا أكاديمية مهد كمشروع وطني يكتشف ويطور المواهب في كافة المناطق والمدن ضمن الألعاب الفردية والجماعية بهدف تكوين مجموعة كبيرة من الأبطال الرياضيين على مدار 10 سنوات بالاعتماد على المدارس كمغذٍ رئيس للمواهب السعودية.
والتقاط الموهبة من المدرسة نقطة أولى يتبعها مسار مضنٍ من الصقل والبناء والاستمرارية ووجود محضن منفرد مؤسّس علميًا سيؤدي إلى الدفع بالعنصر في مضامير المنافسة وبلورة الشخصية باتجاه الفوز والارتقاء.
ومرحلة البطل طويلة وتفاصيلها مليئة بالعبر متى ما انتهت بالنجاح كالتونسي أحمد الحفناوي الحائز على الميدالية الذهبية لسباق 400 متر حُرّة للرجال في طوكيو 2020 حيث سُجّل كأصغر متسابق بعمر 18 عامًا وأشرف عليه مدربون محليّون وتهيئته كانت في مدرسته الثانوية ومسبح الجامعة.
إنّ كرة القدم ميدان هائل للعمل والإنجاز وتصدير نماذج تُحقق المُنجزين الشخصي والوطني متى ما تمّ تسييرها وفقًا للمنهج العلمي والإطار التكويني الكامل.
لقد جذبت أكاديمية مهد في عامين تقريبًا نحو 20 ألف لاعب ضمن تجارب الأداء في أكثر من مدينة سعودية وكان لافتًا دخول أفراد من طبقات متوسطة وغنيّة للانخراط في مشاريع كرة القدم ما يعني وجود تحوّل في مفهوم المشاركة والرغبة في الانتماء إلى عالم الأبطال.
والأكاديمية ظهرت كمفهوم جديد لتأسيس الحكومة لمراكز متقدّمة في التدريب ولتحفيز القطاع الخاص على الانطلاق من ذات المعايير المرتكزة على المنشأة واكتشاف المواهب وتقديمها وتطوير الأداء الرياضي، والتميّز والابتكار، والمنافسات. وتعمل في المحضن الكبير مجموعة من ذوي الخبرات المحليين والأجانب ويقف على رأس المجموعة شاب متسلّح بالخبرة والعلم والعمل الميداني في أكاديميات دوليّة هو عبد الله فيصل حمّاد مدير معهد إعداد القادة الحاصل على درجة الماجستير في الرياضة من كُليّة “يوهان كرويف” للدراسات في هولندا وصاحب السيرة المميّزة في إدارة الفئات السنيّة.
لقد تولّت أكاديمية مهد الرياضية تصحيح سوق المدارس التدريبية الخاصة أو تلك التي كانت عائدة للأندية ووضعت برامج متطوّرة لتكوين الممارس وبقي أن نلمس النتائج في القريب العاجل جنبًا إلى جنب مع برنامج ابتعاث اللاعبين الصغار ودوري المدارس المنطلقين من وزارة الرياضة.
إنّنا في الانتظار لما ستكون عليه المخرجات في الأولمبياد المقبل وما بعده والدورة الأولمبية الآسيوية 2034 والمحافل المستقبلية.
*نقلا عن الرياضية السعودية
