بعدما رمت العلاقات الاسباني المغربية الأزمة الدبلوماسية وراء ظهرها، ومن ثم فتح صفحة جديدة بيضاء خالية من ندوب التوتر، هاهي تبحث اليوم في صفحات اخرى اقتصادية واستثمارية، على غرار المرسوم الأخير لرئيس الحكومة، الذي منح بموجبه الإذن للمجمع الشريف للفوسفاط بإحداث شركة مشتركة بإسبانيا مناصفة مع شركة إسبانية، وستكون هذه الشركة متخصصة في إنتاج وتسويق الأسمدة الملائمة للزارعة العضوية.
ويراهن المغرب على الإستثمار في أقوى أسلحته الإقتصادية لتحقيق نقلة نوعية في مؤشر افاق المفتوحة على مستوى تدفق رؤوس الأموال والشركات الثنائية بين بين الرباط ومدريد، إذ من المنتظر أن تواكب الشراكة بين الجانبين تطور المجمع سالف الذكر في سوق الأسمدة العضوية، وتنويع نطاق منتجاته بأسمدة جديدة ذات قيمة مضافة عالية. كما يهدف هذا المشروع إلى مواصلة استراتيجية تنويع منتجات المجمع، وذلك من خلال تقديم حلول للتسميد تلبي متطلبات الزراعة العضوية.
ويندرج مشروع إحداث هذه الشركة الثنائية في إطار اتفاقية التنمية المشتركة الموقعة بتاريخ 17 أكتوبر 2018، بين المجمع الشريف للفوسفاط والشركة الإسبانية «Fertinagro Biotech S.L»، والتي يقوم رأس مالها من المساهمة ذات مجلس إدارة برأسمال يقارب 270 مليون درهم، حيث يرغب الشريكان في توسيع التزامهما المشترك في تطوير الأسمدة الملائمة للزراعة العضوية، والتطوير في مجال الزراعة العضوية.
ويسعى المغرب عبر استثماراته إلى رفع إنتاجه السنوي في المتوسط من 30 مليون طن إلى 50 مليون طن، وزيادة إنتاج الأسمدة الفوسفاتية من 3.5 ملايين طن إلى 10 ملايين طن سنويا، و18 مليون طن بحلول 2025.
يذكر أن المكتب الشريف للفوسفاط حقق نتائج قياسية خلال سـنة 2021 والتي تواصلت خـلال الربع الأول من سـنة 2022، مدفوعة بظـروف السوق القوية والكفاءة التشغيلية المستمرة، ومستفيدة كذلك من الصراع الروسي-الأوكراني زاد من حدة السياق المتقلب على مستوى توازن العرض والطلب داخل سوق الفوسفاط، الأمر الذي أدى إلى زيادة جديدة في الأسعار مدعومة بارتفاع أسعار المواد الأولية، خاصة الأمونياك والكبريت.
