رئيس حزب «إرادة جيل»: الحوار الوطنى طوق نجاة للخروج من الأزمات التى يشهدها العالم وفرصة للمشاركة وإبداء الرأي

قال تيسير مطر، عضو مجلس الشيوخ، الأمين العام لتحالف الأحزاب المصرية، رئيس حزب إرادة جيل، إن الحوار الوطنى بدأ بالفعل بمجرد الدعوة إليه، وإنه لا يتوقع امتناع أى جهة عن المشاركة فى الحوار، أو حتى الانسحاب منه فيما بعد، لأن خسائر هذه الخطوة ستكون أكبر من مكاسبها بكثير.

وأضاف «مطر»، فى حواره لـ«الدستور»، أنه يتوقع مشاركة الجميع، فى الحوار الوطنى، باعتباره فرصة ذهبية لطرح ومناقشة جميع الرؤى ومحاولة التوصل لحلول مناسبة لأزمات الوطن.

وأوضح الأمين العام لتحالف الأحزاب المصرية أن هناك مقترحًا بإعادة النظر فى بعض مواد الدستور، وتشكيل لجنة خبراء من مجلسى النواب والشيوخ ومجلس الدولة لفلترة القوانين فى جميع القطاعات بما يواكب متطلبات العصر والجمهورية الجديدة.

■ كيف تلقيت دعوة الرئيس السيسى للحوار الوطنى؟

- هى ليست المرة الأولى التى يوجه فيها الرئيس حديثه للشعب ليطلب منه المشاركة فى تحديد أوليات العمل الوطنى، فهناك اتصال دائم وبطرق مختلفة بين الرئيس وشعبه، ومنها لقاءات الرئيس المتكررة مع الشباب، سواء من خلال المؤتمر الوطنى للشباب أو منتدى شباب العالم، ذلك الحدث العالمى الذى يجمع أطياف العالم أجمع.

المختلف هذه المرة هو توقيت الدعوة فى ظل الأحداث العالمية وتداعياتها على مصر، فمن هنا يكتسب الحوار الوطنى أهمية كبرى باعتباره فرصة ذهبية لجميع القوى السياسية للتعبير عن آرائها وتقديم مقترحاتها والتوافق على حلول للمشكلات المجتمعية، ليكون الحوار طريق نجاة للخروج من الأزمات التى يشهدها العالم أجمع.

بالنسبة لتحالف الأحزاب المصرية وحزب إرادة جيل، فنحن نرحب وندعم فكرة الحوار الوطنى، ونراها فرصة لتنشيط الحياة الحزبية.

■ كيف ترى أصداء المشاركة بفاعلية فى الحدث؟

- دعوة الرئيس للحوار الوطنى واختيار مصطلح الحوار الوطنى فى رأيى كان موفقًا لأنه تجاوز نطاق مصطلحى الحوار السياسى والاجتماعى، فهو أعم وأشمل ويعنى أن المناقشات ستشمل قضايا الوطن بشكل كامل.

الأحزاب المصرية شعرت بسعادة كبيرة بالدعوة للحوار، لأنها فرصة للمشاركة والتحدث وإبداء الرأى، وجميع الأحزاب بدأت استعداداتها للحوار من خلال حصر المقترحات والرؤى وكتابة أجندات للمشاركة بها وطرحها خلال فعاليات الحوار.

الدولة تمر بالعديد من التحديات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، خاصة فى ظل التغيرات الدولية، وهو ما يجب أن تراعيه القوى السياسية فى الحوار، وأن تحرص على تغليب المصلحة العامة وأن تشارك فى بناء الجمهورية الجديدة.

علينا أن نتمسك بالأمل وأن نستلهم من الأزمات العديدة التى مرت بها مصر واستطاعت أن تعبر منها بسلام، بفضل وجود قيادة سياسية رشيدة. هناك ثغرات اقتصادية تلزمها مراجعة فى الوقت الحالى وهو شىء طبيعى وسنناقشه بالفعل من خلال جلسات الحوار.

وأود أن أؤكد أن المشاركة المجتمعية والسياسية ستضمن التوصل إلى خارطة عمل مميزة ستنعكس على النتائج والمؤشرات العامة خلال الفترة المقبلة.

■ كيف استعد تحالف الأحزاب المصرية للحوار؟

- استعد التحالف من خلال عقد اجتماعات وتحديد رؤيتنا الخاصة لأولويات العمل الوطنى خلال الفترة المقبلة.

بشكل عام الجميع يشعر بسعادة غامرة بدعوة الرئيس، ووجود جهة محايدة مثل الأكاديمية الوطنية للتدريب لتكون الراعى والمشرف على جلسات الحوار.

وقد شكل التحالف لجانًا داخلية، منها لجنة لتلقى طلبات الأحزاب، وبالفعل قدمت الأحزاب وجهات نظرها، وسيتم تجميع مقترحات الأحزاب، وتدوينها فى مذكرة بأسماء الأحزاب، تحت مسمى تحالف الأحزاب المصرية.

ركزنا على محاور رئيسية مثل الاقتصاد، وتأثره بالأوضاع العالمية، وانعكاسات ذلك على الأوضاع الداخلية، كما نولى أهمية بالقضايا السياسية والمجتمعية، ونؤمن بأنه إذا وجدنا حلًا للمشكلة الاقتصادية فإن ذلك سينعكس بشكل إيجابى على الجوانب السياسية والاجتماعية، كما نرى أن دعم والتوسع فى المشروعات الصغيرة والمتوسطة وتوطين الصناعات أهمية قصوى فى المرحلة الراهنة.

وهناك مقترحات بتعديل بعض مواد الدستور، كما ندرس ترسانة من القوانين الاقتصادية، التى صدرت منذ عقود، ولم تعد صالحة لعصرنا الراهن.

سنقترح إعادة دراسة كل القوانين فى جميع القطاعات، وتشكيل لجنة خبراء من مجلسى النواب والشيوخ ومجلس الدولة لمناقشة هذه القوانين، و«فلترتها» لتواكب متطلبات العصر والجمهورية الجديدة.

■ ما تقييمك لفكرة التحالفات فى الوقت الحالى؟

- أحزاب التحالف اتفقت على مبادئ أساسية وتوافقت أيديولوجيًا، فالمبادئ الأساسية التى تكوّن عليها التحالف هى الانحياز الأساسى للوطن والمواطن، والسعى للارتقاء بالخدمات المقدمة للمواطنين، والتفكير فى احتياجاتهم ومناقشة مشكلاتهم، ونحن نعتبر أن الرئيس هو رمز للشعب المصرى وخط أحمر لا يجوز المساس به، إضافة إلى تقديرنا الكبير لتضحيات وبطولات والدور الوطنى الذى تلعبه القوات المسلحة والشرطة، ودعمنا الكامل لهاتين المؤسستين العريقتين.

هذه هى المبادئ الأساسية التى تشكل وفقها التحالف، الذى يركز على مناقشة والتطرق لقضايا المجتمع والحديث فى القضايا والمشكلات المجتمعية من خلال وجهات نظر متنوعة، تعبر عن توجهات ليبرالية وناصرية واشتراكية.

حين يطرح أحد رؤساء الأحزاب سؤالًا أو قضية معينة للنقاش، فنحن نتشاور ونستمع لجميع الآراء ثم نتبنى وجهة نظر الغالبية.

أسسنا مكتبًا تنفيذيًا لدراسة القضايا وعرض مختلف الموضوعات، والتقييمات لكل رأى.

وفى الإطار التنظيمى، لا يوجد رئيس للتحالف وإنما ندير بمبدأ المجلس الرئاسى، بمعنى أننا نتشاور فى مختلف القضايا ثم نخرج برأى واحد يتبناه الجميع.

■ كيف رأيت دعوة المعارضة للمشاركة فى الحوار الوطنى.. وما تعليقك على بعض محاولات التشكيك فى جدواه؟

- الحوار الوطنى بدأ بالفعل بمجرد الدعوة إليه، ولم يحدث أن رفض حزب أو جهة سياسية المشاركة فى الحوار.

هو خطوة جيدة جدًا للوطن، ويجب أن تستمر، وأتوقع مشاركة الجميع فى جلسات الحوار، ولن نشهد انسحاب أى جهة حتى بعد أن تبدأ جلسات الحوار، لأن الانسحاب من وجهة نظرى سيكون من أجل تسجيل موقف فردى فقط، وستكون خسائره أكبر من مكاسبه.

كما أن الانسحاب من الحوار الوطنى أو الامتناع عن المشاركة فيه سيكون أمرًا سلبيًا ووصمة عار فى حق من يفعل ذلك.

أما بالنسبة لمن يحاول التشويش على فعاليات الحوار الوطنى وجهود الإصلاح بالترويج لفكرة أنها مضيعة للوقت، ونشر أفكار مغلوطة عن أنه لا يوجد محاور محددة للحوار، فهذا مخطط يروجه أعداء الوطن، يجب تفاديه.

من وجهة نظرى هى فرصة ذهبية يتوجب على الأحزاب اقتناصها، لأنها دعوة موجهة لجميع التيارات وهدفها استعراض جميع الآراء والاستماع لمختلف المقترحات والرؤى لإيجاد أفضل الحلول للأزمات التى تواجه الوطن.

■ ما تقييمك لإعادة تفعيل لجنة العفو الرئاسى وتشكيلها الجديد؟

- تفعيل لجنة العفو الرئاسى من جديد هو خطوة قوية على الطريق الصحيح، وهو ما يؤكد حرص الدولة على حماية الحريات، وهى رسالة لمن اختزل الحوار الوطنى فى فكرة الحريات فقط، لأن النظرة لم تكن واضحة بشكل كامل، ففى كل مناسبة تشهدها مصر، وهى مناسبات كثيرة، من أعياد وطنية وقومية، يصدر الرئيس قرارًا بالإفراج عن المحبوسين سواء من الغارمين أو الغارمات أو السياسيين، وذلك بصرف النظر عن وجود حوار وطنى أو غيره.

وتشمل قوائم الإفراج المئات والآلاف، وأنا أرفض اختزال الحوار فى العفو الرئاسى وخروج السجناء، فالهدف من الحوار أشمل.

وأؤكد أننا نريد المزيد من الحريات ولكننا نريد الحرية المسئولة التى تدرك تحديات الوضع الراهن، وخصوصية اللحظة التاريخية التى تمر بها مصر والمنطقة وحالة الفوضى التى يشهدها العالم.

نحن كحزب إرادة جيل، وتحالف الأحزاب المصرية، نريد المزيد من الحريات فى جميع المجالات، ولكن الحريات المسئولة كما شرحت، لأن هناك جهات تستغل الحريات فى الإساءة للوطن والرموز الوطنية.

 

تاريخ الخبر: 2022-05-31 21:21:01
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 50%
الأهمية: 61%

آخر الأخبار حول العالم

المفاوضات لإقرار هدنة في قطاع غزة "تشهد تقدما ملحوظا"

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-04 15:26:01
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 57%

المفاوضات لإقرار هدنة في قطاع غزة "تشهد تقدما ملحوظا"

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-04 15:26:05
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 63%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية